اسعد عبد الله عبد علي
قبل شهر آذار, كانت القوى الغربية والإقليمية, تنتهج أسلوب المكر الخفي, لتحقيق نجاحات على الأرض, عبر تفتيت العراق بواسطة داعش, فالأرض التي تقع تحت أيديهم, يجب أن لا تعود لسلطة الدولة, فلم يدر بخلدهم إن ينجح الحشد الشعبي بفعل شيء ما, فهم وضعوا العراقيل الكبيرة إمامه, كي لا يتقدم, لكنه أذهلهم بتحرير تكريت, فكان ردهم سريع, عبر هجمة أكاذيب خبيثة, جندوا لها بعض الرؤوس المحلية, بالإضافة لقنوات العهر العالمية والعربية.
المنافقون لا يتركون مقطعاً زمني, إلا ويضعون بصمتهم على الإحداث, من أيام ابن سلول ولليوم, أجيال تتبع أجيال, تسند الباطل لتدوم سطوته, فنعق أهل النفاق نعقتهم المشؤمة, أبرزها كانت حرب البيانات الغريبة, تلتها حرب الثلاجات! والتي انعكست عليهم سلبا, وأسقطتهم شعبياً.
أفرزت حرب تحرير تكريت محطتين مهمة, تحتاج لتسليط الضوء عليها, لأخذ العبرة, والاستفادة من الدرس, كي لا نقع بها مستقبلا:
المحطة الأولى: بعض الشخصيات الذين يمكن إن نطلق عليهم ب(غريبي الأطوار), لافتقادهم للمبدئية, وتبدل حالهم بالليل عن النهار, فتخاذلوا عن نصرت الحشد الشعبي, لأسباب ترتبط بالترغيب من إطراف خفية, دفعتهم لمواقف سلبية جدا, فاتخذوا طريقة عمرو بن العاص, كسبيل للتكسب من الأزمات, هؤلاء تبنه المجتمع لخطر مواقفهم, وانفض عنهم الواعين من جماهيرهم, وبقت فئة قليلة من الجهال, والتي تتبع النعق من دون تمييز, فكانت حرب تكريت, خير كاشف لضحالة هؤلاء الفاقدين للمبدئية.
المحطة الثانية: المنافقين من الداخل, هؤلاء في حرب دائمة, ضد أي منجز يتحقق, وكانوا دوما كالخنجر في الخاصرة, يقفون أمام سعي البلد للنهوض, وحل أزماته المتحصلة, وعندما شاهدوا إن بعض الحلول بيد الحشد الشعبي, كشروا عن أنيابهم, وحركوا ألسنتهم بالإثم, وتدفق المال الأصفر, ليسهم في نشر الأكاذيب, بحق المجاهدين الإبطال, فهؤلاء المنافقين رضوا بالذل, في سبيل الحط من الانتصار, الحقد يملاً قلوبهم, حقد يجعلهم يرضون بذل الشيطان, ولا إن يكون للحشد فضلاً عليهم! فيا بئس هؤلاء القوم.
المنافقون لا حل لهم, فعدائهم ليس له حد, بالأمس عادوا الأنبياء والأوصياء, وكل رجال الفكر والأخلاق, واليوم يعادون الأمل, الذي زرعه الحشد الشعبي, ليس لهم مواثيق ولا عهود, يتوسلون بالكذب والخداع, يفرحون لإحزان الأمة, ويتألمون لكل خير ينزل على الأمة, هكذا نفهم حال المنافقين في العراق.
الحذر كل الحذر أن يكون المنافقون أصحاب قرار, وان يعطوا مواقع التأثير, لأنهم سيكون سعداء أن احرقوا الوطن.