نعم هناك تأمر واسع ضد تجربة كوردستان
سربست بامرني
لا أحب الكتابات المطولة ولذلك اعتذر مسبقا عن الاطالة غير المتعمدة.
عادتين أحاول جاهدا وقدر الإمكان ان لا أقع في مطبهما:
– الأولى: هي تخوين الاخرين اذ طالما قمنا نحن قواعد كل الأحزاب العراقية والكوردستانية بممارستها بحماس منقطع النظير ودون رحمة!!!! وفي النهاية التقى الزعماء وتصافحوا وكل يذكر مناقب الاخر وبطولاته ونضالاته وبراءة الأطفال في عيونهم!!!! أحدهم تفاخر بأنه أقدم عضو في الحزب الذي قاتله طيلة عمره!!!!
– الثانية هي نظرية المؤامرة فقد عانينا منها جميعا كل شعوب شرق التكايا والبخور وكثيرا لصالح السلطات الحاكمة فمرة المؤامرة صهيونية وثانية أمريكية وثالثة اوربية ورابعة…….الخ النغمة النشاز التي كرست الأنظمة الدكتاتورية والغت حقوق الانسان والالاف المؤلفة من الضحايا الأبرياء الذين ذهبوا ضحية المؤامرة المزعومة
لما سبق أحاول قدر المستطاع ان ابتعد عن هكذا طروحات مالم يكن لدي الأدلة المقنعة الدامغة والكافية وحتى في هذه الحالات على المرء ان يكون حذرا فالأدلة والبراهين أحيانا تكون نسبية.
مع ما سبق وللقراء الأعزاء أقول هناك فعلا مؤامرة واسعة النطاق تشترك فيها عدة أطراف لوأد التجربة الكوردستانية وإلغاء او تفتيت إقليم كوردستان هذه الجزيرة الصغيرة للتعايش الاخوي والسلام في بحر المنطقة المتلاطم والكثير العواصف والامواج، والا كيف يمكن تفسير:
– تمزق وتشظي حزب رئيسي في كوردستان وانقسامه الى طرفين متصارعين ومن الذي يقف وراء هذا الانشطار الطولي والعرضي الخطير ونتائجه الكارثية المتوقعة.
– احداث السليمانية والتظاهرات والاضطرابات التي تم استغلالها لإهانة وتحدي القيم الوطنية الكوردستانية وفي مقدمتها محاولة إهانة العلم الوطني الكوردستاني والمطالبة بالتقسيم وما علاقة هذا بالمطاليب الحقة والقانونية للطلبة والشباب وتوفير فرص العيش الكريم وكيف يمكن إهانة العلم الوطني إذا لم يكن هناك مندسين وخونة من مرتزقة الجهات التي تتآمر على كوردستان.
– الهجمات المتكررة للعصابات الإرهابية على مناطق كوردستان دون ان يكون لها أي نشاط لا في بقية مناطق العراق ولا في دول الجوار اليس دليلا اخر على ان هناك مؤامرة واسعة النطاق ضد شعب كوردستان وحركته التحررية الوطنية تشترك فيها أطراف تعادي الإرهاب شكليا وتتعاون معه عمليا وتوفر له الإمكانيات المادية والتسليحية واللوجستية لضرب إقليم كوردستان
– دور بعض الأقلام المأجورة والمدسوسة والمحسوبة على الاعلام والتي تجعل من (الحبة قبة) وتضخم النواقص والسلبيات وتنشر روح اليأس والاستسلام دون ان تقدم أي بديل عملي وواقعي لتجاوز السلبيات والمعوقات بالإضافة الى دور مجموعة من المرتزقة والمشبوهين الذين يسعون لتشكيل جماعة ضاغطة مطالبة بإلغاء الإقليم، نعم هكذا بجرة قلم الغاء الإقليم مما يعني انهم غير مهتمين لا بالقضية الوطنية ولا بحقوق شعب كوردستان وكل همهم هو الغاء الإقليم ترى من الذي يقف وراءهم؟؟؟ان لم تكن هناك مؤامرة؟؟؟
– اللعبة القذرة المكشوفة التي قامت بها عصابات تهريب البشر والاتجار بهم والتي تقف وراء تشجيع المواطنين على مغادرة البلاد وبهدف محدد هو النيل من سمعة إقليم كوردستان وتصويره وكأنه غابة قتل البشر وإلغاء ادمية الانسان!!!!وبالتالي ضرورة الغاء الاقليم
نعم هناك مؤامرة واسعة النطاق لأطراف داخلية وإقليمية معروفة تقريبا ضد شعب كوردستان وحقوقه الديموقراطية وعموم حركة التحرر الوطني الكوردستاني التي تتقدم ولو ببطء لتحقيق اهداف شعب كوردستان الإنسانية الديموقراطية العادلة.
المفروض والمطلوب:
– وحدة وطنية صلدة ودعم ومساندة حكومة الوحدة الوطنية والمؤسسات القانونية التابعة لها وإيقاف كافة الحملات الإعلامية التي تستهدف هذه الوحدة او تقلل من أهميتها المصيرية
– تنشيط الأجهزة التنظيمية لكل الأحزاب الكوردستانية التي تبدو شبه مشلولة للوقوف صفا واحدا مع بعضها البعض وبوجه كل اشكال التآمر والمحاولات الرامية للنيل من التجربة الكوردستانية وسد الأبواب امام الذين يستهدفون الاستهانة بالقيم الوطنية والعلم الوطني وبالمكاسب التي حققتها جماهير كوردستان بتضحياتها الجسيمة وبأنهار من الدماء والدموع والمعاناة
– تسريع عمليات الإصلاح ومحاربة الحيتان الكبيرة للفساد وضمان أوسع مشاركة شعبية في التصدي للسلبيات والفساد من جهة والتصدي لكل اشكال التآمر المستمر ضد حقوق وحريات شعب كوردستان.
لقد اجتازت جماهير كوردستان المضحية مصاعب كبيرة خلال نضالاتها من اجل الحرية والديموقراطية والحقوق المشروعة ومن المؤكد انها ستسقط هذه المؤامرة القذرة وستواصل التقدم نحو الامام نحو تحقيق الأهداف السامية والنبيلة لحركة التحرر الوطني الكوردستاني شاء من شاء وابى من ابى.