بعد ان اعلنت حكومة إقليم كوردستان يوم الاحد المصادف 16 ـ 8 ـ 2020 ، استمرار استقطاع 21% من رواتب الموظفين لحين التوصل إلى إتفاق نهائي مع بغداد (حسب زعمها) , تجمع المئات من الموظفين والمواطنين، وسط محافظة السليمانية، للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم جرّاء هذا القرار الذي تم التصويت عليه باجماع الأطراف المشاركة في حكومة الإقليم , ورفع المتظاهرون شعارات تتهم الاحزاب المشاركة في حكومة الإقليم بنهب المال العام وتجويع الشعب . وتزامناً مع احتجاجات السليمانية, قام المتظاهرون في مدينة رانية ـ شمال شرق السليمانية ـ برفع ثلاث لاءات كبيرة بوجه الاحزاب المشاركة في الحكومة : لا للسلطة , لا للبرلمان الكارتوني , لا للمعارضة المزيفة .
ولمعرفة تفاصيل قرارالاستقطاع وغضب الشارع الكوردستاني التقيت بالنائبتين عن حركة التغييرفي برلمان إقليم كوردستان , النائبة (شيرين أمين) (1) والنائبة (د. شايان كاكة صالح عسكري) (2) , حاورنا في أثناء اللقاء وناقشنا بهدوء الوضع السياسي والازمات الإقتصادية التي يمر بها الإقليم .
تحدثت النائبة شيرين أمين قائلة: اثبتت الحكومة فشلها في إدارة الإقليم على الرغم من استحواذها على واردات النفط و المنافذه الحدودية، مثل: المطارات والكمارك والضرائب والجباية، إضافة إلى استلامها مبلغ 320 مليار دينار شهريا من بغداد كجزء من رواتب الموظفين .
وتابعت: يجب ان يعرف الجميع ان قرار استقطاع رواتب الموظفين بنسبة 21% هو قرار مجحف ومرفوض و لا يستند إلى نص قانوني ,على اعتبار أن رواتب الموظفين محفوظة بموجب قانون لا يمكن المساس به وعليه أضمّ صوتي لصوت الشعب الذي يطالب بالغاء قرارالاستقطاع فوراً, كما اطلب من المواطنين ان لا يسكتوا عن هذه الانتهاكات الجارية بحقهم.
ونوّهت قائلة : سيكون لي موقف في حال عدم اعلان حركة التغيير عن موقفها وانسحابها من الحكومة.
وانھت كلامھا قائلة: ان حركة التغيير طرف رئيسي في الحكومة وهي مسؤولة (حسب حجمها) كباقي الاطراف والاحزاب الاخرى في تجويع المواطنين .
من جانبها قالت النائبة د. شايان عسكري : هناك حقيقة يجب أن يعلمها الجميع، وهي ان قيادة الحزبين الكورديين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني ينهبون اموال الشعب ثم يتصدقون بالفتات عليه , لماذا تستطيع الحكومة توفير رواتب الفضائيين والمنتفعين ـ اصحاب الرواتب المتعددة ـ ولاتستطيع توفير رواتب الموظفين الحكوميين والمتقاعدين ؟
واستطردت حدیثھا تقول: يجب على حركة التغيير ان تدافع عن حقوق المواطنين وتساندهم في مطاليبهم العادلة , حان الوقت لانسحاب حركة التغيير من الحكومة بعد ان فشلت في تنفيذ وعودها الإصلاحية و توفير حياة كريمة للمواطنين .
أخيراً اقول : أن حكومة الإقليم مستمرة بعملية التقشف والإصلاحات الاقتصادية القاصرة منذ عام 2014 ، وتعمل على تطبيق نظام الادخارالإجباري وتخفيض واستقطاع رواتب الموظفين والمتقاعدين , مما أدت تلك الإصلاحات القاصرة إلى زيادة أعداد الفقراء غير القادرين على تأمين حاجاتهم الأساسية.
الحكومة الحالية مستمرة في إصلاحاتها القاصرة وتكرر نفس أخطاء الحكومات السابقة و لسان حالها تقول : عزيزتي المواطنة , عزيزي المواطن, دعونا ننسى اخطاء الماضي ونعمل اخطاء جديدة !
(1) شيرين أمين عبدالعزيز : مواليد قرية كريم باسام التابعة لناحية قادر كرم , عضوة برلمان كوردستان عن حركة التغيير , وهي زوجة الشهيد الصحفي كاوة كرمياني , حاصلة على دبلوم في ادارة الاعمال.,عملت قبل إغتيال زوجها في عالم الصحافة متخصصة بشؤون المرأة والمشاكل الاجتماعية . رفضت إستلام راتب التقاعد بعد انتهاء مهامها البرلماني وفاءً بالوعد الذي قطعته على نفسها أمام ناخبيها .
(2) د. شايان كاكة صالح عسكري : طبيبة متخصصة في امراض سرطان الثدي والاعضاء التناسلية النسائية , وعضوة برلمان إقليم كوردستان عن حركة التغيير الكوردية , مواليد قضاء كويسنجاق , ملقبة بعسكري نسبة إلى قرية (عسكر) التابعة لناحية اغجلر والقريبة من مدينة كركوك , اكملت دراستها الإبتدائية والمتوسطة والإعداية والكلية الطبية في مدينة اربيل , واكملت الدراسات العليا في مدينة السليمانية , اثناء فترة دراستها العليا فازت بجائزة (IDEA) الامريكية (الجائزة الدولية للتطور والثقافة) من قبل الجمعية الامريكية للسرطان في شيكاغو. رفضت إستلام راتب التقاعد بعد انتهاء مهامها البرلماني وفاءً بالوعد الذي قطعته على نفسها أمام ناخبيها .