يـــــا وَطنـِــــــــــــــــــــــــــي
يْا وَطَنِي
تَنْزِفُنّي جُرْحَاً
وَأنْا أَيْوُبٌ
صْابِرْ
تُحاصِرُنِي شِمْرٌ
مَأجْورٌ
فَاجِرْ
تَقتلُنِي ( الطَفُ )
وأصْرَخُ هَلْ
مِنْ نْاصِرْ
تَكْسِرُنِي ظِلاً
يَتَوكَأُ عَلى عِكْازِ
الخَوُفِ
وَأُكْابِرْ
تَصلبُنِي عَلى
جِذْوُعِ النَخْلِ
مَسْيحَاً
أَوْ تُلبْسَنِي القَيْدَ
أسْاوُرْ
تَحْكُمْنِي جَلادٌ
جْائِرْ
تَسْلَخُ جِلْدْي
بِسْياطِ الكُفْرِ
وَتقْتِلُ فِي أَعْماقِي
الشْاعِرْ
الثَوْرَةُ تأكْلُ فِيْكَ
الثْائِرْ
غْابَةُ نَفْطٍ أنْتَ
سَيدُهْا ثَعْلَبُ
مْاكِرْ
بَحْرٌ مِنْ دَمِ
تَغرقُ فِيكَ
مَواخِرْ
أَبْوُ لَهَبٍ مَقْطُوعُ
الدْابِرْ
خْارِطَةٌ وَهْمٍ
رُسِمَتْ عَلى أوْراقِ
دَفْاتِرْ
غَدرٌ وَسْيُوفٌ
وَخَنْاجِرْ
لُصٌ سِكْيرٌ
وَمُقْامِرْ
زِنْزانْاتٌ وَسِجْونٌ
وَمقابِرْ
بَوابْاتُ المَوُتِ
لِوَطَنٍ أكْبَرِ
دْاعِرْ
سَاحَةُ حُرْوبٍ
خْاسِرَةٌ
وَسَوْاتِرْ
فارِسُ مَهْزُومٌ
بِسَيْفٍ داثِرْ
تَجْلِسُ عَلى أَطْلالِ
الزَمَنِ الغْابِرْ
مَوْمَسُ خَرْساءٌ
عْاقِرْ
تَبْيعُ مْا بَيْنَ
فُخْذَيْها لِلمُتآمِرْ
وَتَصْنَعُ مِنْا لِلغْازينَ
مَعْابِرْ
فِيْكَ الأوَلُ صْارَ
الآخِرْ !
وَصْارَ الأَوْلُ فِيِكَ
الدْاغِرْ !
يا وَطَنْي
كُلُ شُعْوبِ الأَرْضِ
تَلبَسُ عِيدَ اللهِ
ثِيْابَاً
وَيَتْرُكُنِي عِيْدِي
عُريْانَاً وَيُغادِرْ
تُسْكرُنِي قِنْينَةُ خَمْرٍ
وَتُحْرقُنِي تِبغُ
سَجْائِرْ
لا وَطَنٌ غَيْرُكَ
فِيهِ الشَعْبُ
الخْاسِرْ
وَتَشْظى مِثْلَ زِجْاجٍ
مَكْسُورٍ
فِي أَصْقاعِ الأَرْضِ
مُهْاجِرْ
وَدْارَتْ عَلَيْهِ
كُلُ الدَوائِرْ
مَشْطُورٌ نِصْفْيينِ
أنْتَ !
نِصفٌ يَحكُمهُ قَوْادٌ
وَالآخرُ تَحْكُمهُ
عْاهِرْ
فِرْعَونٌ مَلْعُونٌ
فِي سُورَةِ طَه
وَسْورَةِ غْافِرْ
وَلا تَفْلَحْ حَيْثُ
أَتَيِتَ وَأنْتَ السْاحِرْ
يْا وَطَنِي
إشْهَدْ إنْي فِيْكَ
أوَلُ كْافِـــــــــــرْ
حسن هادي الشمري