——————————————–
ترجمة وإعداد :
د. حسين سرمك حسن
(تمهيد – الإرهابيون أنفسهم : من تدمير فيتنام إلى قتل فقراء أفغانستان – أعداء الإرهاب المتحضّرون يحرقون الأسرى وهم أحياء – الإرهاب تحت غطاء الحضارة – في الولايات المتحدة معهد رسمي لتخريج الإرهابيين (قصّة مدرسة الأمريكتين الإرهابية، ثلاث نتائج إرهابية لهذه المدرسة، إلى أين نُقلت هذه المدرسة ؟، احتجاج على المعهد الغربي كمعهد إرهابي) – الإرهابيون الذين تلقوا “التدريب والدعم والملجأ ” في الولايات المتحدة يزيدون عدداً على الذين لقوا ذلك في أي مكان آخر على وجه الأرض (أول دولة تدينها الأمم المتحدة بتهمة الإرهاب، الرئيس الأمريكي يتعهد بعدم توفير ملجأ للإرهابيين ودولته ملجأهم، احتضان الإرهابيين الكوبيين) – بعض المجرمين الإرهابيين الذين تؤويهم أو تدعمهم الولايات المتحدة).
# تمهيد :
———-
بعد أن انهار الإتحاد السوفيتي والمعسكر الشيوعي اعتقد الناس أنّ حقبة الحرب الباردة بتوتراتها الخطيرة التي بلغت حافات المواجهات النووية المميتة في بعض الأوقات (في حادثة خليج الخنازير مثلا) ، ولكن الولايات المتحدة التي نشأت على اساس منطق القتل والإبادة البشرية تأريخيا وسيكولوجيا ظهرت علينا فورا بأطروحة جديدة اشعلت أعصاب البشر من جديد هي أطروحة “الحرب ضد الإرهاب” فأعلن المجرم “كولن باول” أمام الصحفيين أن من الخطأ الإعتقاد بأن الخطر السوفيتي قد زال ، وأنه يتمظهر الآن في محور الشر الذي يهدّد العالم بالإرهاب ! وكان التطبيق العملي على ذلك هو غزو الولايات تلمتحدة بقيادة المجرم “جورج بوش الأول” لبنما عام 1990 وقتلها لثلاثة آلاف مواطن بريء (راجع الحلقة الخاصة بالعدوان على بنما رجاء) كأنموذج لإرهاب الدولة المتستر هذه المرة بالحرب على المخدرات .
من المؤكد أننا سنساهم في تدويخ السادة القرّاء حين ندخل ساحة التعليلات الفكرية والتبريرات النظرية حول منشأ هذا الإرهاب والنوايا الخفيّة للحرب التي تشنها الولايات المتحدة عليه وغيرها من الأمور الشائكة . ولكننا نستطيع أن نقوّض مزاعم الولايات المتحدة بوقائع إجرائية عملية لا لفّ فيها ولا دوران ؛ هذا اللف والدوران المدوّخ والمغثي الذي تبرع فيه الماكنة الدعائية الأميركية الرهيبة. فإذا استطعنا تقديم معلومات موثّقة تثبت أنّ الولايات المتحدة هي الملاذ الآمن لعتاة الإرهابيين والسفّاحين في العالم وأنّها هي التي تحمي قتلة الشعوب السفلة .. فهل سنصدّق – بعد ذلك – ادعاءاتها بأنها ضد الإرهاب وبأنها تشنّ الحرب للقضاء على الإرهابيين ؟
# الإرهابيون أنفسهم : من تدمير فيتنام إلى قتل فقراء أفغانستان :
————————————————————
يقول الصحفي البريطاني “جون بيلجر” في كتابه “حكّام العالم الجُدد” :
“في اليوم الذي كان فيه وزير الدفاع البريطاني “جيفري هون” يقول فيه أن القنابل العنقودية هي “أفضل أسلحتنا وأكثرها فاعلية” ، كانت هذه القنابل تُلقى على جارديز ، تلك المدينة الفقيرة البائسة في أفغانستان ، والتي كانت قد سقطت بالفعل منذ وقت طويل في ايدي القوات المعادية للطالبان ، ولم يُعرف عدد ضحايا هذا القصف . والمؤكد أن سبعة اشخاص من أسرة واحدة من المهاجرين قد لاقوا حتفهم ، في حين تعرّض ثلاثة آخرون لإصابات خطيرة.
كانوا جميعا لاجئين يحتمون في مبان تابعة لوكالة الأمم المتحدة للتخلص من الألغام ، والتي تعرّضت بدورها للتدمير ، ولم تُبدَ أية ملاحظة في وسائل الإعلام لهذه المفارقة : إن القنابل العنقودية هي بدورها نوع من الألغام . الفارق الأساسي بينها وبين الألغام المحظورة وفقا للمعاهدة الدولية هو أنها ليست مدفونة في الأرض ، وإنما تُلقى جواً من الطائرلت . كان هناك ما يُقدر بسبعين ألف “قنيبلة” عنقودية أمريكية ملقاة دون تفجير في أفغانستان ، والتي تعد بالفعل أكثر الدول تلغيما في العالم . هذه هي طبيعة “الحرب ضد الإرهاب” والارتباط التاريخي ليس موضع شك ، فنفس الطائرات بي 52 التي قامت بتدمير الكثير من أنحاء الهند الصينية كانت هي التي قامت بقصف صفوف المدنيين الأفغان الهاربين من “قندز” .
