صراع الزعامات في الانبار
نهاد الحديثي
لا تخفى عليكم المعركة الدائرة بين التحالف الثلاثي وبين الاطار ،وهناك جهات سياسية معروفة تحرض اطراف يقودها وسام ابو ريشة واخرين لعقد مؤتمر الغاية منه تفكيك مايسمى بالتحالف الثلاثي وتفتيت اطرافه وتشتيتهم, وكل ما مرّ بنا من محن أو ما تعصف بنا اليوم من تغييرات على مستويات عدة قد يكون الجواب الموحد الذي يتفق عليه الكثيرون هو كلمة “مؤامرة” أو “مخطط”!!وأصبحت سمة العقل السياسي الإيمان بنظرية المؤامرة التي تريح العقل من عناء البحث عن الأسباب، وتغني المراقب عن نقد الذات، وتغذي الشعور بأننا ضحايا لأعداء متآمرين، لولاهم لكان وضعنا أفضل بكثير
محافظة الانبار تشهد اليوم صراعات سياسية وعشائرية على الزعامات ومبارزة شديدة بين الحلبوسي ومناؤيه وتناسوا ايام بزيبس والاذلال , وتناسوا الاخطارالارهابية وقوى الطائفية التي دمرت المحافظة في وقت مضى , تلك الصراعات رسائل عديدة من جهات طائفية وحزبية لاتري استقرار الانبار, وتغيضها عمليات التنمية والاعمار التي تشهدها المحافظة , حمى المناكفات ومحاولة تسقيط الاخرين ، وعشق المناصب والكراسي هي مرتكزات أخطائنا السياسية، وتمزقنا الفكري والديني والطائفي، وانتشار ثقافة رفض الآخر، وتكفيره، وغيرها من الأمراض الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، تؤدي دوراً أكبر بكثير من قدرة أية قوة خارجية على إحداث ضرر مماثل في بلداننا. إن التحدي الأكبر في مقاربة أي مرض أو حل أي مشكلة هو دقة التشخيص، فإن تمكنّا من فعل هذا بناء على تفكير صحي يستند إلى رؤية الواقع ومعطياته دون اللجوء إلى نظريات الأقبية المظلمة، حينها ستصبح إمكانية الحل أقرب إلى أيدينا من السابق
لا يبدو المنصب ذو أهمية كبيرة على مستوى محافظة الأنبار، من حيث المسؤولية أو النفوذ، لكنه يشكل أهمية خاصة على مستوى الصراع السياسي الجديد بين الأطراف السنية، كل ذلك يبدو مقبولًا طالما تدور الصراعات في مستوى سياسي سلمي، لكن ما تخشاه الأوساط الشعبية في الأنبار وبقية المحافظات السنية، هو انعكاس ذلك على مستوى الأمن، في ظل الحديث عن تنامي قدرة تنظيم “داعش” مجددًا،. يخشى الأنباريون انعكاس الصراع السياسي على أمن واستقرار المحافظة في ظل تحذيرات من تنامي قدرات تنظيم “داعش” مجددًا، مع مخاوف من تحول السلاح الذي أشهرته العشائر بوجه تنظيم داعش إلى أداة لتصفية الحسابات السياسية”، وهناك جهات معادية تسعى جاهدًة لنيل النفوذ في الأنبار عبر ضخ الأموال والسلاح إلى بعض الأطراف السياسية والعشائرية،
كثيرا مانقرأ ونسمع عن تصريحات ومناكفات سياسية بين شخصيات سياسية وبرلمانية لاتعكس الواقع المــر الذي يعيشه شعبنا وطبقته المتوسطة والفقيرة،، ان تلك التصريحات تخلق فوضى عارمة، واصطفافاً طائفياً، وعلينا ان لانخلق التوقعات والافعال ، وعلينا جميعا قطع الأيادي الفاسدة العابثة بأمننا واقتصادنا، بلدنا يشهد مرحلة حساسة ومهمة في تاريخه وان الشعب العراقي يتطلع الان الى مرحلة جديدة يبني فيها بلده ويعوض الخسائر وينسى فيها المه، يتطلع الى مستقبل مفرح ينعم ابناؤه فيه بالرفاه والامان، كم نحن بحاجة إلى معين من السلام الداخلي الذي غاب عنا منذ سنوات طوال. وهنا مسؤولية الجميع وندعو الجميع الى فتح صفحة جديدة تتناسب والمرحلة المقبلة, ونقول لعشاق السياسة الدنيوية وكراسيها، عودوا الى الله يوم لاينفع مال ولا بنون ,نحن نشكوكم لله ، ودواؤنا الرجوع الى الله والتسامح والإخاء