فـجـأة ..
جـلـس الحـزن عـلى الطـاولـة
واسـتلقى اليقــيـنُ فـي القـلب..؛
بينمـا أنت..
أخضـر عـلى أسـود..
وبُرتقـاليـة كالحـليـب..!!
سـأمجدك
يا وردة الـرازقـي..
ويا هـذيان العطــور..
يا فـوح الـرغبــة..
ويا شميـم الـدم..!!
سـأمجـدك
يا قديسـة المـراثي ،
ويا عـويل الصحـراء.
يا لــيل الأقيـانـوس البعيــد..
ويا صبــاح الينابيـع الدافئــة..
آلاف مـن جواميس البحـر
تطـلُ برؤوسها الخـرافيـة..
وعـلى السـاحل أُشعلت المـواقـد..
فلنحــرق البخـور إذاً..
من أجـل سـيدة ســومـر الجـديـدة..!
كـان ثمـة شـتاء أعمــى..
قـاده الـربيـع الهــرم..
إلـى صيـف أخـرس !!
كـان ثمـة صيــاد..
ضــاع..
فـي زئبـق المــرآة..!!
إذن..
سـأمجـدك..
أيتهـا الخـرســاءُ مثل بجــع أســود..
والمسـكونةُ..
بجبـال العـزلـة..
وبتـلال الفجيعــة..
فالوحشــة سـنجاب أزرق..
بينمـا أنت..
زهــرة القـلعة المهجـورة..
وبُقــيا حــروب الغبــار..
وأنت..
خطيئـة الكـركـدن المقـدس..
وحــلم الهـدهـد الشـريـد..
وأنت..
أحمــر عـلى أســود..
وأنت..
آهــة النجــم البعيــد..!!
سـأمجـدك..
أنـا السـومـري الطـريد..
سأرسل طيـور ( الخضيري )
إلى سـماواتك..أبـابيـــل..
وإلى معبـدك سأقدم الأضـاحي..؛
وأسـوق الأبقــار..
سيكون أسـمك..
بسـتانا تـلوذ إليـه الأيـائـل..
وبـرجـا تهبـط إليـه النجــوم..
ومـلاذا للشـريـد..!
سيروي العشـاق عنـك..
طـردا للوحشـة؛
أما الأشـجارُ..
فستحني هاماتهـا السامقة ؛
إبتهـالا بمقـدمك الجليـل..!
وعنـد ذكـراك..؛
ستضيء الأرحـامُ بالأجنـة..؛
ويـدب المـاءُ..
في صـلـب الرجـال ـ الأحجـار..!!
أمـا أنا..
فسأمسدُ جسـدي بعطر الشمـس..
منتظرا إقتحـام ليـلك البهيـم..!!!
أنـت..
أيتهـا الجـديرةُ بالحقــد..
لقـد غلبتني عينـاك..
وأهدابك الطـويلة التي
تنطفي فوقها النجـوم..؛
وأناملك..؛
تلك التـي ترتعشُ لرقتهـا المجرات في السماء..!!!
لـك المجــد..
فأنا فــراغ قتيــل..
وأنت..؛
دمعـة الضـوء التي انسكبت
فـي ليــل أبـديتـي..
إذن..
سـأوقد فـي معبـدك شمعـة الكـلام.
أنت فضيحتي..؛
ولا معنـاي..!
فـي عـريك.. حجـابي..!
يا أثمي المقـدس..
ويا ضـدي..!!!
حين أمضـي إلى النـوم؛
يفـرُ ظـلي هـاربا ؛
بينما أبقـى..
سـاهرا فـي أروقـة دمـي..
حـامـلا شمـعة الغـواية..!
إنهضـي من رقـدتك إذن..
أيتها السيدةُ الحالمـة..
فمن السماء هـوى..
دبُ مـن الكريستال..
إنه في الحديقـة يتجـول..؛
يناغـي الطيـور..
ويداعبُ الأسماك في البحيرة..!
إستيقظي..
فلقـد صـاح الديكُ ثلاثا..
والبقرات..
ذهبن إلى المرعى..
أما العسس..
فلقد ألقوا بأسلحتهم..
غارقين في رقـدة الفجــر..!
وعند أبواب المدينة..
ثمة جيش من السمندر..
يقف منتظرا..
كي يقرأ أشعار الحب في حضرتك..!
إستيقظي أيتها السومرية..
ثمـة ضـوء أعمـى يطرقُ الباب..
إنـه يستهدي بشمعة..
من ظـلام..!!!!.
يا انت..
من أين لإسمك كل هذا الـورد..؟؟
من أين لضحكتـك كل هذه الفجيعة..؟؟
من أين لصرختك كل هذا الهمس..؟؟
بل..
من أين لبحـرك كل هذه الصخـور..؟؟
ومن أين لضوئك كل هذه العتمـة..؟؟
وهـل لـي أن أعـرف..
لمـاذا يدفعـني اللآزوردُ الى العـزلـة..؟؟
وحـاضرُ الـزمان إليـك..؟؟
ياذكرى أيامي الحـاضرة..
ويـا..آتي الآتـي..!!!!
وأنت أيهـا الهـواءُ..
يا جسـد الكـلام..؛
جندتُ الأبجـديات..
وأطلقتُهـا في مـركبات فضائيـة..؛
الى صحـراء الضـوء في كوكب زحـل..؛
إحترقت كلهــا..!!!!!
وليلا..
رأيت أسمك محتضنا حروفه..؛
راقـدا..؛
عند الآبار النائية في مجرة الفيل..!!
يا آسمها..
يا مملكـة الحـروف الخافتة..
كـم من الوعول..؛
وقطعان البيزون..؛
تجـر وراءك..؟؟
يا استفهام الحجـر..
يا مصدر الخديعـة..
ويا نافية الأمـل..
أيتها الهمـزةُ الغارقة في النوم..
أيتها العلامـة الشريدة..
يارئة الكـلام..
ويا شهقة الـورد..!!
يا اسمها..
يا نديم المحـار..
يا حضور الغائب..
يا استقبال الفجيعة..
أيها الملتصقُ بالظلال..
أيها النون المقدس..!!
يا أسمها..؛
سأقطع سماوات ليلية..
مجـراتها ضباب وردي..
مـر بها الملاحـون ..؛
على ظهر نسـر برأسين..
كي أبحثُ عن سر الألوان..
كي أبحث عن كنوز الظـل..!
افهميني إذن..!!!
ها أنا أتركُ الجياد البيضاء على الساحل..
لتخترق الضباب الصباحي..؛
نازلة إلى المـاء..
وأذهبُ إلى ما وراء الجبل..؛
كي أُوقـظَ الشمس الكسولة
التي تنام تحت شجرة الدردار..!!
افهمينـي..
قلتُ للجبـل عنك: أُحبـك..
فابتسم عن بُركـان..!!
يا أنت..
يا أبتسامـة البراكيـن..
يا قـلقي..
ويا أيمـاءة اللــه إلــي..!!