يقول أحد اللاجئين : “لقد رأيت جثث عشرين من الأطفال القتلى ملقاة في الشوارع ، وقد قُتل في الأمس فقط أربعون شخصا من إجمالي ما قُدر بمائة وخمسين شخصا مدنيا قُتلوا خلال ثلاثة أيام ؛ البعض منهم احترق بنيران القنابل ، والآخرون سُحقوا تحت جدران وسقوف بيوتهم التي تهاوت فوقهم بفعل القصف”.
# أعداء الإرهاب المتحضّرون يحرقون الأسرى وهم أحياء :
———————————————————
لقد انتهى حصار “قندز” بسقوط قلعة بائسة اسمها قلعة “جانجي” ، ذلك الإسم الذي ينبغي أن يظل صداه يتردد في الذاكرة “المتحضّرة” ، هذه الكلمة التي يكثر استخدامها هذه الأيام . لقد جاءت القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية ، في قاذفات أمريكية لمساندة قوات أمير حرب التحالف الشمالي الجنرال “رشيد دوستم” ، قائد الفريق الأوزبكي الذي بلغت وحشيته إلى حد دهس خصومه بالدبابات ، والذي تم تعيينه نائبا لوزير الدفاع في الحكومة الأفغانية الجديدة ، كان الرجال الموجودون داخل القلعة من أسرى حرب الطالبان ، وقد تم قصفهم بالقنابل العنقودية . أما هؤلاء الذين بقوا على قيد الحياة فقد صُبّ عليهم البترول وأُشعلت فيهم النيران وهم أحياء ، أو أطلق عليهم الرصاص وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم . وبهذه الطريقة تمّ قتل المئات من المسجونين. (حكام العالم الجدد).
# الإرهاب تحت غطاء الحضارة :
———————————
يواصل بيلجر تحليله بالقول :
“لم يتغيّر شيء ، لا القنابل العنقودية التي جرى اختبارها في فيتنام ، ولا الصدمة التي اصابت الضمير الليبرالي عندما أُجبر على الإقرار بحقيقة أن القتل الجماعي و “الإرهاب والبربرية” قد أصبحت ممارسات معهودة من جانبنا “نحن” . كان الإختلاف في التكنولوجيا فحسب ، ولم يتغير اللجوء إلى إخفاء الأهداف الحقيقية خلف الادعاءات الأخلاقية من جانب أكثر الدول ثراء في العالم ، خلال استخدامها لقوتها العسكرية المرعبة ضد أكثر دول العالم فقراً ، وكل هذا تحت اسم “الحضارة” . كما لم يتغير ذلك التجاهل للطروحات السلمية ، ففي 1954 قام وزير الخارجية الأمريكي “جون فوستر دالاس” بمغادرة مؤتمر جنيف لأن الغالبية قد وافقت على إجراء انتخابات ديمقراطية في فيتنام ، والتي كان يمكن أن تؤدي إلى توحيد جنوب وشمال البلاد ، وكان هذا التصرف من جانبه هو الشرارة التي أشعلت نيران حرب حصدت أرواح خمسة ملايين إنسان في فيتنام” .
# في الولايات المتحدة معهد رسمي لتخريج الإرهابيين :
——————————————————
قيل الكثير عن معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان، وهي الأهداف التي قصفتها الطائرات الأميركية. لكن هذه المعسكرات رياض أطفال إذا ما قورنت بجامعة الإرهاب الرائدة عالمياً في فورت بيننغ بجورجيا . كانت تُعرف حتى عهد قريب باسم كلية الأميركيتين، وقد دربت نحو 60000 جندي وشرطي وشبه عسكري وعميل استخبارات من أميركا الجنوبية. وتخرّج منها 40 بالمئة من الوزراء الذين عملوا في أنظمة الإبادة الجماعية مثل ” لوكاس غارسيا وريوس مونت ومنحيا فيكتوريس في غواتيمالا”.
في سنة 1993 سمّت لجنة التحقيقات التابعة للأمم المتحدة في السلفادور الضباط الذين ارتكبوا أسوأ الفظاعات في الحرب الأهلية، وتبيّن أن ثلثيهم تدربوا في مدرسة فورت بيننغ الأمريكية هذه ، ومنهم روبرتو دي أوبيسون، قائد فرق الموت وقتلة رئيس الأساقفة أوسكار روميرو ومجموعة من القساوسة اليسوعيين. وفي تشيلي، أدار خريجو الكلية شرطة بينوشيه السرية وثلاثة معسكرات اعتقال رئيسية. وفي سنة 1996، أجبرت الحكومة الأميركية على الإفراج عن نسخ من أدلة التدريب في الكلية. وكانت هذه توصي الإرهابيين الطامحين بالابتزاز والتعذيب والقتل واعتقال أقارب الشهود.
أعيدت تسمية الكلية لتصبح معهد نصف الكرة الغربي للتعاون الأمني، ويغفل موقع الكلية على الوب صفحات “ التاريخ”.
