معاول بلا مقابض على رؤوس كبيرة؟!
.
تناولت مواقع التواصل الإجتماعي؛ صورة شاب عراقي يحتضنه الرئيس الهولندي، ويلتقط صور معه، وهما يحتسيان الشوربة في مطعم عام.
لم يُصدق الشاب بأن جلسيه رئيس دولة، بعد أن سأل وقيل موظف حكومي، ولم يرَ مظاهر التحوطات الأمنية، التي إعتاد عليها؟!
كيف يَعرف العراقي المهاجر؛ هرب من دولة يُحيط بمسؤوليها عبيد، ويتدافع المواطنون عليه؛ أملاً بأخذ قصاصة ورق من طلباتهم، التي لا تُعد ولا تُحصى؟! وبعضهم يتحمل الضرب والإهانة، وسرعان ما يركب المسؤول سيارته المظللة، بموكب كبير؛ وإذا أخذ أوراق منهم؛ سترمى في الطريق؟!
يستخدم الرئيس الهولندي، وكثير من رؤوساء ووزارء العالم المتحضر؛ الدراجة الهوائية أو طرق المواصلات الحكومية، أوالمشي كرياضة ونشاط من الصباح؛ للوصول الى الدوام الرسمي كأيّ موظف، وكأنهم يقودون حملات تطبيقية، ومثالاً لمنع هدر الطاقة ومنع نشر التلوث، والعيش بين المواطنين لسماع مشاكلهم بصورة طبيعية، ولا غرابة بأن يكون عدد كبير من شعبهم ليس لهم حاجة بالتعرف عليهم، وهم ينظرون الى إنجازات لا أشخاص.
يختلف الوضع في دول الشرق الأوسط، ومن مبدأ” كل ممنوع مرغوب” وغياب إستراتيجيات توازن دخل الفرد والحاجة الفعلية؛ فقد نُظم في مصر حملة لمقاطعة اللحوم بعنوان: “بلاها لحمة” ، وفي الكويت حملة مقاطعة شراء الأسماك؛ للضغط على التجار لخفض الأسعار، وفي العراق حملة تظاهرات غاضبة، وتناقض في بعض الشعارات أحياناً وفقدان لبوصلة التشخيص، ودعوات لرفض الهجرة والذهاب الى جبهات القتال؛ مقابل شباب يهاجروا؛ ويهانوا أو يفقدوا حياتهم في الطريق.
إختلف ساسة العراق تماماً عن العالم، وتجاوزوا قادة العرب في نصب العداء لشعبهم، وإستهتارهم أضاع إستراتيجية التخطيط والعدالة الإجتماعية؛ فما بالك بِمَنْ ينعم ويُتخم ويُثرى فاحشاً، وشعبه يأنُّ من الجوع والتشرد؟! وتهاجر الشباب ولا يُبالون حتى لو أخليَّ البلد من طاقاتهم وعقوله؟! والمهم تكريس الدولة؛ لخدمة ساسة يستنكفون من تناول الشوربة مع المواطن؛ سوى أيام الإنتخابات، ويمنعون المواطن إجبارياً عن اللحوم والأسماك، التي تموت في بلاد نهرين؛ يستورد الماء من الدول التي تطل على البحر؟!
إن معظم ساسة العراق، على إعتقاد أنهم يمتلكون العلامات الفارقة عن المواطن، وحسن الحظ يعطيهم أمكانية التطاول على الممتلكات العامة، ويأخذوا ما يشاؤوا، وعندما يُدعى للإصلاح، تجدهم أول المؤدين والمتظاهرين ضد الفساد، وبذلك يفترضون أن المواطن هو الفاسد، لأنه لم يسمح بتطبيق رؤياهم الإستراتيجية، التي تنتهي بنهب العراق، ورمي شعبه في هاوية المخاطر، وتُسلم الأرض تراباً؟!
أمنية لدى المواطن العربي، لم تحققها الثورات والإنتخابات وساحات التحرير، وهي أن يرى قادته يعتمدون إستراتيجية بناء الأوطان، لا زيادة الحمايات والغلمان؟!
بلا لحمة وبلا سمك يمكن للشعب أن يتوحد؛ إذا كان فيها قادة يضعون مصلحة شعبهم فوق مصالحهم الشخصية، ويجتمعون على غاية وطنية سامية تحافظ على أمن وسيادة المواطن؛ لكنهم أسسوا للطائفية والحزبية والعائلية والشخصية، وصارت للفساد رؤوس كبيرة؛ لا تحطمها معاول شعب بلا مقابض؛ وإذا لم يُطاح بالرؤوس الكبيرة، فلا إصلاح ولا صوت مواطن يصل الى أسماع مسؤول؛ كي يكون شريك في صناعة القرار؟!
