سعدي يوسف
وجدلية الترحم
…………………….
المفاضلة بين السرديات الكبرى التي ولدت من رحم الحداثة هو أمر مختلف عليه بين العلماء والأدباءمنذ بدايات عصر التنوير . فهنا من فضل الدين باعتباره سردية شمولية سماوية على الأنتماء السياسي الوضعي وهناك من قدم التيار السياسى الأشتركي الماركسي تحديداً باعتباره أحدى السرديات الشمولية الوضعية على الأديان وأملاءات مرجعياتها . ولكن شرط عدم المساس بعقائد السرديات وجوهر أنتماءاتها وفق منظور كل عقيدة جديرة بالأحترم
الحداثة لا تعني إلغاء الآخر أو التجاوز على معتقداته و لا تعني أيضاً تأليه العقل أي بمعنى تجعله إلها بل تعني الأيمان بالعقل والعقلنة وتجعله ميزان الحياة . فالكائن الذي يزعم نفسه إلها بفعل الأنتماء السياسي أو وصيا من الله بفعل المنظومة الدينية لابد أن يبهت بأسئلة المعترض وأستهجانه . ولا ضير في توظيف مناهج حداثوية عبر تقديم النصوص الأدبية أو شعرية وطرح الأسئلة فكرية التي تنبثق من رحم التشكيك أوالتدين عندما يكتشف الشاعر او الكاتب أو الأديب المنتمي لسرديته الشمولية أن للعقل محدودية امكانياته . فالفكر الإنساني ذو النزعة الفردية قامت على اثرهِ حالة شكية غريبة زعزعت أركان الأيمان والدين إضافة الصربات الجهل القوية والمتتالية التي تلقتها التيارات المادية العلمانية هي التي جعلت بعض الأقلام وتحت رايات سردياتها سليطة الطرح متجردة السلوك متناقضة القيم . بل تقوض الظاهر من القيم عبر دعوات ثقافية ماكرة تحجم الإنسان كي ينحدر للأسفل . الشاعر الفذ هو الذي يستطيع أن يحترم الشيء ونقيضه وفق محزونه المعرفي كي يعلو ويعلو . لا أن تأتي بنص عكس أفق توقعات المتلقي المخالف الذي ينتمي لسردية أخرى عبر لغة التهجم والسب والقذف غير مألوف …. مما يؤدي ذلك إلى بعد المسافة بين الشاعر و المتلقي وتتلاشى قيم الثقافية و الاحترام المتبادل .
كلنا يعلم أن سعدي يوسف شاعر كبير يمتلك لغة بارعة و يستحدثها في شعرهِ بشكل مميز فهي لغة لها اهمية في موسيقاه قلما نجده عند البعض وشهد كتاباته الفكرية في أكثر من موقع وسمع أغاريده تملأ الأفواه كما استقطب إعجاب أعظم الكُتاب … ولكن ولكن ولكن
يبقى الترحم عليه أمر أخلاقي غير جدلي لكل متحضر يؤمن بأن الإنسان غاية الوجود ….وجد الروح