قصّة مدرسة الأمريكتين الإرهابية :
من الظواهر المُلفتة للنظر في تأريخ أمريكا الجنوبية الحديث هو كثرة الإنقلابات العسكرية الموالية للولايات المتحدة ضد الحكومات اليسارية بمجرد تفكيرها في الخروج عن هيمنة الولايات المتحدة وبدءها استعادة ثروات الشعب . حتى بدأ التندّر بأن هذه القارة تشهد انقلاباً عسكرياً بين انقلاب عسكري وآخر . فما هو السبب ؟
إن السبّب الرئيسي هو خطة الولايات المتحدة الجهنمية في تحويل جيوش أمريكا اللاتينية من جيوش للدفاع عن الحدود إلى جيوش لإداء مهمات الأمن الداخلي والقمع ، أي ببساطة تحويلها إلى قوّات “إرهابية” .
لقد حوّلت إدارة كنيدي مهمة العسكريين في أميركا اللاتينية من مجال “الدفاع الوطني” إلى مجال “الأمن الداخلي” ، فكان لهذا القرار نتائج مصيرية ، ابتداءً من الانقلاب العسكري الوحشي والإجرامي في البرازيل . كانت واشنطن تنظر إلى العسكريين على أنهم “جزيرة تعقّل” في البرازيل .
بعد عامين من قرار الرئيس الأمريكي كنيدي ، أبلغ وزير الدفاع “روبرت ماكنمارا” العاملين معه بأن : (سياسات الولايات المتحدة تجاه العسكريين في أمريكا اللاتينية كانت فعّالة في مجملها في تحقيق الاهداف المحدّدة لها حيث حسّنت قدرات الأمن الداخلي ، وأوجدت نفوذاً عسكرياً أمريكيا طاغيا ، وأصبح العسكريون في أمريكا اللاتينبة يفهمون مهماتهم ولديهم التجهيزات للقيام بها بفضل برامج كنيدي الخاصة بالمساعدات العسكرية والتدريب. وتشمل مهمات الجيوش الآن الإطاحة بالحكومات المدنية حالما يشعر العسكريون بأن تصرف الزعماء أصبح يضر برفاه الأمة) . (تشومسكي : الغزو مستمر 501، طموحات امبريالية، الهيمنة أو البقاء) .
فكيف استطاعت الولايات المتحدة تحقيق هذا الهدف واين ؟
استطاعت الولايات المتحدة تحقيق ذلك عبر مناهج تدريبية خاصّة وبرامج تسليح مركّزة كانت تجري في مؤسسة عسكرية اسمها (مدرسة الأمريكتين الحربيّة في بنما) . كانت مدرسة الأمريكيتين تدعو ديكتاتوريي أمريكا اللاتينية ورؤساءها ليرسلوا ابناءهم وقوّادهم العسكريين إلى هذه المؤسسة وهي الأفضل والأكبر خارج أمريكا الشمالية . هناك يتعلمون مهارات التحقيق والعمليات الحربية السرّية وحماية الشركات المتعددة الجنسيات وشركات البترول . كانت هذه المدرسة مثار كراهية شعوب أمريكا اللاتينية فيما عدا القلة الثرية التي تنتفع منها . كان معروفا أن المسؤولين عليها يدرّبون “فرق الموت” المتطرّفة والجلّادين الذين حوّلوا بلاداً كثيرة الى أنظمة دكتاتورية . وكانت المدرسة تدرّب الجنود اللاتينيين على قمع التمرد والعصيان والتحقيق والتعذيب والتجسس والاغتيال ، وقد شمل خريجوها أسوأ الجنرالات والدكتاتوريين سمعة في أمريكا اللاتينية. وقد عرف رئيس بنما “عمر توريخوس” بأهداف هذه المدرسة التدميرية لأنّه كان – ومعاونه لاحقاً “مانويل نوريجا” – من خرّيجيها .
أعلنها توريخوس واضحة : إنّه لا يريد إقامة مراكز تدريب في بنما ، وأمر بنقل المدرسة هذه من بلاده .
ثلاث نتائج إرهابية لهذه المدرسة :
في يوم رأس السنة الجديدة 1994 ، تولّى الفلاحون في ولاية تشيباس في المكسيك السلطة بصورة بيضاء في المجتمعات المحلية القريبة تحت راية جيش التحرير الوطني زاباتسيتا ، وكان ذلك هو نفس اليوم الذي بدأ فيه سريان اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية ، مثلما حرص أنصار الزاباتيستا على بيانه ، وتصدت المؤسسة العسكرية لذلك بصورة وحشية . ومع اطّراد الصراع ، فإن القوى المُهيمنة على الإتفاقية التي كانت ىستترسخ في واشنطن ، اعتبرت أن الوضع يهدد بأن يصبح عقبة مزعجة أمام التنفيذ السلمي للاتفاقية التجارية .
