هادي جلو مرعي
النظام الداخلي يتضمن عدة نقاط لهيكلة الحزب وطبيعته ، وأسباب التأسيس التي أوردها المجتمعون في بيان إعلان (حزب الحرامية) ونصه:
ايماناً منا نحن المجتمعين ,والذين نمثل قطاعاً مجتمعياً لا يستهان به ، بالتعددية والديمقراطية ,وحق المشاركة ,ومن أجل توحيد جهود الحرامية, الكبار منهم والصغار, ولإتساع نطاق عملنا في مناطق (خان جغان), وما جاورها من مواضع تتوفر فيها مصادر الثروة التي تستحق وضع البرامج, والآليات, والخطط لنهبها, وتحويلها لمصادر تمويل مفيدة ، وكذلك وقف نزيف أموال أبنائنا وإخواننا الحرامية التي تذهب في أغلب الأحيان الى خارج (خان جغان) ,وينتفع بها آخرون من العربان والغربان في بنوكهم وعواصمهم العامرة من نتاج تعبنا وقهرنا وكدنا ، ولدعم إمكانية إستثمارها في الداخل بدلاً من الخارج ,ولوضع أسس نشاطنا المستقبلي وفق آليات عمل واضحة وشفافة ,ولحماية الحرامية من الإعتداء والإنتهاك, وتشريع قوانين تعيد للحرامية هيبتهم وكرامتهم بعد تاريخ طويل من الظلم والتجني من قبل رجال الدين والسياسة والمثقفين والإعلاميين وشيوخ العشائر وعامة الناس الذين شوهوا سمعة الحرامي ,وجعلوه في منزلة اللصوص الصغار .
وكما هو واضح لأبناء (خان جغان) , فأن الحرامي الذي يسرق دجاجة, أو يطفر حائط الجيران ليسرق قنينة غاز ,أو “الهدوم المشرورة على الحبل” ليس كالحرامي الذي يخمط ملايين الدولارات, ومليارات الدنانير, أو ذلك الذي يستغل منصبه لتحقيق المنافع ,وعقد الصفقات .فشتان ما بين الإثنين ,وكما يقول المثل المصري الشهير (أشجاب لجاب).
إن كل هذه المعطيات تدفع لتأسيس حزب الحرامية ، الذي سيتولى تشريع القوانين, وتنظيم التوجهات ,ووضع الأطر العامة ، وتحديد الأولويات ,وإنتخاب رؤساء اللجان والقيادة العليا للحزب ,ومن خلال الهيئة العامة التي تتكون من أفراد مؤمنين بقضية الحرامية ومشروعيتها وهم الأعضاء القاطنين في كل محافظات وقرى (خان جغان) ,ويكون الإنتماء للحزب مشروطاً بالآتي:
أولاً: أن يكون المنتمي عراقياً ,ومن أبوين عراقيين بالولادةً .
ثانياً: أن يكون المنتمي مكتسباً للهوية العراقية ,ولا يقبل الفرد الذي يحمل جنسيتين إثنتين.
ثالثاً: أن يكون مارس مهنة الخمط, وإستغلال السلطة, والنفوذ لمدة خمس سنوات على الأقل.
رابعاً: يمتلك خبرة في خمط الدولارات ,والدنانير حصراً.
خامساً:أن لايكون من أصحاب (ذرة ضمير) لأن الذرة قد تكبر ,وتتحول الى (جرة) ,وربما إنحرف بسببها العضو وتؤثر في سلوكه ومزاجه العام .
سادساً: أن يكون متزوجاً من إمرأة عراقية، حيث إن الزوجة نقاقة دقاقة ,وطلباتها شقاقة تدفع بالزوج ليكون حرامياً من الدرجة الاولى . وتطلق عبارات تشوش الزوج المسؤول من شاكلة (احنا شعدنا؟ شوف ربعك اجو وراك وباكو بوكة،بوكتين وصاروا احوال،وانا بطرك الكلادة الي جابتها امي الله يرحمها ،وشوف ولدك صاروا زلم, وهم ما يعرفون مستقبلهم,بشرفك هو هذا بيت, لو قن دجاج؟.
الحمقاء لم تكن تعلم إنه وبمجرد أن صار بأظفاره طحين تزوج موظفة معه ,واستأجر لها منزلاً ,وصارت الكل بالكل ، بينما بقيت هي كما هي ،وكما يقول المثل (وره ما خلصت الزفة جت الرعنة تهلهل).