حكومة الاقليم، الحذر من الخطر
جواد ملكشاهي
يشكل الخبزالمادة الأهم والاساسية في سلة الغذاء في إقليم كوردستان والعراق ومعظم دول المنطقة بناء على الثقافة الغذائية وبسبب ارتفاع نسبة الفقر وتدني رواتب غالبية الموظفين والمتقاعدين التي لاتتناسب مع تكلفة متطلبات الحياة اليومية من الغذاء والدواء والملبس والسكن، فضلا على ارتفاع أسعار الخدمات العامة وبالأخص الصحية والتربوية منها .
منذ تشكيل اول حكومة في إقليم كوردستان في بداية تسعينيات القرن الماضي، دأبت الحكومة على توفير السلع والمواد الضرورية للمواطن الكوردستاني و وضعته في أولويات مهامها بأعتبارها الحلقة الأهم لتأمين معيشة المواطنين وتوفير حياة حرة كريمة لهم.
لا شك أن ضعف أو فقدان السلع الضرورية في الأسواق وبالأخص الخبز والمحروقات تؤثر سلبا وبشكل مباشرعلى الحياة العامة و خلق مشاكل اجتماعية خطيرة وفي اغلب الاحيان تؤدي إلى ارتفاع نقمة وغضب الجماهير وحدوث اضطرابات و ربما إسقاط حكومات وتغيير أنظمة الحكم، لذلك تسعى الحكومات ومن ضمنها حكومة إقليم كوردستان إلى توفير تلك السلع الأساسية سواء عبر تشجيع الصناعة الوطنية في السوق المحلية او استيرادها من مناشئ مختلفة فضلا على المراقبة المستمرة للاسواق والاسعار لمنع بعض التجار و ضعاف النفوس من التلاعب بقوت الشعب والحفاظ على السلم المجتمعي.
خلال أكثر من عقدين على إنشاء كيان إقليم كوردستان نلاحظ بين اونة وأخرى ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية الغذائية وتقوم الحكومة بمعالجة تلك المشكلة بشكل آني، لكننا مع مجيئ حكومة الكاظمي وتحديد موعد للأنتخابات المبكرة ، شاهدنا ولمسنا نوعا من الاضطراب في اسواق الاقليم توحي بأن هناك ايد خفية تعمل من اجل زعزعة الأمن والاستقرار للتأثير على عمل ومهام الحكومة من جانب وخلق حالة من الاستياء الشعبي ضد الاحزاب الكوردستانية المشاركة في الحكومة والبرلمان الكوردستانيين من جانب اخر وبالتالي خلق فجوة بين الجمهور والنظام السياسي للتأثير على نتائج الانتخابات المقبلة .
لايخفى على احد ان ارتفاع او انخفاظ اسعار الوقود بأنواعها يؤثر سلبا اوايجابا على جميع السلع الاخرى بأعتبار ان حركة الحياة العامة مرتبطة بالوقود بشكل مباشر وبالاخص قطاع النقل والمواصلات والكهرباء وتوفير المياه الصالحة للشرب والخدمات بصورة عامة وحدوث اية خلل في منظومة توفير الوقود يؤدي الى ارتفاع الاسعار واضطراب في الاسواق والتأثير المباشر على الحياة العامة.
ارتفاع اسعار الوقود ومادة الدقيق المستورد في الفترة الاخيرة في محافظات ومدن اقليم كوردستان، واعلان اصحاب بعض افران الخبر والصمون عن نيتها برفع اسعار هذه السلعة الضرورية والاساسية للمواطنين خلق حالة من الغضب الشعبي والاستياء الجماهيري بالاخص بين ابناء الطبقة الفقيرة واصحاب الدخل المحدود من الموظفين وحتى الكسبة الصغار وبدأت بعض وسائل الاعلام الصفراء بتحريض المواطنين على التجمهر والتظاهر للضغط على الحكومة والاحزاب المشاركة فيها.
نعم احيانا ارتفاع السلع خاضعة لعوامل عديدة ولكن في احيان اخرى هناك ايدي خفية داخلية مرتبطة بأجندة مخابراتية اقليمية تحاول استغلال معاناة المواطن الكوردستاني لأغراض دنيئة لأضعاف حكومة الاقليم ودورها سواء في العملية السياسية في العراق او تحجيمها على المستوى الاقليم، معتقدة ان استقرار الاوضاع في اقليم كوردستان يؤثر سلباًعلى امنها القومي وتحاول بشتى السبل وعبر ادواتها ايجاد خلل في الجانب الامني فضلا على التأثير السلبي على عجلة التقدم والاعمار الذي شهده اقليم كوردستان خلال عقدين من الزمن.
عليه ينبغي لحكومة اقليم كوردستان الانتباه لهذه المشكلة الخطيرة وحلها باسرع وقت والسيطرة على الاسعار وايلاء اهتمام خاص في توفير الوقود ومادة الخبر بأسعار تتناسب مع دخل الطبقة الفقيرة من المجتمع ومجابهة اي جهة محلية واقليمية تحاول العبث باالامن الغذائي للمواطنين واغلاق جميع منافذ الفساد في هذا القطاع الحيوي في الاقليم، لأن المتربصين يحاولون استخدام هذه الورقة الحساسة ضد حكومة الاقليم و الاحزاب الكوردستانية في الانتخابات المقبلة، وهنا ندعوا السيد رئيس الحكومة مسرور بارزاني الاهتمام بهذا الامر المهم و الحذر من الخطر.