وجيه عباس
كلما سمعت صوت زخات المطر، وضعت يدي على قلبي،ورجلي على نعالي وهربت إلى تغطية ماطور الماء خشية أن يحترق!
كلما سمعت صوت حيدر الملا قلت:أعوذ بالله،وإذا رأيت صورة الناطقة السيدة محمود المليجي قلت:استغفر الله،وكلما سمعت نهيق الحمار :قلت الحمد لله
.
كلما رأيت أوضاع الشعب التونسي قلت البقاء للشعوب،وإذا رأيت أوضاع الشعب المصري قلت البقاء للأصلح،وكلما رأيت أوضاعنا قلت البقاء في حياتنا،وكلما رأيت صورة فراس الغضبان الحمداني قلت البقاء للأصلع!.
كلما دخل الراتب في جيبي يهرب مني كأنني أريد أن أغتصبه،وكلما اقترب رأس الشهر تمنيت منه أن يغتصب الحكومة!.
كلما رأيت سيطرة ابتسم في وجهها مثل منغولي،وكلما عبرت السيطرة أصبحت منغوليا حقيقياً.
كلما قرأت كتاب عن تاريخ العرب ينتفخ صدري بالهواء،وكلما قرأت كتاباً عن تاريخ الغرب عزفت بفمي كل ذلك الهواء على شكل (زيكَـ) وطني!.
كلما سمعت سياسيا يتكلم عن الوطن تذكرت كل عاهرة وقفت ببابها وهي في انتظار البرابرة،وكلما سمعت عاهرة تتكلم عن الشرف تذكرت كثيرا من السياسيين! الذين يقفون في أبواب سفارات الإخوة الأعداء!.
كلما اقتربت من خطوط العبور تصورت إنني في لندن،وكلما رأيت عدم احترام السائقين للخطوط نفسها تيقنت إنني في إفريقيا أشاهد الحمير الوحشية وهي تمر على روحي!.
كلما فتحت عيني قلت الحمد لله الذي أبقاني،وكلما أغلقت عيني قلت الحمد لله الذي حمدته صباح يومي السابق.
كلما رأيت امرأة جميلة تدخّن سجائر أل(كنت) هرعت إلى السيجارة،وكلما رأيت سيجارة (كنت) تنتهي هربت إلى المرأة لأطفئها!.
كلما قرأت صحيفة عراقية،استغنيت عن جميع الصحف، وكلما قرأت جميع الصحف هربت إلى الصحيفة الأولى لأضمّد جروح الاستنساخ التي تركتها باقي الصحف.
كلما شاهدت مذيعة في أي قناة فضائية،ترحّمت على عاملات الكوافير اللواتي لم يستطعن إخفاء عيوب ألسنة المذيعات!.
كلما استمعت إلى تفاهات بعض مقدمي الإذاعات،آمنت أن قبح الصوت أهون من قبح الصورة التي يطرحها المذيع بفمه!.
كلما استمعت إلى بعض ناطقي الحكومة وهم يكذبون على العراقيين في كل شيء،تمنيت أن نستنسخ صورة الصحاف ونلصقها على الشاشات.
كلما سمعت بقانون مرره البرلمان،ترحّمت على روح (عبود أبو البريمزات) الذي مات ولم يسمع بالبرلمان!.