وسواء كان ذلك مصادفة أم لا ، فإنه مع استمررا تمرّد الزاباتيستا حتى الوقت الراهن ، زاد عدد المكسيكيين الملتحقين بمدرسة الأمريكتين وفق ذلك . وفيما يلي أرقام عدد الطلاب : 1994 – 15 ، 1995 – 25 ، 1996 – 148 ، 1997 – 333 ، 1998 – 219 . والمفترض أنه بحلول 1998 كان لدى المكسيك عدد كاف من الضباط المدربين يمكنها من تخفيض الملتحقين بالمدرسة ، لكن عدد الملتحقين ظل هو الأعلى بين كل البلدان في تلك السنة ، وقد شكّل هؤلاء “المحترفون ” (الإرهابيون) الجدد الذين أعدّتهم المدرسة “جيش احتلال” تسبّب في عسكرة تشيباس ، وأقام معسكرات يجري فيها ضرب وتعذيب وقتل وبتر أطراف السكان المحليين ومنع حرية الإنتقال بإقامة المتاريس على الطرق .
وقد قاد خريجو المدرسة عددا من الإنقلابات العسكرية ، بلغ العدد حداً من الضخامة جعل الواشنطن بوست تورد في 1968 أن المدرسة “مشهورة في كل أنحاء أمريكا اللاتينية بأنها “مدرسة الإنقلابات” – وهم المسؤولون عن اغتيال آلاف الأشخاص خاصة في الثمانينات ، مثل مذبحة أورابا بكولومبيا ، ومذبحة الموزوتي ، واغتيال الأسقف أوسكار روميرو ، واعتصاب وقتل أربع نساء عضوات في الكنيسة ، ومذبحة اليسوعيين في السلفادور ، ومذبحة لاكانتونا في البيرو ، وتعذيب وقتل أحد العاملين في الأمم المتحدة في شيلي ، ومئات أخرى من حالات انتهاك حقوق الإنسان .
وفي قرية الموزوتي في السلفادور ، تم في ديسيمبر 1981 قتل ما بين 700 و 1000 شخص – كما أوردت الأنباء – معظمهم من كبار السن والنساء والأطفال ، بطرق قاسية وشنيعة لأقصى حد . وكان عشرة من الإثنى عشر جنديا الذين اتُهموا بارتكاب المذبحة من خريجي المدرسة ، وفي حادثة ذبح ستة من القسس اليسوعيين وخادمتهم وابنتها بصورة بشعة في نوفمبر 1989 . وكشفت لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق أن 19 من 26 ضابطا من السلفادور اتُهموا في المذبحة ، كان قد تم تدريبهم في المدرسة .
إلى أين نُقلت هذه المدرسة ؟ :
نُقلت هذه المدرسة إلى ولاية جورجيا (نورث بيينغ) بالولايات المتحدة ، واستمرت بتدريب الضباط ورجال الشرطة في بلدان أمريكا اللاتينية المتحالفة مع الولايات المتحدة ، وتهدف هذه المدرسة – كما قلنا – إلى تدريب الضباط ورجال الشرطة على استخدام وسائل القمع . وقد اعترفت وزارة الدفاع الامريكية بأن الكتب الدراسية المقرّرة في هذه المدرسة مازالت حتى بين عامي 1982 – 1991 توصي باستخدام التعذيب والإعدامات بدون محاكمة ، واستخدام كل أساليب العنف بغية الحصول على معلومات من المعارضين وأعضاء الميلشيات السياسية أو العاملين في صفوف حرب الغوار . ووفقا للسلطات العسكرية فقد أجري تعديل منذ عام 1992 وبشكل سرّي . وكان على الرأي العام الأمريكي أن ينتظر حتى عام 1996 ليعرف حقيقة المناهج وحقيقة هذه المدرسة ، وذلك بعد تحقيق أجراه الكونغرس عن دور المخابرات المركزية الأمريكية في تدمير غواتيمالا (كما سنرى في حلقة مقبلة عن غواتيمالا) . هذه المدرسة بلغت أوج مجدها في الستينات حيث كانت الولايات المتحدة منغمسة بعمق في دعم الأنظمة الموالية لها في أمريكا اللاتينية وتصفية الأنظمة الديمقراطية واليسارية . وقد أصبح عدد من هؤلاء الضباط بعد أن أصبحوا جلّادين مشهورين ، رؤساء دول ، وقد شكّلوا طبقتهم الخاصة . منهجها يتكون من سبعة كتب بالإسبانية وفصولها تتحدث عن التعذيب ونزع الاعترافات واحتجاز والدي وأقارب المقاوم والتهديد بالسجن والإعدام والتظاهر بتنفيذ الإعدام وغيرها . تم تغيير اسم هذه المدرسة إلى “المعهد العالمي الغربي للتعاون الأمني” لامتصاص النقمة . (تشومسكي : طموحات إمبريالية) .
احتجاج على المعهد الغربي كمعهد إرهابي :
في نهاية شهر تشرين الثاني من عام 2005 تجمع ما يقارب الـ 19,000 شخص أمام (معهد العالم الغربي للتعاون الأمني) وهو المعهد الذي كان يُطلق عليه حتى عام 2001 اسم (مدرسة الأمريكيتين) ومقرّه في جورجيا في مظاهرة مناهضة للتعذيب دعوا من خلالها إلى وضع حدٍ لنشاطات هذا المعهد الذي سبق ان تعرض إلى موجة انتقادات محلية عنيفة بدأت في عام 1996 بعدما نشر البنتاغون على الانترنيت دليلاً للتدريب يستخدمه هذا المعهد تضمن دروسا عن التعذيب والابتزاز والتصفيات الجسدية.
