حينَ تفقدُ اللغةُ بوصلتَها ..
………………………………..
تَذَكّرْ وأنتَ تقتفي أثرَ الضوءِ هشاشةَ الأرضِ التي تقفُ عليها تَأمّلْ جيداً حتىٰ يصيرَ قلبكَ معطفاً كبيراً يتّسعُ لكُلِّ الطرقاتِ المبلّلةِ بالصقيعِ أو يتضاءَلُ فيتهاوىٰ باكياً علىٰ جفافِ عرشٍ تخاطفتهُ مجاذيفُ وداعٍ ، الاقتفاءُ أنْ تلحقَ بالشمسِ ولا يبلعكَ البحرُ أنْ تسرقَ شعاعاً يراودكَ في المساءِ وتخضّب قلبكَ بالطيفِ أنْ تدسّ يدكَ في العتمةِ تصطاد التوابلَ وتبرق كلّما داهمكَ النشيجُ أنْ يتخطفكَ الوجدُ وأنتَ ترسمُ للظلالِ نشيدَها أنْ تظلّ واقفاً تنحت في الجبالِ نقوشَ البرقِ وتلعن الظلامَ كما لو أنّكَ كسرتَ الضوءَ بموشورِ البصيرةِ وجبرتَ الغسقَ تَعلّمْ قبلَ أنْ تكونَ صياداً أنْ لا ترفعَ عينيكَ عن الماءِ ترمي خيطَ الأملِ كيفَ تهدهدُ نُعاسَ الشمسِ قبلَ أنْ تصبحَ غرقانَ بلا قُبَل .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