كان يجلس خلف النافذه
يتامل في وجوه المارة
يرمي بنظره الى الشارع
يستعين احيانا بذكرياته
منها وجوها بات يألفها
كأن بينهم معرفه قديمه
ووجوه تغيرت خط الزمن عليها بحروفه
وجوها كانت بالامس تعبر مسرعة
واليوم تتعثر بخطاها
كثيرا ما كان يشعر بضيق
حد. الاختناق
كانت صورة والده المعلقة على حائط غرفته
وحدها رفيقته ودخان سيجارته
تلك السيجاره التي اعتادت اصابعه الامساك
بها
كطفل اطراف ثوب امه في الزحمه
لم يفارقه شعور القلق
بقي متربصا به الارق
لم يكن يعلم ان الاجابه
على تساؤله
نار ستشتعل في الشارع
وسقوط قذائف تحصد
الماره
هو لا يعلم من هم من اين جاؤا اين يذهبون
اوصته امه يلتفت لدروسه
في غربته
مرت في خياله وجوه الماره متسارعة
جثث متناثره اشلاء
كأنه بسمع صوت الرصاصة
تصرخ رجاء
وهي تكتب بالدم على جبهة طفل تحتضنه امه
وهي تنزف ليس ذنبي.
هذا الغباء
اومأت البندقيه برأسها
وانا لم يخيروني
وجهوني الرعناء
الى صدور الابرياء.
غدا يرفعون نصب الشهداء
غدا مجالس العزاء
غدا قصائد الرثاء
سيخلو الشارع من الماره
سيبقى يرقب الدرب
يرمي نظره بحثا عن مارة