“س” و “ج” .. موسى و الثورة السورية
محمد أبو النور
عشرة أسئلة محرجة جدا و جهها لي شاب سوري معارض مقيم في القاهرة بخصوص موقف عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ، على اعتبار أنني من المختصين بشئون الجامعة العربية ، و أنني أعمل بالقرب منه في السنوات الأخيرة ، ملهم معاذ كان يظن أنني من أتباع الطريقة الموسوية الصوفية ، و أنني ربما أقف لساعات أمام مكتبه ، و أطوح رأسي يمينا ويسارا ، و أصرخ و دموع الخشية و الرهبة تتساقط من عيني ، بأعلي صوتي ” الله حي .. موسى جاي”.
ملهم طالب في كلية طب قصر العيني ، حكى لي العديد من المواقف المدهشة – على حد تعبيره – التي تعرض لها من موسى ، و من يوسف أحمد السفير ومندوب سوريا الدائم بالجامعة العربية ، و طالبني – بحدة الثائر الشجاع – بالإجابة عن الأسئلة ، و إلا شهر بي أمام الرأي العام على أنني من دراويش الطريقة الموسوية.
و لكي لا أطيل في مقدمة الحوار الساخن الذي دار بين الثائر السوري الشهم ملهم و بيني أنتقل مباشرة إلى نص المحادثة التي كان وقعها كالصدمة على ملهم ، الذي لم يخف اندهاشه من إجاباتي ، كما يلي :
س1 : لماذا لم يتحرك عمرو موسى بعد ثلاثة أشهر تقريبا على إندلاع الثورة السورية ؟
ج : لأن سيادته يخشى على قوام ملابسه من التجعد ، و لايريد أن يخرج من مكتبه لأن الجو حار جدا ، و أنتم السبب لأنكم قررتم أن تثوروا في الصيف.
س2 : وهل تحرك أثناء الثورة المصرية التي إندلعت في الشتاء ؟
ج : أيضا المصريون أخطأوا عندما قرروا أن يثوروا في أواخر يناير و أوائل فبراير قارسا البرودة.
س3 : لماذا تصمت الجامعة العربية كالقبر تجاه المذابح ، و المقابر الجماعية العلنية بحق الشعب السوري الأعزل ؟
ج : لأنها تجري عملية جراحية في عضلات اللسان ، و تختزن كل اللعاب للحديث عن انتخابات الرئاسة المصرية.
س4 : لماذا لم يهتم الأمين العام حتى ولو بتصريح واحد ضد العمليات الوحشية التي يرتكبها نظام بشار الأسد ؟
ج : لأنه تعاقد مع الزعماء والقادة بأن يكون متحدثا رسميا لهم ، فضلا عن انشغاله بتقليم أظافره منذ إندلاع ثورتكم.
س5 : ما هو الرقم السحري لعدد الشهداء الذي ينتظره عمرو موسى للتحرك والنطق ولو بكلمة واحدة ؟
ج : هو لا ينتظر أي شيء سحري لأنه لا يحب اللبان “العلكة” السحري.
س6 : لماذا لم ينزل موسى إلى المتظاهرين السوريين في العاصمة المصرية عندما ينظمون وقفات إحتجاجية أمام الأمانة العامة في ميدان التحرير ، و يكتفي بمجرد إرسال سكرتير مكتبه لتلقي بيان الثوار السوريين في مصر ؟
ج : لأنه عندما علم بقدومكم للتظاهر أمام الجامعة دخل إلى الحمام ، و أغلق على نفسه الباب من الداخل “بالترباس” ، و لم يخرج إلا عندما أقسم له مدير أمن الجامعة ثلاث مرات أنكم ذهبتم بعيدا.
س7 : لماذا لم يراجع موسى حماقات السفير السوري ضد الثوار الذين ينددون بالمقابر الجماعية في مختلف المحافظات السورية ؟
ج : لأن عادته أنه لا يلوم أصدقاءه أبدا ، إلا لو تطفل أحدهم و أخذ تفاحة من طبق الفاكهة ، الموضوع بدقة على منضدة صالون مكتبه ، دون أن يستأذنه.
س8 : لماذا وافق على تعيين ابنة يوسف أحمد السفير السوري بالمحسوبية وتغاضى عن الكفاءات السورية الشابة ؟
ج : لأنها جميلة جدا.
س9 : لماذا لم يقم موسى بدعوة طارئة لمجلس الجامعة للتنديد بالممارسات البشعة من جانب النظام السوري بحق شعبه المسالم ؟
ج : لأنه كان يضع ملابس البحر “المايوه” في حقيبة سفره للذهاب لمصيفه الفاخر بالساحل الشمالي.
س10 : لماذا لم يتعامل موسى مع الثورة السورية مثلما تعامل مع مثيلتها الليبية ؟
ج : لأنه لم يعد يخاف من القذافي خاصة بعدما سقط كالعجل ، و كثرت السكاكين حول رقبته ، و لأنه أيضا لم يتلقى أي تعليمات من واشنطن ، و كذلك لم يحدثه رئيس الوزراء القطري بهذا الخصوص.
إلى الاخ ملهم ، و إلى كل المندهشين من مواقف موسى لا داعي للدهشة مطلقا ؛ ألم تعرفوا موقفه من شهداء وطنه مصر ؟ ألم تتابعوا موقفه من الثورة الليبية ، و اليمنية ؟ ماذا تنتظرون من رجل تربى في أحضان النظام السابق ، و تلطخ وجهه بمواقف متراكمة أقل ما توصف به أنها مخزية.
يا ثوار سوريا الأحرار أنتم أصحاب الكلمة في تقرير مصائركم ، إذا أردتم الحياة فلن يمنعكم أحد أيا كانت قدرته على الإجرام ، و لتتذكروا دائما ما قاله أجدادنا ” لا أحد يمكنه الوقوف أمام قطار غضب الشعوب”.