هادي جلو مرعي
هو الخليفة السادس بحسب التوصيف الحقيقي لخلفاء المسلمين بعد ( أبي بكر الأول وعمر وعثمان وعلي ومعاوية) وهو لاشئ بحسب إعتقاد المسلمين الشيعة الذين يعتقدون بولاية علي على المؤمنين بالنص لابالشورى، بينما يبايع المشتغلون في منظمة الدولة الإسلامية في العراق والشام قبل التعديل رفيقهم في الجهاد إبراهيم البدري ليكون سادس الخلفاء، ويطلقون عليه وصف الخليفة، ولديه إسم حركي هو أبو بكر البغدادي، وهذه نعمة تستحق الشكر أن يكون للمسلمين خليفة من خارج جزيرة العرب وهو عراقي الجنسية. وبينما تعترض المملكة العربية السعودية على وجود نظام سياسي بصبغة شيعية في العراق تواجه بخليفة عراقي لم يخف يوما نيته غزو نجد والحجاز ونشر راية الخلافة الإسلامية في تلك البقاع القاحلة.وصار مؤكدا القول الشهير( إرفع راسك إنت عراقي) ويمكن أن نطلق على الخليفة تسمية أبي بكر الثاني بعد الخليفة الأول، لكن لانعلم كيف ستدار الامور في عهد الخليفة أبي بكر البغدادي، وكيف سيحل مشاكله مع المسلمين الذين لايعتقدون بصحة تنصيبه سواء من الشيعة، أو بقية المسلمين الذين يعترضون على الطريقة عدا عن حكام العرب الذين يدينون بمذهب أهل السنة والجماعة، عدا عن التنظيمات التي ترى إنحرافا في الخط المتبع لدى تنظيم الدولة الإسلامية كالإخوان المسلمين، وجبهة النصرة، وبعض التنظيمات السياسية والعسكرية السنية المتماهية مع بعض، وتلك المتماهية مع الحكومات العلمانية الكافرة بحسب التنظيم؟
فالنصرة والجيش الحر يقاتلان تنظيم الدولة في سوريا، بينما وجد البعثيون من دعاة الدولة القومية أنفسهم في ورطة خاصة وهم مهدوا للمتدينين المتشددين الدخول الى المدن السنية المبتلاة، ومعهم جماعة النقشبندية التي يرأسها نائب صدام السابق عزة الدوري، وهو يعشق التصوف والضرب على الدفوف ولايمكن له أن يسلم شواربه للإسلاميين، فهل سيكون الشيعة تحت طائلة الفصل السابع هم والمسيحيون والأيزيديون والشبك والصابئة وتفرض عليهم الجزية؟ أم سيقتلون؟ وهل سيتم التعامل معهم بسياسة إنتقائية كأن يكون القرار الفصل بيد الخليفة فتقطع رؤوس الشيعة قاطبة، وتسبى نساؤهم، وتصادر أموالهم، أم سيعاملون كبقية الكفار في الدولة الإسلامية؟
وهل سيصطدم السنة المعتدلون وهم كثر بدولة الخلافة الإسلامية، وهل سنشهد حروبا قاسية بين التنظيمات المتشددة وبين الدولة كجبهة النصرة والقاعدة، عدا عن العلمانيين والقوميين وأتباع الطرق الدينية الموزعة في الشرق الاوسط مع ماأظهره أبو بكر من نية للزحف نحو الأردن مصر والعربية السعودية والكويت، وهو معني بإسقاط كطل الأنظمة في المنطقة التي خرجت عن الملة وسارت في ركب الشيطان؟
يبدو المشهد معقدا فالشيعة متحفزون، والسنة قلقون من الورطة التي ورطتهم بها دولة البغدادي، والحكومات العربية التي تدعم المتشددين السنة لإسقاط الشيعة في العراق هي الأخرى هدف معلن، فهل تستسلم، أم تحارب؟ ثم تداهن وتهادن الشيعة لعلها تنتصر في حرب داعش؟ وكيف سيتحرك الغرب والشرق لوقف المسيرة تلك التي تخطت الحدود وصارت تهدد الجميع.