فيض من الشعر :

فيضٌ من الشعر بَعد السُكر أنثــره
فَي موطـنِ الحُزنِ ممزوجا بأنـاتي

فَيعـزف القلبُ طولَ العُـمر أغنيتي
وينشـدُ الليــلُ فَـي زهـــوٍ مناداتي

مـن ذا يلملـمُ طبـعَ ألكـاسِ مؤتلقـا
مـن ذا يــردّد أشـــعاري وأبيـــاتي

قـد يُسْكر العشقُ مَن بالقلب يغرفه
مـا أن تهيـمَ بصبّ الوجــدِ كأساتي

مـا أعـذبَ الطيـف إن مـرّت قوافله
ارض الغروب غديرا في اللقـاءات

ما أروعَ الغـوص والأمواجُ آتيــة ٌ
نحو الشواطئ تغـفو قربَ رايـاتي

أنا الغريـق ببحرِ الشوق ما هدأتْ
منّي الفصـول ولا زادتْ معانــاتي

أنــــا المولــّـع فيـــها لا تعـــذبـّني
لا تربط الذئبَ قربَ الحملِ والشاةِ

تفيض منها على الأوجـاع قافيَتي
فيركبُ الصمتُ أهـوائي وغايـاتي

سيسمعُ القلـبُ قبـل الأذن طلّتـها
ويوقدُ الليلُ ضوء الشـمع هالاتي

أصوغ منها قبيـل الصبح خارطةً
تحتـار فيـها عقـول النائي والأتي

فيضٌ من الشعر ممزوجا بأروقتي
يستكثر البـوح إن أبـقى حماقاتي

ويسـتفيقُ إذا بالحضــنِ أكمَلـها
ويتـرك الأمـرَ في أيدي الملاقــاة

لـمن أكـون إذا ما جئتني غضبـا
وهــل أغافــلُ نفسي كالنهـايات

غدا تفيضُ على الأحداقِ أوردتي
وتستعين بقــول الصـدق لاءاتـي

غدا احمّـل روحي جلّ ما حملتْ
أو قــد أرتــّب أفكـاري وآيـاتي

فيضٌ من الشعر لن تسعى لذمّته
رسم الخنوع ولا نهي ألمعــاداة

بلا وعينـيك لا أبقـيك في حـرجٍ
يوم التوغـّل لن ارمي خيـاراتي

هذي مرابـع حبّي كيـف اتركـها
ورنّة الكأس لا تكـفي مواساتي

غدا أحيلُ دموعَ العيـنِ أشرعةً
بهــا أجمـّل بيـتي بـلْ فظــاءاتي

فيضٌ من الشعر والأنفاس تتبعه
يستقبل الكلّ مـن قـد جـاء للاتي

الشيخان /2016