(من داخل السّور)
لا أحد يعرف سِرّي المكنون في وهدة عميقة من مستودع خزائني التي لا أبوح بها حتى لنفسي ، او أُراوغ عنها على أقلّ تقدير.وأخشى مجابهته لأنّه لا يجامل أو يُهادن ،ولايُعطي فرصة للمراجعة ،ولاتستدر عطفه آهة محزون أو دمعة مكلوم او حتى صرخة مظلوم…
لكنّني اليوم كسرت القاعدة… وضعتهما معا على جدار غرفتي المعتمة في هذا الليل البهيم …مثل عارضة سينمائية من طراز قديم.
سوزان بكلّ ملامحها وملاحتها التي لاتغيب عن عيني متفرّسٍ مثلي ،،،خبر الوجوه ،حينما احتشدت سنواته أمامه لتخبره بما فعلت بعض خطوط المشيب برأسي ، ولتدق أجراس الفاصل الزمني، كان عمرها أقصر من ضفيرة ،بينما أشتغل الزمن على أقاليم جسدي ليمد حباله الطويلة، التي يمكن لها ان تمتد مع جسر يربط ضفتي نهر عظيم…
سوزان ذات الربيع النيساني المفرط في إزدهاره ،يُفرط في حضوره أيضا على جدار ذاكرتي…
– ماذا تريدين ياسوزان؟
*………………
لا جواب سوى نظرات تحمل ألف معنى.
قُلت سوزان على الجدار… وماذا بعد ؟
– هذا مما يتعثر به اللسان ، قبل أن يتعذّر الحصول على إجابة صريحة…
ماجدوى التصريح قبل ان يتحقق ما يتخايل امامي خيوطا مبعثرة ،بين الحب والإعجاب وربما الحب على وجه آخر يقضي به الاستطلاع وتحفزه الرغبة في إكتشاف المغاليق…
كل ما استطيع البوح به الآن للجدار انني الآن على مشارف الخمسين ولم أتزوج..
هلاّ سألت سوزان هذا السؤال لنفسها ..أو استوقفها في باحة الألغاز المُباحة!!!؟