# الإرهابيون الذين تلقوا “التدريب والدعم والملجأ ” في الولايات المتحدة يزيدون عدداً على الذين لقوا ذلك في أي مكان آخر على وجه الأرض :
————————————————————-
أول دولة تدينها الأمم المتحدة بتهمة الإرهاب :
غاب الدور الذي قامت به الولايات المتحدة على المدى الطويل كدولة إرهابية وكملجأ للإرهابيين ، فلم يُذكر شيء عن أن الولايات المتحدة كانت هي الدولة الوحيدة على القائمة التي أدانتها محكمة دولية بارتكاب الإرهاب الدولي في نيكاراغوا ، ولا عن أنها كانت الدولة التي مارست حق الإعتراض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن بدعوة الحكومات إلى الإلتزام بالقانون الدولي .
الرئيس الأمريكي يتعهد بعدم توفير ملجأ للإرهابيين ودولته ملجأهم :
في عام 1988 توجه الرئيس كلنتون إلى الأمم المتحدة ليتحدث أمامها عن الإرهاب ، تساءل : “ما هي التزامتنا الكونية ؟” وأجاب : “ألّا نعطي الإرهابيين اية مساعدة ولا نوفر لهم أي ملجأ” . وعقب أحداث 11 سبتمبر 2001 تحدث الرئيس جورج بوش ، وقال تقريبا نفس الكلمات، قال : “في الحرب التي نخوضها ضد الإرهاب سوف نمسك بمرتكبي هذه الأعمال الشريرة أينما كانوا ، مهما طال الوقت” .
وإذا تحدثنا بشكل محدد فإن هذا ينبغي أن يأخذ وقتا طويلا ، حيث إن الإرهابيين الذين تلقوا “التدريب والدعم والملجأ ” في الولايات المتحدة يزيدون عدداً على هؤلاء الذين لقوا ذلك في أي مكان آخر على وجه الأرض . ويشمل هذا مرتكبي جرائم القتل الجماعي ، وجرائم التعذيب ، والطغاة السابقين واللاحقين ، والمجرمين الدوليين الذين ينطبق عليهم تماماً وصف الرئيس الأمريكي للإرهابيين . ولكن هذا الأمر ليس معروفاً فعلياً من جانب الجمهور الأمريكي . (الدولة المارقة).
احتضان الإرهابيين الكوبيين :
إن المنفيين الكوبيين هم في الواقع مجموعة من أقدم المجموعات الإرهابية في العالم وأكثر نسلا ، وهم لا يزالون كذلك . وخلال 1997 نفّذوا مقدارا وافراً من عمليات تفجير القنابل في هافانا التي تم توجيهها من ميامي في الولايات المتحدة .
ويعتبر خطف الطائرات عامة أخطر الجرائم قاطبة، لا سيما منذ 11 أيلول/سبتمبر. غير أن ويليام بلوم يقول في كتاب “الدولة المارقة – Rogue State، “: رغم وقوع حوادث اختطاف عديدة للطائرات والمراكب على مرّ السنين من كوبا إلى الولايات المتحدة والذي تمّ في ظل السلاح المشرع من مدافع ومدى ، وباستخدام القوة الجسدية ، بما في ذلك قتل أحد الأشخاص على الأقل ، فإنه من الصعب العثور على مثال واحد وجهت فيه الولايات المتحدة اتهامات جنائية للخاطفين . ففي أغسطس 1996 وُجّه الإتهام إلى ثلاثة كوبيين اختطفوا طائرة إلى فلوريدا وهم يُشرعون مداهم وقُدّموا للمحاكمة في فلوريدا . ويشبه هذا محاكمة شخص ما على المقامرة في محكمة في نيفادا ، ورغم أنه تمّ إحضار الطيّار الذي جرى اختطافه من كوبا ليشهد ضد هؤلاء الأشخاص ، فإن الدفاع أخبر المحلفين ببساطة أن الرجل يكذب ، وتداولت هيئة المحلفين مدة تقل عن ساعة قبل أن تبرّىء الممتهمين . لقد كان كل الخاطفين مناهضين لكاسترو. (الدولة المارقة)
# بعض المجرمين الإرهابيين الذين تؤويهم أو تدعمهم الولايات المتحدة :
————————————————————-
