وانا اجلسُ القرفصاء على دكّة البنات
رند الربيعي
سألتني
من خاطَ ثوب صباك ؟
أنا من انثتْ ضباب اللذةِ
حين تأججتْ ثورة الوردِ
كنتُ كبيرةً كبغداد
وصغيرة كبعقوبة
كان طوفان الخجلِ
يضربُ سفينتي المهددة بالانقراضِ
والفراغات من حولي ناضجة
كنت محاطة بالاصفار
والسوائل العارية
لم تكنْ السماء سخية كما ادعيت ذاك العام
وشعراء بغداد كالساعات حينَ تتوقف على وقت
كانت سنواتي الأثيرة
تمدُّ أعناقها كناقة جفَ ضرعُها
نعم أرضعتني أمي الطهر والحنين
لكنني هرمتُ قبل أن اركض
أنا لست كالنساء
فستان صباي مطرز بأوجاع الصمت
مخاط بأبرة غاضبة
لاعاصم اليوم لفساتيني الممهورة بكركرات السنابل
وجدران الدهشة
كانت أمي منشغلة بالولد
وأنا أجلس القرفصاء
على دكةِ البنات
تحرك يدها
وسبع عيون
لدفن العيون في مغارة
مازلت تسألني عن حقيبتي
وأقلام الرصاص.