بدل رفو
النمسا غراتس
شهدت اجمل ساحة (ماريا هيلفى) امام كنيسة (مينوريتن) المشهورة ببرجيها البصليتين اكبر تظاهرة ثقافية انسانية ضمن لقاء الحضارات والثقافات واضافت الكنيسة التي تعد مركز لقاء الفنون والاحتفالات حيث تضم صالة الاحتفالات الكبرى.
اقيم لقاء الحضارات والثقافات في ساحة (ماريا هيلفى) المواجهة لجبل القصر وبرج الساعة برعاية مجلس المهاجرين وهو الذي يشرف على جمعيات ثقافية وفنية للاجانب في النمسا من اجل التواصل ومد الجسور مابين الوطن الام والنمسا.
احتضنت الاحتفالية بين ثناياها العديد من الجوقات الموسيقية،كلمات الجمعيات،الموسيقى،الفن، تبادل المعلومات،نقاشات وتعارف وتبادل الافكار،تناول الوجبات التي تمثل الدول الحاضرة،الرقصات الشعبية الفلكلورية.
لقد شاركت هذا العام العديد من الجمعيات في احتفالية لقاء الحضارات ومنها: جمعية الشباب الافغانية،المركز الثقافي الاسلامي في غراتس، الملتقى الثقافي الكوردي، جمعية الثقافة الرواندية النمساوية، الجمعية التايلندية البوذية، جمعية دوكا الثقافية(صربيا)، جمعية يوكوس، جمعية تشجيع التبادل الثقافي الاندونيسي النمساوي( روماهكو).
اقامة هذه الاحتفالية الكبيرة وبرعاية مجلس المهاجرين هذا العام والتي تعد بدورها الثانية خلال عام 2015 بمناسبة الذكرى العشرون ومرور عشرون عاما على تأسيس جمعية المهاجرين والغاية والهدف من هذا المشروع ان يقدم للاخرين هويته من جميع النواحي الفنية والثقافية والحياتية.يضم مجلس المهاجرين (75) جمعية وهذه الجمعيات تتلقى الدعم المادي من الحكومة النمساوية على ضوء نشاطاتها الفنية والثقافية وحيث تقام الانتخابات مرة واحدة كل 5 اعوام والجمعية التي تحصل على اصوات كثيرة يحق لها بان ترسل ممثلها الى مجلس المهاجرين .
خلال احتفالية الحضارات تكون الفرصة قد اتيحت ليكون اللقاء مع الاخرين والضيوف على طريق الماكولات المحلية والرقصات وبذلك يكون الميدان ساحة للتعارف وتبادل الافكار ،وقتها لاتكون للاسوار مكانة بين الثقافات والحضارات وبدورها تعد الاحتفالية عرضاً للناس من قبل الجاليات والجمعيات للتعرف عن قرب على تلك البلدان، تجتمع الموسيقى والرقص والوجبات والاحاديث في اجمل ساحة في المدينة.
كوردستان ورايتها المزركشة بالالوان ترفرف من بعيد في الساحة والتف العديد من الكورد حول رايتهم وهم يقدمون الشاي الكوردي والاكلات الكوردية والحلويات للضيوف ومن خلال ذلك يتم تبادل الافكار وتقديم نبذة حول الكورد وعاداتهم وتقاليدهم .
نوري عمر..حاكم كوردي سابق خلال الثورة الكوردية وعمل مترجما ومدرساً لللغة الالمانية في النمسا كوردستان العراق..قبل الخوض في احتفالية لقاء الحضارات كان الحنين يشده الى بلاده الاولى وهو يحدق في راية بلده ولاحظت كم يعشق الرجل وطنه وبعدها تحدث لي بان هذا التجمع يمثل الوجه الحضاري للقاء الجاليات التي تعيش على ارض النمسا التي احتضنتنا وارى بانه من الضروري التقارب ببعضننا البعض وما يخصنا نحن الكورد هو لتعريف الثقافة الكوردية بالاخرين وكي نمد يداً بيد مع الثقافات واغناء ثقافتنا عن طريق الثقافات الاخرى وقال قمة الدبلوماسية حين توصل قضيتك للاخر عن طريق قطعة حلوى او قطعة او (الدولمة) فالاكلات هي ثقافة الشعوب ايضا وربما تكون الدولمة المفتاح للتعارف وكذلك الرقصات الفلكلورية والازياء الشعبية التي تترك وقعا جميلا عند الاخر.
