لأول مرة أكتب عن ذكرى عيد ميلادي الذي صادف مطلع رأس السنة الميلادية، ومعروف عني لا أبالي بعيدي الشخصي أبدا، ولم أفكر يوما الاحتفاء به، فلسفتي لعيد ميلادي، أنه يوم للمراجعة، وإشعار ببدء سنة جديدة، وهذا الذي جعلني أنتوي الكتابة عنه، كونه تأريخ جديد يجعلني أتساءل ما الذي سأقدمه في العام الجديد؟
لقد طويت رقما من عمري، واجهت فيه كغيري من البشرية أسوأ المواقف والأحداث، شائعات ومخاوف رافقت نشرات الأخبار في الصحافة والفضائيات والاذاعات، عام مضى وصف بعام الوباء ” فيروس كوفيد 19″ لكني وصفته بعام “الجريمة العالمية ” للكبار الذين يتحكمون بالعالم وانذروا البشرية بألا يصل عددهم الى 10 مليارات نسمة، حيث بلغ في العام 2020 حوالي 7،5 مليار نسمة، خسرنا الناس والمحبين والمقربين، خسرنا المشاهير، أحمد راضي، ناظم شاكر، علي هادي ،وعلى دربهم آخرين ماتوا، سادت أصعب ظروف عشتها في عام ذهب من عمري، وليس الوباء هو الوحيد الذي صادفنا، فالاضطهاد والفساد من حصة الجبابرة والنفاق والتضليل من حصة أصحاب الشعارات الجوفاء الخالية من المضامين.
بلدان العالم سجلت أعلى نسب الوفيات والفقر والتشرد والحرمان والفاقة والأمية فبأي حق لنا أن نحتفي؟
شعوب تباكت على سيادة أوطانها المنتهكة، دون أن تعي أن سيادتها منتهكة من حكامها في الحرية والديمقراطية، فالجريمة نسفت السلام والأمان، والتدخلات اقتلعت جذور الاستقلال، والسجون زادت وساد الكساد بديلا عن العمل والإنتاج، التمويه طغى على الوضوح ،والكذب والادعاء بخدمة المواطن ارتفع سقفه لكن الاستغلال والظلم شكل حالة مألوفة في كل ركن بالمعمورة، عام عانى فيه المتنورون اضطهادا، والأميون حكموا الشعوب بجهلهم،، وبالرغم من كل ذلك شهد العام المنصرم حالة تمرد على القيود سبيلا للحرية وتحطيم التابوهات التي نصبها الأميون الفاسدون المتوحشون.
ومع هذا كله أسجل امتناني لأصدقائي الذي أرسلوا كلمات التهاني لي عبر جمهورية الفيسبوك وعاصمتها تويتر وشقيقاتها في عيد ميلادي، إذ شكلت اشراقة إنسانية جعلتني اشعر بسعادة غامرة، ما جعلني أكتب عنها، وأقول العيد الذي نحتفي به هو عيد السلام يوم تنقشع غيوم الظلام، غيوم الفيروسات والشائعات وأصحابها ومنتجيها، عيد الخلاص من كل جبروت فاسد وضع العصا بيده لقمع المتنورين المصلحين.
وللإجابة عن السؤال، سنمضي كما مضينا في رسالة العطاء من أجل الحرية والسلام بالعام الجديد، كل عام وأصدقائي المهنئين بسعادة السلام والأمان.