صهوة الغياب
بقلم/ عادل بن حبيب القرين
إلى كل أبٍ راحلٍ عن هذه الدنيا هديتي الواصلة..
لبس الليل عباءته السوداء، وتوشح بلون الرثاء..
فقد صال بأنينه وحنينه بالمواساة فينا، وكأني به ينعى نفسه لكل موجوعٍ بالرحيل..
أبي:
ماذا عسانا أن نواسي شريكتك بالحياة، وفي كل ليلة لها في دموعها قصة وغصة؟
أبي:
كيف لنا أن نتذكر طفولتنا في صدرك وأحضانك؛ وهدايا شجر النبق في يمينك، وقد تفطرت من التعب، وكل محياك ابتسامة وراحة لضحكاتنا حولك؟
أبي:
كيف بنا ونحن نمسح الغبار عن صورك ساعة وحشتنا؛ وكل زوايا البيت قد اشتاقت إليك؟
أبي:
كل أحفادك يسألون عن طول وسبب غيابك، فما حالنا ونحن نجيبهم؛ أنقول خطفه القدر وسقاه النهر؟
أبي:
هل تستحضر بستانك الذي ربيت نخيله بأعمارنا؛ وقد تاقت جذوعه لتمتماتك ومواويلك ساعة السقاية والصرام؟
أبي:
هل للذكريات سرور بموتك؛ وكل إخوتي وأخواتي يتنفسون على صوت طرق الباب لحضورك؟
أبي:
ترجل من على صهوة غيابك، وامسح على صدري بيدك، واصلبني على وتر الجراح حكاية، وانثرها دموعاً للعابرين..
قم واعتصر لب الحنين قصيدا
واذكر حبيبك للسماء نشيدا