عقيل الموسوي
دعوني أستعير قبّعة هذه المرة ليس لأستر بها صلعتي التي لم تتغزّل بها سوى ابنتي الوحيدة ولاضير فكلّ فتاةٍ بأبيها معجبة !! , بل أستعيرهاً كي أرفعها أجلالاً وأكباراً للسيدة أم عامر* … تلك السيدة التي تفوّهت فأبلغت ووصفت فأجادت . . فكان من عفويتها ما يفضح نفاق السياسيين وتدليسهم ومن صراحتها ما يفضح كذبهم ودجلهم ومن وطنيتها ما يفضح أنانيتهم وزيفهم .. لذا فأعذروا أستعارتي لواحد من مصطلحات مدرسة السيدة أم عامر للتعبير عن حالةٍ أحاول من خلالها وبعمليةٍ عكسيةٍ الأستدلال والتشبيه لشرح المعنى الرفيع لذات المصطلح .. أنه مصطلح ( ولية غُمّان ) , فقد سألني أحد الأصدقاء عن معناه وعن المغزى في استخدامه ضمن تعابيرنا اليومية .. ولأني لستُ ضليعاً في اللغةِ ولأن اللغةَ قاصرةٌ في أحايين كثيرةٍ عن التعبير الدقيق للمعنى المطلوب , لذا فأننا نضطر الى ضرب الأمثال من أجل تقريب معاني المصطلحات .. فكان المثال الذي ضربته لتوضيح معنى مصطلح ” ولية الغُمّان ” هو أستغلال السيد البارزاني أفتقار العراق الى دولة المؤسسات الذي أدّى الى أنهيار الدولة بمجرّد أنهيار النظام أو بالأحرى بمجرّد سقوط الطاغية , كما أستغلّ في نفس الوقت قرار بريمر في حلّ الجيش العراقي والذي ترك البلد مكشوفاً سوى من غطاء الأحتلال الذي ظلّل أجزاءً دون غيرها .. أستغلّها فخامة رئيس الأقليم مدعوما بما يمتلك من البيشمركة المنظّمة للسيطرة على أسلحة الجيش العراقي وآلياته ومعدّاته الثقيلة قبل الخفيفة فضلا عن الأعتدة والذخائر , فكان من ضمن الآليات التي تم الأستيلاء عليها ونقلها الى الأقليم وبمساعدة الأمريكان أكثر من 300 دبّابة أضافة الى المدافع وناقلات الأشخاص والهاونات والأسلحة الخفيفة , حيث أصبح بسببها مركز القوة الرئيس في العراق , والذي حاول ويحاول جهد امكانه المحافظة عليه لعلّه ينفرد بقيادة العربة أو يتمكن من توجيه أي قائد غيره بواسطة الريموت بيشمركة عن بُعْدٍ بما يمتلك من اسلحة العراق المنهوبة , والتي لا أظنه سيرعوي في استخدامها حتى ضدّ أهلنا في كردستان كما فعلها في العام 1996 , نعم هي كذا تكون الوِلْيَة وكذا يكونون الغُمّان , أنهم يستغلون فرصة وهنٍ أو ضعفٍ تصيب الآخرين ليقفزوا الى مقدمة العربة محاولين فرض شروطهم وآرائهم والحصول على أكبر قدرٍ من المكاسب التي غالباً ما تكون غير مشروعة , وهذا ما فعله السيد البارزاني في تلك الفرصة فعلاً , وهذا ما يريد البقاء على فعله في كل الأوقات وكل الظروف ناسياً أن الأيام كفيلةً بتغيير كل شيء بما في ذلك مراكز القوى
لذا نرى أنّ على السيد البارزاني أنْ يفيق من حلمه ليتعامل مع حكومة المركز بالقدر المطلوب من الأحترام لينال المتبادل منه , وأنْ يدرك أنّ بغداد اليوم ليست بغداد الصنم أو بعد سقوطه ليخاطب أهلها بقول ” ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد ” فيترك الجميع نافراً منه ومن تصرفاته مشمئزا , كما أننا نطالب الحكومة الأتحادية بوجوب أستعادة كل الأسلحة والمعدات والأعتدة التي تم الأستيلاء عليها من قبل حكومة الأقليم أو أقتطاع أثمانها كاملةً من تخصيصات محافظة أربيل حصرا دون باقي محافظات الأقليم , كما ندعو المثقفين ومؤسسات المجتمع المدني وأعضاء البرلمان بممارسة الضغوط على حكومة المركز من أجل فتح ملفّات تحقيقٍ بهذا الشأن
ـ (*) السيدة أم عامر هي التي تظهر على قناة الفيحاء في برنامج الميكرفون المفتوح … ملّينه چا هيَّ وِلْيه .. وِلْية غُمّان