ً إلى طفل الحرب المشرد العاري الجائع
على جناح النسيم التائه بين عاصفتين
غيمة تصدح شتاءً يكسر طقوس العطش
في شرايين الجفاف
وأنت كعتمةٍ خذلها لونها
لا تبصر روحَك في كفِّ الذكرى
ولا روحك تبصرك فرحا ًيتفتح من كتف الوقت
عاريا ًمن دندنة الحنين
والحنينُ عارٍ من دندنتك
منفصلان كضفتين يشقهما النهر
يهجرك مخيمك الصغير في عربة الحرب
تناديك ملاجئ النسيان
ولا ترحب بك مدن الترف
يحاصرك الخراب
تغمرك أمواج الرماد
يهتف باسمك رصاص المهزلة
وأجراس الحب تغلق أذنيها
وتولي وجهها شطر الحياد
كقطيع قطط
توزع أناملك على سور حاوية النفايات
راجياً منها أن تعود لك برائحة قوت بورجوازي
تغمس الحصى في الوحل وتمتصها
تلملم بقايا طفولتك من سلال الماضي
ترسم على ساعدك سنبلةً
لتشدو لك نشيد القمح
تحرث ظلك برموش لهفتك
وتزرعه بأهازيجَ بنفسجيةٍ
ليفوح لك ياسمين الضوء
فتكتشف وحدك
(أن الأمنيات في وقت الحاجة إليها لا تبالي)
تصيح في وجه المدى
فتلتفت إليك بوصلة السراب
يغزوك الضياع بما امتلك من جذوات الغسق
وأنت كما أنت تتكوَّر ككرة الثلج
تنام بالقرب من شجرة خوفك
تتحسس أشواك الصقيع
وهي تنبت كعشب بري في جدران أحلامك
لا تبكِ إن أمسى سقف خيمتك الممزقة
حلبة لمطرٍ يصارع مطره
أو إذا مدح الشتاء جلدك بقصائد البرد
ولا تشكُ لأحدٍ
متمنيا منه أن يمنحك أريج الرأفة
ففي هذا الزمن المصلوب على حائط القبح
ليس من طبع الإنسان أن يفي بوعده!
دعك من أبجديات التوسل
يا من تغرق فيك/في دخان بؤسك
ولا تنسَ أنك بحيرة زهو جافة
تقطن في خارطة اللا مبالاة
فمهما بكيتَ
وذرفتَ من مقلتيك لآلىء البراءة
أو غنيت
وأشرقت من زبد صوتك شموسٌ قزحيةٌ
فلن تبتسم لك وتعودَ إليك قوارب النجاة!!!
اكتب بطباشير دمك في مذكرة الرمل::
ضائعٌ أنا في وطني
سكاكينُ الوجع تتمشى في أعماق أعماقي
إلى مخيمي حياةٌ لا تأتي
من مخيمي موت لا يغادر!!
اكتب بنبض قهرك في مذكرة الذل::
براكين وحدتي تستأنف احتراقي
صلتُ و جلتُ في أنحاء بلادي
فلم أجد من يكسُني بشذا الدفء أو ضميرَ مناصرْ..!!