علي كاظم
لم يكن في بال مدرب فريق شباب الشرطة عام ١٩٨٠ ان اللاعب الناشئ ( احمد راضي ) الذي جاء يلعب مع الفريق وعمره ١٦ سنة سيكون بعد سنوات قليلة أسطورة في الملاعب العراقية والعربية والاسيوية .،
الشخص الوحيد الذي توقع ان يكون أحمد راضي نجمآ في الملاعب هو نفسه ( الكابتن احمد راضي ) حيث كانت لديه ثقة بالنفس وإصرار عجيب أن يزيح كل النجوم واللاعبين الآخرين الذين كانوا يقفوا في طريق تألقه سوى عن قصد أم بدون قصد .. وأتذكر عندما شاهده الكابتن عمو بابا في ملعب الزوراء أعجب بمهارته ولعبه وتم ضمه الى منتخب العراق وهو لم يتجاوز من العمر ١٧ سنة .. عندما ذهبنا الى البصرة لملاقاة شباب نادي الميناء في دوري الشباب كان ابو فيصل يجلس على الشباك في السيارة والأمنيات كثيرة تسيره معه وتحثه على النجاح والثقة في النفس
.، وعندما توقفنا في مدينة العمارة للاستراحة وتناول الغذاء والتقاط الصور التذكارية لم يكن احد من اللاعبين يتوقع ان الصور التي التقطها مع زميله احمد راضي سيفتخر بها بعد سنين ويقول لي الشرف أني لعبت مع احمد راضي في بداية تألقه ..، في البصرة سجل هدف جميل في مرمى شباب الميناء وعند المساء خرجنا وركبنا في احد القوارب في شط العرب
عندما بدأ اللعب في نادي الزوراء مع النجوم الكبار كان يملك ثقة بنفسه قد لا يملكها اي لاعب أخر.. وجاءت مباراة الزوراء ضد الشرطة لكي تؤكد ان هذا النجم الواعد لا احد يقف في طريقه نحو النجومية عندما سجل هدف رائع ضد الحارس رعد حمودي .. أذ جاءته الكرة و تقدم نحو المرمى ورفع الكره بحركة اكبر من عمره بعشرات السنين وجعل رعد حمودي لحظتها يتندم لو انه اعتذر عن اللعب حتى لا يرى هكذا هدف يدخل مرماه وهو الذي كان يخشاه كل المهاجمين حتى اطلق عليه ( الحارس الأمين ) ولكن احمد جعله غير أمين على حراسة مرمى الشرطة في هذه اللحظة
بعد سنين قليلة يصبح النجم احمد راضي أفضل مهاجم ولم يتجاوز من العمر عشرين سنة أزاح من طريقه أسماء رنانة لها ثقلها في الملاعب وبين الجمهور الرياضي وشكل مع المهاجم حسين سعيد ثنائي مرعب تخشاهم كل الفرق العربية والخليجية ،. وتأتي بطولة كأس العالم في المكسيك ويتألق مع الفريق ويسجل هدف العراق الوحيد في مرمى بلجيكا عندما خسرنا بهدفين مقابل هدف واحد ،،
وفي عام ١٩٨٨ يتم اختياره أفضل لاعب في أسيا متفوقا على نجوم كبار أمثال ( ماجد عبد الله وعدنان الطلياني وفيصل الدخيل ونجوم اليابان وكوريا ) ……. الحديث عن الكابتن احمد راضي حديث طويل وشيق وممتع عن نجم رائع وذو أخلاق عالية ومتواضع سطره ملامح النصر والتألق والمجد بجهوده الذاتية وثقته بنفسه رغم أن طريقه لم يكن سهل في الوصول للنجومية لوجود الكثير من اللاعبين الذين ينافسوه على اللعب في تشكيلة الفريق سوى في النادي او المنتخب .،
الصورة الأولى في العمارة قرب احد المطاعم التقطت عام ٨٠ اثناء ذهابنا الى البصرة لملاقاة نادي شباب الميناء
ويظهر الكابتن احمد راضي اول جالسين وبجانبه العميد نهاد انور وأظهر أنا ثالث الواقفين