.
تناولت مواقع التواصل الإجتماعي؛ صورة شاب عراقي يحتضنه الرئيس الهولندي، ويلتقط صور معه، وهما يحتسيان الشوربة في مطعم عام.
لم يُصدق الشاب بأن جلسيه رئيس دولة، بعد أن سأل وقيل موظف حكومي، ولم يرَ مظاهر التحوطات الأمنية، التي إعتاد عليها؟!
كيف يَعرف العراقي المهاجر؛ هرب من دولة يُحيط بمسؤوليها عبيد، ويتدافع المواطنون عليه؛ أملاً بأخذ قصاصة ورق من طلباتهم، التي لا تُعد ولا تُحصى؟! وبعضهم يتحمل الضرب والإهانة، وسرعان ما يركب المسؤول سيارته المظللة، بموكب كبير؛ وإذا أخذ أوراق منهم؛ سترمى في الطريق؟!
يستخدم الرئيس الهولندي، وكثير من رؤوساء ووزارء العالم المتحضر؛ الدراجة الهوائية أو طرق المواصلات الحكومية، أوالمشي كرياضة ونشاط من الصباح؛ للوصول الى الدوام الرسمي كأيّ موظف، وكأنهم يقودون حملات تطبيقية، ومثالاً لمنع هدر الطاقة ومنع نشر التلوث، والعيش بين المواطنين لسماع مشاكلهم بصورة طبيعية، ولا غرابة بأن يكون عدد كبير من شعبهم ليس لهم حاجة بالتعرف عليهم، وهم ينظرون الى إنجازات لا أشخاص.
يختلف الوضع في دول الشرق الأوسط، ومن مبدأ” كل ممنوع مرغوب” وغياب إستراتيجيات توازن دخل الفرد والحاجة الفعلية؛ فقد نُظم في مصر حملة لمقاطعة اللحوم بعنوان: “بلاها لحمة” ، وفي الكويت حملة مقاطعة شراء الأسماك؛ للضغط على التجار لخفض الأسعار، وفي العراق حملة تظاهرات غاضبة، وتناقض في بعض الشعارات أحياناً وفقدان لبوصلة التشخيص، ودعوات لرفض الهجرة والذهاب الى جبهات القتال؛ مقابل شباب يهاجروا؛ ويهانوا أو يفقدوا حياتهم في الطريق.
إختلف ساسة العراق تماماً عن العالم، وتجاوزوا قادة العرب في نصب العداء لشعبهم، وإستهتارهم أضاع إستراتيجية التخطيط والعدالة الإجتماعية؛ فما بالك بِمَنْ ينعم ويُتخم ويُثرى فاحشاً، وشعبه يأنُّ من الجوع والتشرد؟! وتهاجر الشباب ولا يُبالون حتى لو أخليَّ البلد من طاقاتهم وعقوله؟! والمهم تكريس الدولة؛ لخدمة ساسة يستنكفون من تناول الشوربة مع المواطن؛ سوى أيام الإنتخابات، ويمنعون المواطن إجبارياً عن اللحوم والأسماك، التي تموت في بلاد نهرين؛ يستورد الماء من الدول التي تطل على البحر؟!
إن معظم ساسة العراق، على إعتقاد أنهم يمتلكون العلامات الفارقة عن المواطن، وحسن الحظ يعطيهم أمكانية التطاول على الممتلكات العامة، ويأخذوا ما يشاؤوا، وعندما يُدعى للإصلاح، تجدهم أول المؤدين والمتظاهرين ضد الفساد، وبذلك يفترضون أن المواطن هو الفاسد، لأنه لم يسمح بتطبيق رؤياهم الإستراتيجية، التي تنتهي بنهب العراق، ورمي شعبه في هاوية المخاطر، وتُسلم الأرض تراباً؟!
أمنية لدى المواطن العربي، لم تحققها الثورات والإنتخابات وساحات التحرير، وهي أن يرى قادته يعتمدون إستراتيجية بناء الأوطان، لا زيادة الحمايات والغلمان؟!
بلا لحمة وبلا سمك يمكن للشعب أن يتوحد؛ إذا كان فيها قادة يضعون مصلحة شعبهم فوق مصالحهم الشخصية، ويجتمعون على غاية وطنية سامية تحافظ على أمن وسيادة المواطن؛ لكنهم أسسوا للطائفية والحزبية والعائلية والشخصية، وصارت للفساد رؤوس كبيرة؛ لا تحطمها معاول شعب بلا مقابض؛ وإذا لم يُطاح بالرؤوس الكبيرة، فلا إصلاح ولا صوت مواطن يصل الى أسماع مسؤول؛ كي يكون شريك في صناعة القرار؟!
واثق الجابري