زمن:
اول السرب حمامة
نقرت حبّة من بيدرك
حملتها وألقت بها على مهب نسيم قادم إلي
استقرت على حافة قلب تحت الشريان
القلب حينذاك كان واقفا فوق الأظلاع
هكذا هو يتنطط في قفصه منذ ان وضعوه صغيرا
كعصفور أبكم
يستعظ السمع بالكلام
من عطش الحبّة ونضح الشريان نضجت البذرة..
قالوا:
الأذن تعشق قبل العين أحيانا
نعم لقد أضحى صوتك عنصرا أُضيف الى الشريان لتنعم البذرة بسقاية مضمونة النماء
البذرة طفلة، ونبرات صوتك رنّات ناعمة
تتخلل العروق أشبه بجرس الروضة يرنُّ فيرقص الطفل على رنّاته
زمن
قبلك جواري كثيرة
نهر عابر من امام بيتنا
لاتعنيني مسافته البعيدة ومن أين جاء
كلّ مايعنيني وهج الطفولة واللعب بالماء
جارفٌ جرّ من اللعب ملعبه ترك المنال راكضا
نجوم عارفات بخطى الطريق
لم تمدّ واحدة منهنَّ يدها
يازمن الأمنيات أرواح لها مناقير
رغبات خشنة
مازلتُ أُفتّتها
أنثرها طعاما
حتى تولت الأصابع هاربة تبحث عن وجهة ناعمة
كلّ ماحولي دائر، وكل مابي دائخ
أحضن حضني وألتوي
زمن
ايها الخفيّ السائر بي
لاعاصم لي إلاّ الحبّ
يشرب طوفان المسافة
كرمال تنام راخية على خاصرة البحر
تماما مثل انتظار يحضن بعضه بعضا
سترسو عليه سفينتك فيصبح العالم كله لقاء
زمن
اعرف ان الشوق قد قسم نفسه بيننا بالتساوي
جعل اللقاء وسطا ، ودهنه بالغياب
نجهد بالسعي اليه
فاذا هممتٌ بدقائق التفاصيل فانها تسلية لعين حُجب عنها النظر فتوسعت بالسؤال
اعرف ان لا حدود للاشتياق لأمسك بمسافته، ولا رسم لأختم مشاهده
أحيانا احسبهُ جنينا يهم بالخروج بعدما اكتملت عدته
يستقبل لحظته الاولى بالصراخ لكنه يسكت فتنتهي حكاية بدايته
ولا عطش يَبردُ في الماء
الاشتياق:
حكاية روح بنى عليها الجسد انتظاراته.
قلب يرتقب عودة ساكنه.
عقل تقف الافكار على طرف لسانه.
ذراع تتوسد الحضن ،وتقبض على بعد يمتدّ على طول الليل
وما اللهفات الاّ تسارع في المسير..