أما بالنسبة للملاذات الآمنة ، فليس هناك مكان يقارن بفلوريدا في الولايات المتحدة ، التي يحكمها حالياً المرشح للرئاسة المُقبلة : “جب بوش” ، شقيق المجرم الكحولي “جورج بوش” الثاني” ، والإبن الثاني لمجرم الحرب الأكبر “جورج بوش الأول” (وبالمناسبة هو حفيد “جورج بوش الأكبر” صاحب أسوأ كتاب عن النبي “محمد” (ص) حيث وصف الرسول في هذا الكتاب بأوصاف بشعة ، ودعا فيه إلى قتل المسلمين وذبحهم أسوة بقتل وذبح الهنود الحمر !! وستكون لنا وقفة مستقلة على هذا الموضوع) . والكوبيون ليسوا هم الإرهابيين الأجانب الوحيدين أو منتهكي حقوق الإنسان بصورة خطيرة الوحيدين الذين وجدوا ملاذاً آمناً في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة ، هناك الأشخاص الآتية أسماؤهم الذين يتفقون مع أهداف السياسة الخارجية الأمريكية في الماضي والحاضر :
# في عام 1995 أمرت محكمة أميركية وزير الدفاع الغواتيمالي السابق “هكتور غراماجو مورالس” بدفع مبلغ 47.5 مليون دولار أميركي لثمانية من أهل غواتيمالا ومواطن أمريكي لمسؤوليته عن تعذيب مواطنة أمريكية واغتصابها (الراهبة الأميركية ديانا أورتيز) وقتل ثمانية غواتيماليين من اسرة واحدة (من بين آلاف من الهنود الأخرين الذين كان مسؤولاً عن موتهم) . وقال القاضي : “ توحي الأدلة بأن غراماجو خطط لحملة إرهاب دون تمييز بين المدنيين ، وأدار تنفيذها”. لقد تخرج غراماجو من كلية كنيدي للحكم بجامعة هارفرد، حيث درس بمنحة من الحكومة الأميركية. لم يجر توقيفه قط وعاد في نهاية المطاف إلى بلاده قائلاً إنه اتبع طريقة “ أكثر إنسانية” في التعامل مع خصوم النظام” . وأضاف : “لقد أنشأنا الشؤون المدنية (في 1982) التي وفّرت التنمية بالنسبة إلى 70% من السكان ، في حين قتلنا 30% ، ومن قبل كانت الإستراتيجية تقضي بقتل 100% !!) .
ولم تسحب وزارة الدفاع دعوتها لجراماخو للحديث في ندوة عسكرية إلا بعد إصدار المحكمة حكمها عليه . وعقب ذلك عاد جراماخو إلى غواتيمالا بدون أن يدفع ما قضت به المحكمة عليه .
# إن فلوريدا هي دار التقاعد المفضلة لمنتهكي حقوق الإنسان الخطرين الذين يلتمسون الرحيل عن مسرح جرائمهم ، فقد عاش الجنرال السابق “خوسيه غيليرمو” في فلوريدا منذ تسعينات القرن العشرين. وبوصفه قائداً للجيش السلفادوري خلال الثمانينات، أشرف غارسيا على فرق الموت التي قتلت آلافاً من الأشخاص الذين “يُشتبه” في أنهم “مخرّبون” .
# ويقيم في ولاية جب بوش المشمسة خليفة غارسيا، الجنرال “كارلوس فيدس كازانوفا” ، الذي كان يدير الحرس الوطني المرهوب الجانب. وحسبما قرّرته لجنة الأمم المتحدة لتقصّي الحقائق في السلفادور، فقد تستّر فيدس على من اغتصبوا وقتلوا ثلاث راهبات أمريكيات وعاملاً عادياً ، وحماهم في 1980 . وكان حاضراً شخصياً في مناسبتين على الأقل عندما كان يُعذّب الدكتور “خوان روماغوزا آرس” . وفي النهاية تسببت الإصابات التي ألحقت بهذا الطبيب في جعله غير قادر على ممارسة الجراحة. (وفي لقاء في 1999 اضطر فيدس إلى أن يعلن “إنني أفكر المرة تلو الأخرى عمّا إذا كان هناك أي خطأ ارتكبته ، ولا أستطيع التوصل لشيء) .
وخلال الوقت الذي كان جارسيا وفيدس يعيشان فيه في الولايات المتحدة ، كانت إدارة الهجرة تُنكر وضع اللاجىء على كثيرين من اللاجئين السلفادوريين حتى وإن قالوا بأنهم يخشون تعذيبهم أو إزهاق أرواحهم إذا أعيدوا.
# وقد أقام في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة كثيرون من منتهكي حقوق الإنسان في هاييتي دون أن تضايقهم السلطات . إن أيديهم وأرواحهم ملطخة بالدماء لقيامهم بعمليات القمع في ظل أسرة دوفالييه ، أو بالإطاحة بالرئيس الأب جان برتراند – أرستيد المنتخب ديمقراطيا في 1991 ، أو العودة للقمع بعد الإنقلاب ، ومن أعدادهم :
# العميد بالجيش : بول صمويل جيريمي . فبعد إجبار “بيبي دوك” على التنازل في 1986 ، أدين جيريمي بتعذيب خصوم دوفالييه وحكم عليه بـ 15 سنة سجنا ، وهرب إلى الولايات المتحدة في 1988 .
