سوسان الياس جرجس
كبت في العائلة/ محظورات في التعامل على قاعدة السن والجنس……فالأكبر هو من يعلم وأنت لا تعلم، فإن طلب منك السكوت عليك الإلتزام….. هنا، في العائلة، هو أخوكِ، الذكر، وليس مستحباً أن تكسري كلامه….. هي تكبت وتكبت وهو يتقن دور صاحب السلطة….. هو من بيده السوط ليجلد إن هي رفضت فنّ الكبت.
كبت في المدرسة/ محظورات كثيرة يضعونها أمامك لكبت علامات الإستفهام في داخلك، لكبت علامات التعجّب على محياك…. كبت حسّ النقد والرفض والإجهار بعدم الفهم…. في المكان عينه أنت تعيش كبتاً كبيراً في التعرّف على الجنس الآخر، فمبدأ الفصل بين الجنسين سائد غالباً إمّا بشكل مباشر على صعيد المدارس وإما بشكل غير مباشر في الفصل التلقائي داخل الصف وعلى المقاعد.
كبت في الشارع وفي ارتياد الأماكن العامة…. الكبت هنا يطال المرأة أكثر من الرجل….. فهو إن كان لا يزال يسمع صوت شيخه مردّداً بضرورة غضّ البصر…. فهي ستقع مغشياً عليها من كثرة الطبول التي تدقّ في رأسها….. طبول تدعو كلها الى الكبت…. كبت في طريقة المشي والكلام والنظر والتوقف والضخك….. كبت في تناول الطعام في الأماكن العامة…. كبت في اللباس والتزين وعدم الأناقة المفرطة…. كبت في التنفس… فحتى الجهاز التنفسي والعصبي والهضمي يجب إخضاعه لمراقبة ذاتية شديدة خصوصاً عند المرأة…. فإن لم تخضعه هي للمراقبة…… سيكون المراقب، صاحب السوط جاهزاً.
الرجل العزيز، المكبوت أساساً، لن يعجز عن التفنن في إقتناء السوط….. فقد يكون السوط بالجلد والرجم كما عند داعش….. وقد يكون بالحبس كما عند بعض الأهل….. وقد يكون بالتحرّش عند أولئك الزقاقيون التافهون….. وقد يكون الجلد بالمقاطعة والإبتعاد وعدم التواصل عند أصحاب العقليات الذكورية التي رأت في ثورتك، في استفهامك، في عدم كبتك دحضاً لسلطتها البطركية…..
هذا الكبت وهذه المعاملة ليست رهناً بمكان دون آخر…. تجلياتها مرئية في الأسرة والمدرسة والشارع والمعبد والجامعة والحزب والنادي وووو…. هي وليدة بنية إجتماعية زرعتها في نفوس أبنائها فقاموا باستبطانها على مدار الأيام والساعات واللحظات…… فهل يرجى خير وتحرّر من مجتمع لا زال مكبوتاً ومستعبداً من الداخل؟!!!!!!!!!