زئير
نبي بأئس
……………..
لستُ سوى قطعة فراغ من ساعة رملية تدور عقاربها الوهمية عكس المألوف لتخدع عبثية وجودي بنظرية العود الأبدي في وجود يُدفن فيه بقاياي في جوف الأرض لألقى في عتمة العدم والمصير المحتم ، في عدمية مرعبة طافحة بالتشاؤم ومكدرة بقلق لا يحتمل ، في عالم لا ماورائي مُعبد بأمال مجردة عارية من الحقيقة عالم مُعَبد بأوهام التساؤل في حياة لا جدوى منها
حياة تبحث عن الإجابة بتفاؤل خافت حتى لو لم تُغني حاجتي لتعزيز أرادتي المسلوبة المذعنة لقدر غيبي تجعلني متخاصماً مع ذاتي لإرضاء ذات ما لا أدريه متحكم فيَّ ، إرادة قائمة على أعمدة أخلاقية بالية زائلة لا تملك الجرأة على تسمية هذه التراجيدية المأساوية ( العود الأبدي ) وهي تحمل مفهوم ( الكارما ) تلك الصفة الفلسفية المسماة بالأعتقاد الوثني ،
ضائع أنا في تيه الأسئلة كبيدق على رقعة شطرنج تتقاذفني الأقدار على شواطئ العبث يستجدي الخلاص ،
أبحث عن ترياق يخفف من مرارة العدم ويطفئ ولو بمعنى خجل سعير التيه في أروقة الفكر و لظى تشظي خبايا النفس . لعلي أقف بعيداً عن دجل المتنبئين وطلاسم المشعوذين وولاءات العرافات والعرافين كنبي بائس أوكخصم صريح لميتافيزيقيةالخضوع . عالق بين فك الموت المتكرر والولادة المتكررة إلى ما لا نهاية ، أو أجد بديلاً لرجاء الوعود الذي سلبتها أوامر كهنة الأديان مني والتي دكت أواصر المفاهيم وقيم الوجود المادي باعتبارها مرائية خادعة حولت الضعف فضيلة والعبودية طاعة والخنوع تسامح ، والنتيجة هي استلاب الإنسان ككائن هجين لا يمت ببراءة أصله بصلة ، يعيش في أوهام ما ورائية توارثته عقول تقف كحراس لمعابد الضعف المتهالكة وبأيمان يحجب البصر والبصيرة
محاولتي تكمن في أن استل معولي لتحطيم ما تبقى من أصنام اخلاقياتي كي أمهد لولادتي صراط ٌ حر وأسكن فوق قمم الاعتراض رافعاً راية الخلود والتحدي وأعلن عن موت الإله ..
أنا الإنسان المالك لقيمي والخالق لنفسي أرادة القوة
أنا الإنسان الأعلى المجرد المتمرد على الخوف والضعف الدائم والمتفوق على أفكار عصري ساخطاً على كل ماهو فوقٌ أرضي وأسخر بكل ما هو كاذب غيبي لا أخضع للأسفل وأسعى إلى زوال كل العقبات كي أُشيد مكانها صرحاً لبيع الحقائق أو حافزاً به معنى للحياة والوجود معاً عبر قوة تساؤلاتي وضعف محاولاتي ، إلا أن الإجابة تكمن في ثنايا المحاولة وتلك هي سر مأساتي ………. وجد الروح