هيمنة الخلافات الحزبية على شرائح من مجتمعنا، بلغت حيزا من التحسس لدى البعض حتى أن مجرد عرض فكرة تحرير كوردستان من قبل أحدهم يقابل بالرفض، معاندة وليس إلا.
وهي رفيقة مسيرة طويلة من الصراعات الماضية والجارية بين أحزابنا. حيث العاطفة والعلاقات الشخصية، وغياب الدراسات العلمية، وتحليل الأسباب واستنباط النتائج الحقيقية منها، وكذلك الجهل بأساليب النضال الوطني واتباع أصوبها كلها أدت وما زالت تؤدي إلى هذه الحالة المتردية.
نعاني من علل، ما بين نفسية مرضية ومورثات كوردية كالعناد، المترسخة في اللاشعور، وكأنها تنتقل بيننا بالوراثة اجتماعيا، فتنسّينا التمعّن في دواعي الاختلاف.
كثيرا ما نتدارس ونتحدث عن صراعات أجدادنا، وغير منتبهين أننا نكرر التاريخ نفسه، ونعيش الجهالة ذاتها، وعلى الأغلب أن أحفادنا سيتدارسونها بنفس السوية التي نتناول بها ماضينا.
ننقد ونختلف، ونقدم تحليلات لمجريات الأحداث ولأساليب نضالنا، والتقاء مصالح الدول مع قضيتنا أو عدمه، بأوجه متنوعة غارقة في السذاجة، وبضحالة بالغة للغة السياسية العصرية. ندمر حاضرنا وقادمنا بحروبنا الداخلية، وبإلغاء بعضنا البعض، وفرض المفاهيم الشمولية بالقوة. كما وبيننا أحزاب دكتاتورية خلقت شرائح عدمية، تروج لمنطق: أم معي أو الخيانة.
إننا، وبما نحن عليه، نرسخ كوارث الثقافة، والجهالة السياسية، والتي للأنظمة الشمولية المحتلة لكوردستان اليد الطولى في غرزها، ودون أخذ التجارب والعظة من مصائب شعبنا الذي تاه في خضم الصراعات المذهبية السابقة بين الإمبراطوريتين الصفوية والعثمانية، بل ننسخها؛ ونكررها بنوعية مغايرة، متلائمة والعصر، وخباثة السياسة الجارية.
الولايات المتحدة الأمريكية
من غرائب الكورد-3
اترك تعليقا