# الجنرال “بروسبر أفريك” ، دكتاتور آخر في هايتي ، مسؤول عن تعذيب نشطاء المعارضة ، والذين عرضهم وهم ملطخون بالدماء في التلفزيون . وعندما أجبرته الجماهير الغاضبة على الرحيل في 1990 ، نقلته حكومة الولايات المتحدة جواً إلى فلوريدا ، حتى يستطيع أن يعيش سعيدا بعد ذلك ، إلا أن بعض ضحايا تعذيبه السابقين رفعوا دعوى ضده ، وفي مرحلة ما من القضية ، تخلف عن المثول أمام المحكمة ، ومن ثم تمت إدانته ، وفرّ إلى عدة بلدان محاولا أن يجد ملاذاً ، وفي الوقت نفسه ، حكم قاضي أمريكي على أفريك عام 1994 ، بمنح تعويض قدره 41 مليون دولار لستة من أهل هاييتي يقيمون في اولايات المتحدة قام بتعذيبهم .
# وخلال فترة نفي أرستيد (1991 – 1994) كان الكولونيل كارل دارلاين يشرف على قوة قوامها 7000 رجل شمل سجلهم المُوثّق جيدا في مجال الجزارة ، عمليات اغتيال واغتصاب وخطف وتعذيب ، مما أدى إلى وفاة نحو 5 آلاف من المدنيين في هاييتي . أشرف على فرق الموت بين عامي 1991 و1994 وهي أعوام الإنقلاب العسكري في هاييتي ، وبعد استعادة الديمقراطية فرّ إلى الولايات المتحدة . بعد عودة الرئيس أرستيد دخل إلى هاييتي حيث حُكم بالسجن ، ولكن بعد إسقاط الرئيس أرستيد من جديد عام 2004 فرّ من السجن ولم تتم إعادته إليه حتى عام 2008 . قبل ترحيله ، تم تنظيم دعوى ضده في الولايات المتحدة بسبب جرائمه في مذبحة رابوتيو ، وحُكم عليه بدفع مبلغ قدره 4 ملايين دولار . في 1997 ربح دارلاين يانصيب فلوريدا وقدره 3 ملايين دولار وسط احتفالات وصخب ، ثم تم إيداع المبلغ في مصرف ، ثم تم توزيع المبلغ على ضحايا دارلاين بالفرح والحبور . وقد وجد الكولونيل الطيّب داراً له في فلوريدا هو أيضاً .
# وهناك أشخاص آخرون من هاييتي من هذا النوع يقطنون الولايات المتحدة منهم اللواء جان كلود دوبرفال ، وأرنست برودوم ، وهو عضو سابق عالي المرتبة في مكتب الإعلام والتنسيق ، وهو وحدة للدعاية العنيفة سيئة السمعة . ويعيش في نيويورك قائد فرق الموت الهايتية سيئة السمعة إيمانويل كونستنت، الذي روّع سفّاحوه هايتي بتشويه الناس بالسكاكين. (وسنتناوله في وقفة خاصة بعد قليل).
# ويقيم في ميامي” أرماندو فرنانديز لاريوس” ، وهو عضو في السرية العسكرية الشيلية المسؤولة عن أعمال التعذيب والإعدام التي تلت الإطاحة بنظام سلفادور ألندي سنة 1973، وتسبّبت في تعذيب وإعدام 72 سجيناً سياسياً على الأقل في الشهر الذي تلا الإنقلاب . وقد اعترف فرنانديز علناً بعمله كعضو في السرية العسكرية ، كذلك بدوره كعميل للشرطة السرية سيّئة السمعة في شيلي “الدينا – DINA” خلال حكم بينوشيه ، وأبرم صفقة مع المُدّعين العامين في الحكومة الأمريكية ، قدم فيها التماسا بالعفو ، اعترف فيه بأنه مذنب في كونه “كان حاضراً أثناء الجريمة ولم يشارك فيها” ، وذلك في العملية التي رعتها الشرطة السرية لاغتيال المسؤول الشيلي المنشق “أورلاندو ليتلييه” بتفجير قنبلة في واشنطن العاصمة في 1976 . وقد ورد أن حكومة شيلي تود تسلّم فيرنانديز من الولايات المتحدة ، لكن محاميه قال : “إن اتفاق العفو المُبرم في 1987 بين عميله وبين وزارة العدل ينص على ألّا يُعاد فيرنانديز أبداً إلى شيلي” . وقد رفض مسؤولو وزارة العدل التعليق على درجة الحماية التي يتمتع بها فيرنانديز بموجب الإتفاق الموجود في عهدة المحكمة .
# وقد لعب “مايكل تاونلي” من شيلي دوراً أكثر أهمية في اغتيال ليتلييه ، وقد أمضى بعض الوقت في سجن أمريكي ، وهو حالياً في البرنامج الفيدرالي لحماية الشهود ، لذلك فإنه – إن رأيته – فلن تعرفه .
# أما الأميرال الأرجنتيني “جورج إنريكو” ، الذي ارتبط اسمه بالمدرسة الميكانيكية في بوينس آيرس – وهو مركز التعذيب سيء السمعة في فترة “الحرب القذرة” (1976 – 1983) ، حيث عُذِّب الآلاف “ واختفوا” ، فهو يستمتع بهاواي على حرّيته حينما يريد.
# ومن المعروف أيضا أن عضوين سابقين على الأقل في الكتيبة 316 في هندوراس ، وهي وحدة استخبارات درّبتها وكالة المخابرات المركزية بإشراف “جون نغرو بونتي” (سفير الولايات المتحدة السابق في العراق) واغتالت مئاتٍ من اليساريين المشتبه فيهم في الثمانينات ، يعيشان أيضا حياة هنيّة في ساوث فلوريدا .
