ناغــــــــــــذة ثـقافـــــــــــية
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نهاد الحديثي
توفيت الفنانة المصرية الشهيرة فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية مساء السبت 17 ك2 الجاري عن عمر ناهز 84 عاما
ولدت فاتن حمامة في السابع والعشرين من مايو / ايار 1931 لاسرة مسلمة من الطبقة الوسطى في المنصورة، ولو انها كانت تصر على انها من مواليد القاهرة.
وكان والدها احمد حمامة يعمل موظفا في وزارة التربية المصرية.
وبعد فوزها بمسابقة لجمال الاطفال، ارسل والدها صورتها الى المخرج محمد كريم الذي كان كان يبحث عن طفلة لتمثل دورا في فيلم يوم سعيد الذي كان من بطولة الموسيقار محمد عبدالوهاب. وكان ذلك اول ادوارها في السينما.
وفي عام 1946، انتقلت فاتن حمامة مع اسرتها الى القاهرة حيث بدأت دراستها في المعهد العالي للتمثيل.
واشتهرت الممثلة الراحلة بأدوارها في أفلام خلال خمسينيات وستينيات وأوائل سبعينيات القرن الماضي،وحازت فاتن حمامة على العديد من الجوائز خلال مسيرتها الفنية الطويلة، منها شهادتي دكتوراه فخرية من الجامعة الامريكية في القاهرة والجامعة الامريكية في بيروت، وكان اتحاد الكتاب والنقاد المصري قد منحها عام 2000 لقب “نجمة القرن” في السينما المصرية0 .
ويعود تاريخ فاتن حمامة مع السينما إلى عام 1939، عندما ظهرت على الشاشة للمرة الاولى ولم يتجاوز عمرها 7 سنوات، وتوقفت عن التمثيل عام 2000، وكان آخر عمل لها المسلسل التلفزيوني وجه القمر
وتزوجت فاتن حمامة ثلاث مرات، المرة الاولى من المخرج عزالدين ذو الفقار عام 1947 وتطلق الزوجان بعد سبع سنوات، والثانية من الممثل عمر الشريف عام 1954 وهو زواج استمر لعشرين عاماولها ابنة من عزالدين ذو الفقار هي نادية ذو الفقار وولد من عمر الشريف هو طارق الشريف وتزوجت للمرة الثالثة من الطبيب المصري محمد عبدالوهاب محمود
صاحب عودتها للعمل الفني بعد غياب طويل ضجة إعلامية، حيث شاركت بعرض مسلسل(وجه القمر )التلفزيوني عام 2000 وعرض على 24 قناة فضائية
ومحطة تلفزيونية عربية والذي انتقدت فيه العديد من السلبيات بالمجتمع المصري
واختيرت فاتن حمامة كأفضل ممثلة كما اختير العمل كأفضل مسلسل تلفزيوني 0
عندما بدأت مشوارها في السينما المصرية كان النمط السائد للتعبير عن الشخصية النسائية للمرأة المصرية في الأفلام تمشي على وتيرة واحدة، حيث كانت المرأة في أفلام ذلك الوقت إما برجوازية غير واقعية تمضي معظم وقتها في نوادي الطبقات الراقية وكانت إما تطارد الرجال أو بالعكس، وأيضا كانت هناك نزعة على تمثيل المرأة كسلعة جسدية لإضافة طابع الإغراء لأفلام ذلك الوقت، وكانت معظم الممثلات في ذلك الوقت يجدن الغناء أو الرقص.قبل مرحلة الخمسينيات ظهرت في 30 فيلما وكان المخرجين يسندون لها دور الفتاة المسكينة البريئة، ولكن كل هذا تغير مع بداية الخمسينيات. حيث بدأت في الخمسينيات ونتيجة التوجه العام في السينما المصرية نحو الواقعية بتجسيد شخصيات أقرب إلى الواقع ففي فيلم “صراع في الوادي” (1954) جسدت شخصية مختلفة لابنة الباشا فلم تكن تلك الابنة السطحية لرجل ثري وإنما كانت متعاطفة مع الفقراء والمسحوقين وقامت بمساندتهم، وفي فيلم “الأستاذة فاطمة” (1952) مثلت دور طالبة في كليةالحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن إن للنساء دورًا يوازي دور الرجال في المجتمع، وفي فيلم “إمبراطورية ميم” (1972) مثلت دور الأم التي كانت مسؤولة عن عائلتها في ظل غياب الأب وفي فيلم )أريد حلا (1975 جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وفي عام 1988 قدمت مع المخرج خيري بشارة فيلم “يوم حلو يوم مر” ولعبت فيه دور أرملة في عصر الانفتاح والمبادئ المتقلبة وتحمل هذه الأرملة أعباء ثقيلة جدا دون أن تشكو وكلها أمل بالوصول إلى يوم حلو لتمسح ذاكرة اليوم المر
ويرى معظم النقاد أنها وصلت إلى مرحلة النضج الفني مع فيلم “دعاء الكروان” (1959) هذا الفيلم الذي اختير كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية وكانت مستندة على رواية لعميد الأدب العربي طه حسين، وكانت الشخصية التي قامت بتجسيدها معقدة جدًا من الناحية النفسية، ومن هذا الفيلم بدأت بانتقاء أدوارها بعناية فتلى هذا الفيلم فيلم “نهر الحب” (1960) الذي كان مستندًا على رواية ليو تولستوي الشهيرة “آنا كارنينا” وفيلم “لا تطفئ الشمس” (1961) عن رواية إحسان عبد القدوس وفيلم “لا وقت للحب” (1963) عن رواية يوسف إدريس)
ومن خوالد الفنانة الراحلة\واستنادا إلى مقابلة صحفية لها مع خالد فؤاد فإنها غادرت مصر من عام 1966 إلى 1971 احتجاجًا لضغوط سياسية تعرضت لها، حيث كانت خلال تلك السنوات تتنقل بين بيروت ولندن، وكان السبب الرئيسي وعلى لسانها “ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلماً للسجن في منتصف الليل، وأشياء عديدة فظيعة ناهيك عن موضوع تحديد الملكية”،وقد تعرضت إلى مضايقات من المخابرات المصرية حيث طلبوا منها “التعاون معهم” ولكنها امتنعت عن التعاون بناءً على نصيحة من صديقها حلمي حليم “الذي كان ضيفهم الدائم في السجون”، ولكن امتناعها عن التعاون أدى بالسلطات إلى منعها من السفر والمشاركة بالمهرجانات، ولكنها استطاعت ترك مصر بعد تخطيط طويل. أثناء فترة غيابها طلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبد الناصر بأنها “ثروة قومية”وكانعبد الناصر قد منحها وسامًا فخريًا في بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاة عبد الناصر. وعند عودتها بدأت بتجسيد شخصيات نسائية ذات طابع نقدي وتحمل رموزًا ديمقراطية كما حدث في فيلم إمبراطورية ميم (1972 وحصلت عند عرض ذلك الفيلم في مهرجان موسكو على جائزة تقديرية مناتحاد النساء السوفيتي وكان فيلمها التالي “أريد حلا (1975 نقدًا لاذعًا لقوانين الزواج الطلاق في مصر. وبعد الفيلم قامت الحكومة المصرية بإلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن، وبالتالي سمحت بالخلع.
ونعت الرئاسة المصرية الفنانة الراحلةوجاء في بيان الرئاسة أن “مصر والعالم العربي فقدا قامة وقيمة فنية مبدعة، طالما أثرت الفن المصري بأعمالها الفنية الراقية.”
في موكب الخالدين فاتـــــــن حمامة— سيدة الشاشة العربية
اترك تعليقا