عنان عكروتي
الليل عدو وحدتي المندسة بين كل مساربي ومنعطفاتي
يخامر النبض بعض غرورٍ قد مضى
يتخلل أزمنتي بين الهوى.
وصوت آهاتي المتناثرة …
وحلمي …
كرسمات أنفاس سيجارة على منافض العابرات
ووسوسة عنيدة لذاكرة تأبى النسيان
ولحن كمنجة الليل….
طوفان أغرقني عميقا عميقاً
بين أحزان و لوعة لا تنتهي
كابوس من الألم الجاثم في غربة الأمنيات
كقنينة عطر فارغة ….لم تعد تحمل الا أفاحيح ما قد مضى
حيث حرّموا الأحلام
والليل
فتنة سهادي المتنازع مع أرقي نحوَ غواية لا تخجل
و شهقة موجعة لأماني انتحرت متهاوية قبل الولادة
الليل كان أيقونة همسي الشفيف…
في لحظات الحب الهاربة
وبلسم وجعي في شرفاته البعيدة
أمنية لملابس وأغان الفرح الجميلة
و بداية رحلة تجددي من آخر شعاع الغروب
حتى انبثاق أول شروق الفجر
يد حنونة تداعب وجه الصبا المشرق في قلبي
وخصلات الشعر المتناثرة على جبين طفولة…
تلد على وقع حضورك
أغنية لجمرات الشوق الحارقة لك وحدك..
ووحدي التي أعرف كيف أرويها
وبعد الليل ..والليل و كل المسافة…
صار ليل ليس كَصُبحي
تلاشى النور
و خمدت كل مصابيحي تتيه في اللاشيء
واحترقت كل فتائلها المضيئة
ولم يبقى .. الا عتمة غير قابلة للاحتراق
كيف هكذا أيها العمر فجأة ..تولِد الشروق وتنهي…
كل حكايات الليل…
من طلعة النور
و كيف تمحى بجرة عبور الى ضفاف جديدة أغرتك أكثر!!
يتقبل قلبي كل طعنات القدر الجائرة
ويفتي لوعود السماء شريعتها الظالمة
وينسكب في مقل المجروحين كأسا دامعة
مثل الأهازيج المشبعة بزفرات التعب//
قد كان سعيدا بي يتحمل عهر جنوني
وينسكب عسلا وكأس عشق …
يروي القصائد والأمنيات
ويهرب من دائرة السكون المغلقة
ليرتمي في اهتزازات زوايايا الممتلئة بضجيج صاخب
ووشوشات الولَه
ينتشي من اغوائها
ويغتسل من طهرها
ليعلن أعراس الجسد في مهرجانات فرح لا تتكرر
والآن….لم يعد الا أطلالا ورسوما لوجعٍ لا يغيب
وعروسا من الحزن تُبارك ليلتها
بسَيلٍ من الزغاريد الباكية
صار يغشاه شتاءٌ لَعين
تتكدس فوقه ثلوج تتجمد منها الفؤاد
مضرجة بأثار خيانة …ووعد لم يصدق
كأجتياح عواصف باردة تلوي قلبي الأخضر
وتدوسه في مهب عاصفة مشبعة بالحزن
تمارس حقدها على كل شيء جميل