خيري هه زار
من بوسعه الكلام .. حين تخرس الاقلام .. وتتقن لهجة الصمت .. لتبقى داخل السمت .. الدارج في الساحة .. وهو المطرز بالاباحة .. فغيره في غياب .. ويوصف بانه عياب .. لا يستطيع الرغاء .. ولا حتى الثغاء .. فمن للحق اذن .. يذب عنه بالمجن .. وينوب عن الناس .. كي تطلق الانفاس .. ويهدأ به الخاطر .. مثل السحاب الماطر.. يروي عطش القلوب .. ويمسح الكمد المجلوب .. من صدورالعباد .. وتترسخ به العماد .. في الهيكل المصدوع .. بفعل المارد المربوع .. فينقشع الشك والضباب .. عن حقيقة المصاب .. الذي ألم بالخلق .. يتعرى بالهواء الطلق .. فمن اذن سيكون .. كاشف السرالمكنون .. في الدهاليزوالاوكار.. ويقرأعنا الافكار.. التي وطئت العقول .. من الهرج المنقول .. لادمغة سادة الاقطاع .. التي تأمرفتطاع .. من الغافلين السذج .. وذوي الاقلام الخدج .. وحاملي الرايات والبيارق .. فاكتسبوا سمة البيادق .. لنيل رضاها يتهافتون .. وبين الخلق يتخافتون .. يقتفون أثراللاهوت .. بين ثنايا الناسوت .. لكبح جماح العدل … وغسل الدماغ والقذل .. للمرء عند الجدل .. فيعدم الحيلة والبدل .. كي يتخذه نبراسا .. ودرعا يقيه ومتراسا .. شئنا وشاء القدر .. ان لا نحابي الهذر .. من اي منبت كان .. في كل وقت وآن .. ولا نبغي الاصطفاف .. مع الجور والاجحاف .. خدعتنا الساسة بابواقها .. وباعتنا في أسواقها .. بأبخس ما في الثمن .. وجعلتنا بمرورالزمن .. وبتفاقم الحاجة والنقمة .. نتسول منها اللقمة .. ونحلم بالعيشة الهنية .. ريثما تأتينا المنية .. لكن وا حسرتاه .. ضاع الحلم وتاه .. في غياهب النسيان .. ولم نألف العصيان .. حتى تهشم القلم .. الذي يخدم العلم .. في ذبحة للصدر .. بعد احتواء الغدر .. في مرتعه الخصيب .. عند الرضا بالنصيب .. في خلوة سكوته .. واجتراركل مكبوته .. فهل نبقى للأبد .. ننزف من الكبد .. والجائرون في سطوتهم .. بلغوا أقصى نطوتهم .. الحرية وريثة الكلالة .. وانسانها في الصلالة .. الحق بمن يلوذ .. أبغيرالله يعوذ .. من الرهط الفاسد .. وديدنه الفج والحاسد .. وبمن اعتلى المنبر .. وبغيرالدواة والمحبر .. يكشف السرالخطير .. يحلق بعيدا ويطير .. الى آفاق سحيقة .. وذوده عن الحقيقة .. حينما كان الكلام .. يعزويشكو الملام .. والعين كانت تحدق .. بالظلم وهو ينطق .. وفي كل الزوايا .. الخوف يملأ الحوايا .. والفرائص من الانسان .. فيشل فيه اللسان .. فهذا انسان ينبري .. للحكمة ولا يفتري .. لبيان ما لا يقال .. في صحيفة او مقال .. ولا يجهر به أحد .. خوفا تناهى في الأمد .. وافرد جناحه الثقيل .. في قوم عد كالنقيل .. لسوء فعال عرابه .. مكرعا من ذرابه .. على كره ومضض .. دواءا لذلك المرض .. المعدي بين القوم .. منذ زمن الى اليوم .. وهو داء الكلام .. المقروء عليه السلام .. من ايام الاستعمار .. الذي خلف الاستحمار .. بعدما غادر وولى .. وبغباء سراتنا تسلى .. فالصخرة ان تفتتت .. وكل اجزائها تشتتت .. لا بد ان تستجمع .. من قوى وتستتبع .. لتعيد منها شيئا .. يهب الوجود فيئا .. او فضلة الخير .. يستقطب خطى السير .. الى حيث مكمنه .. وكشف خبايا معدنه .. ولكن السكوت فينا .. جرح تعمق بالسنينا .. لا نتجرأ الاستبراء .. منه بالاستنباط والاستقراء .. ولا بالحيلة والتنكر .. بعدما عجزالتفكر .. فمن عنا سينوب .. يذنب ونحن نتوب .. وينتسب الى الرايخ .. لو دعا احد المشايخ .. الى التقويم والتعديل .. وهزبطرف المنديل .. أمام ثور جامح .. ويرمى بانه طامح .. يتعرض لضرب القرون .. من الأبله الحرون .. ليس العقل الكبير .. والحجى جوهرالتدبير .. ما يمتلكه الساسة .. فلم اذن الخصاصة .. في الخدمة والاعتياش .. والمتعة ينالها الاوباش .. ليس بالجرأة يظفرون .. وانما بالعسس ينفرون .. بين مفاصل المجتمع .. منهم المخبروالمستمع .. ومنهم الدموي العنيف .. يتقي مرآه العفيف .. قلبي عليك يا وطن .. متى سيقهرالوثن .. ليتني كنت ماردا .. صلد الحس باردا .. اخرج من القمقم .. ودون ان اتمتم .. ارمي سهاما معلمة .. من الغصون المقلمة .. وحدائدها من معدنك .. المتشبع من ديدنك .. كي تطال ذا البذخ .. الذي يحتسي المذخ .. ومن اموال بنيك .. بالحرام الذي يفنيك .. ولكن لقلة حيلتي .. والشحة في حصيلتي .. من القوة والبأس .. ولافتقاري الى الفأس .. هرعت الى القريحة .. وبنات افكاري الجريحة .. لأنظم فيك القصيد .. لعلني أفترس وأصيد .. وأرد النبع كالقطا .. والظلام قد غطا .. كل الوهاد والشعاب .. فينطلق لساني بالسباب .. بين ثنايا الشعر .. دونما هلع وذعر .. لكل مفسد وغادر .. مادمت لن اغادر .. حضنك الدافيء الحنون .. وحتى يأتيني المنون .. سأبقى أنشد هواك .. فليس لي حب سواك .. هوذا كل ما املك .. وقصاراي ازاء حملك .. وستبقى العاطفة تجيش .. في الفؤاد وتعيش .. تجاهك ابد الدهر .. رغم الهرطقة والقهر .. ولانها لا تصنع .. ومن الحشى تنبع .. لو يقدرون صناعتها .. وكان بوسعهم صياغتها .. لفعلوا فينا الفعال .. وداسوا قلوبنا بالنعال .. ولكن الله سلم .. وفطرالقلب فعلم .. كيف يهوى ويغيظ .. ويعرف السري والغليظ .. قالها شيخ جليل .. ولحب العدل خليل .. على منبره يخطب .. يتذمرلأمرويقطب .. دعا للترهيب والترغيب .. فلاحقته الألسنة بالتثريب .. فهل نشكو للبحر .. قتل الآمال بالنحر .. ونفرغ الهم للماء .. ونلوذ بصبرالسماء .. فلم تزل شرعة الغاب .. تسيل من الساسة اللعاب .. وبرغم دغدغة الاطياب .. يكشرون عن الانياب .. لانهم يخشون الانسان .. لكونه قلب ولسان .. والسلام ختام .