كتبت هدى غازي
الأب كلمة تحمل في ثناياها عظمة الكون
مجبولة بالحب والعطف والشموخ والتفاني
ذلك العصي عن فرد مشاعره ببوحه ،غرسها فعلا على مر السنين باهتمامه وبعطائه الذي لا يحصى ولا يعد
هو الدفء إن بردت أيامنا
هو الحقيقة إن تبعثرت امالنا
هو الراحة ان تاهت أفراحنا
هو العشق الصادق والراسخ في زماننا
أقول أبي فيعتصر القلب حبا وعزة وفخرا و ان تطأ حروف اسمه شفتي يفوح ذكره بعبق الياسمين
وكما تكفّن الأجساد عند الموت هناك من يكفّن أحزاننا ومشاكلنا خلال الحياة ويجعل بريق ابتساماتنا أبديا ..
هيبة ووقار …يسقط أمامه المستحيل ويفر العجز عندما يلمح صلابة زنده وخشونة يديه التي استخرجت من التراب قوتنا وما زال الفجر يوثّق شروق ارادته ويشهد المغيب على تنهيدة تعبه ..
جبار لا يقبل العون
وقد دس في عروقنا الرفعة والاباء فترعرعنا بكبرياء لا تعبث بستائره التحديات ولا يؤمن بهشاشة الضعف و الرضوخ..
لم اذكر بأني تبرعمت على غصن طري
فقد ولدت ناضجة من جذع قوي
وفي أرض لم تلوثها شهوات الحياة ،
أعايدك أبي بلهفة الممتنة التي تعجز عن الشكر
لكثرة ما أغرقتني بالنعم التي لا تقدر بثمن ..
أعايدك بذاكرة تضج بالدروب المشجّرة
وبعاطفتك المكبوتة وبالغاز أحاديثك
التي كشفتها على مر العمر والتجارب
أعايدك أبي بقلب تشاركه النبض
وأتمنى أن يمدّك ربي بعافية لا تغيب ..
كل عام وأنت سيد الرجال
وكل عام وكل الآباء بألف خير