خلال جولتي بين الجمعيات المشاركة كانت لي وقفة مع جمعية دوكا وتعني باللغة الصربية القوس والقزح وبهذا يكون هدفها نشر الوان القوس والقزح من الثقافة الصربية في النمسا، تأسست الجمعية قبل عامين وترأسها السيدة(ياسنا ايلوسكوفيتش) وقالت لي بان هدفنا من تأسيسها هو ان نعرض ثقافتنا وحضارتنا للآخر ونعرض افكارنا بصورة مقبولة في النمسا،لقد حاولت هذه الجمعية ان تعرض في النمسا افكارها وثقافتها على طريق الاكلات الشعبية والرقصات ولهم فرقة اطفال للرقصات الفلكلورية وخلال العامين الماضين قدرت الجمعية ان تعرض العديد من الفعاليات وقالت لي رئيسة الجمعية بان لهم مشروعا للعمل مع الكورد في المستقبل.
المركز الثقافي الاسلامي كان مشاركاً في هذه الاحتفالية وتأسس هذا المركز عام 1992 وهو يعرض مجموعة من الفعاليات الثقافية والاغاني الدينية والموشحات والدروس الاسلامية والثقافية لتعليم الاطفال مبادئ الاسلام والتسامح وكذلك من ضمن نشاطات المركز اقامة معرض للكتب البوسنية وبهذه الطريقة وجد المركز دربه في الاندماج .
انطلقت الرقصات في ساحة الاحتفالات والجميل رقصات التايلنديات الفلكلورة بازيائهن الرائعة وحركاتهن الساحرة وتلتها رقصات اندونيسية رائعة وهن تبرزن الوجه الجميل لاندونيسيا وشعبها الجميل وهدف جمعيتهم (روماهكو) نقل التراث والثقافة الاندونيسية الى النمسا.الجمعية الرواندية الافريقية النمساوية ودقت طبولها واغانيها ورحلت بنا الى غابات افريقيا وعاداتهم وتقاليدهم وهدوء التايلنديات والاندونيسيات احرقهم رقصات واغاني رواندا الجميلة وحركاتهم السريعة وانبهار الجمهور بهم .وكان المفاجأة الرقصات والدبكات الكوردية واصداء الغناء الكوردي وكانت المشاركة الكوردية اكثر كثافة من رقصات الجمعيات الاخرى وربما لكثافة الحضور الكوردي والازياء الكوردية والاطفال بالاعلام الكوردية. الرقصات الصربية وجمعية (دوكا) فالموسيقى الصربية تشبه الموسيقى الكوردية لدرجة كبيرة واما اخر النشاطات للجمعيات المشاركة في هذه الاحتفالية كانت للمركز الاسلامي حيث كانت الموشحات الدينية.على هامش الاحتفالية سنحت لي الفرصة بلقاء العديد من الشخصيات والجمهور واخبرتني سيدة نمساوية بانها عشقت الازياء الاندونيسية واخرى عشقت الزي البوذي التايلندي والاخر عشق الكورد ورقصاتهم وحلوياتهم ايضا وكان الحديث حول البلدان ورحلة الى العوالم الاخرى من دون سفر..مقدمة (عريفة) الاحتفالية اضفت جمالية الى الاحتفال بصوتها الجذاب وقامتها الرشيقة وبشرتها السمراء ولانها من افريقيا واما انا فعشقت دبكة شعبي التي افتقدها في غربتي .
ببساطة انه لقاء الحضارات والثقافات والشعوب في غراتس النمساوية..سحر المدن!!
لقاء الحضارات والثقافات في النمسا
اترك تعليقا