# لقد كان “كيباسا نيجاوا” من أثيوبيا مُتهماً في قضية للتعذيب في أطلانطا ، وعندما خسر القضية ، وبدأت عاقبته تسوء … اختفى .
# كما يقطن الولايات المتحدة “سنتوج بانجاتيان” ، وهو جنرال أندونيسي مسؤول عن مذبحة “سانتا كروز ” في 1991 في تيمور الشرقية التي أُزهقت فيها مئات الأرواح .
# وبناء على إلحاح واشنطن ، كان “ثيوون براسيت” هو مبعوث الخمير الحمر بقيادة بول بوت إلى الأمم المتحدة ، من 1979 إلى 1993 ، رغم أن الخمير الحمر كان قد أطيح بهم من السلطة في 1979 ، وكان براسيت المدافع والمُبرِّر الرئيسي لجرائم بول بوت المُروعة ولعب دورا كبيرا في التستر عليها ، وهو يعيش في سلام وراحة في ماونت فيرتون في نيويورك .
# وقد عاش الجنرال “منصور موهاراري” الذي كان مسؤولاً عن السجون في ظل الشاه ، ومن ثم لا غرو في أنه كان يمارس التعذيب ، في الولايات المتحدة سنوات طويلة على الرغم من الثمن الذي حدّدته الحكومةالإيرانية لرأسه .
# ويعيش – بصورة قانونية في كاليفورنيا – عشرون ضابطاً من فيتنام الجنوبية السابقين الذين اعترفوا بارتكاب التعذيب وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب الفيتنامية .
وفي كاليفورنيا في الثمانينات يعيش أربعة فيتناميين عملوا قتلة في العملية الأميركية فينيكس، وأحدهم يدير مطعماً للوجبات السريعة. كان يبدو رجلاً قانعاً. إن ما يجمع كل هؤلاء الأشخاص، بخلاف تاريخهم الإرهابي، هو أنهم كانوا يعملون لحساب الحكومة الأميركية مباشرة أو ينفذّون العمل القذر للسياسات الأميركية. فعملية فينيكس، على سبيل المثال، خططت لها وكالة الاستخبارات الأميركية وموّلتها وإدارتها، وكانت مسؤولة عن ما يصل إلى 50000 جريمة قتل.
# وما سبق لا يشمل كل الأشخاص الديكتاتوريين مثل الإرهابيين الذين كانت الولايات المتحدة رحيمة بهم لدرجة نقلهم جوّاً إلى بلدان ثالثة (تمكينهم من لمّ شملهم مع حساباتهم المصرفية) ، مثل هؤلاء من هاييتي الذين لا يزالون على قيد الحياة : الجنرال راؤول سيدراس ، والرئيس جان كلود “بيبي دوك” دوفالييه ، وكذلك جوزيف ميشيل فرانسوا رئيس الشرطة الشنيع . (الدولة المارقة، تشومسكي : النظام العالمي القديم والجديد) .
# ملاحظة عن هذه الحلقات :
—————————-
هذه الحلقات تحمل بعض الآراء والتحليلات الشخصية ، لكن أغلب ما فيها من معلومات تاريخية واقتصادية وسياسية مُعدّ ومُقتبس ومُلخّص عن عشرات المصادر من مواقع إنترنت ومقالات ودراسات وموسوعات وصحف وكتب خصوصاً الكتب التالية : ثلاثة عشر كتاباً للمفكّر نعوم تشومسكي هي : (الربح فوق الشعب، الغزو مستمر 501، طموحات امبريالية، الهيمنة أو البقاء، ماذا يريد العم سام؟، النظام الدولي الجديد والقديم، السيطرة على الإعلام، الدول المارقة، الدول الفاشلة، ردع الديمقراطية، أشياء لن تسمع عنها ابداً،11/9) ، كتاب أمريكا المُستبدة لمايكل موردانت ، كتابا جان بركنس : التاريخ السري للامبراطورية الأمريكية ويوميات سفّاح اقتصادي ، أمريكا والعالم د. رأفت الشيخ، تاريخ الولايات المتحدة د. محمود النيرب، كتب : الولايات المتحدة طليعة الإنحطاط ، وحفّارو القبور ، والأصوليات المعاصرة لروجيه غارودي، نهب الفقراء جون ميدلي، حكّام العالم الجُدُد لجون بيلجر، كتب : أمريكا والإبادات الجماعية ، أمريكا والإبادات الجنسية ، أمريكا والإبادات الثقافية ، وتلمود العم سام لمنير العكش ، كتابا : التعتيم ، و الاعتراض على الحكام لآمي جودمان وديفيد جودمان ، كتابا : الإنسان والفلسفة المادية ، والفردوس الأرضي د. عبد الوهاب المسيري، كتاب: من الذي دفع للزمّار ؟ الحرب الباردة الثقافية لفرانسيس ستونور سوندرز ، وكتاب (الدولة المارقة : دليل إلى الدولة العظمى الوحيدة في العالم) تأليف ويليام بلوم .. وغيرها الكثير.