[[ حديثُ الأشجار ]]
•••••••••••••••••••••
منذُ أحدَ عشرَ خريفًا
وأنا أفكرُ حيثُ وُجِدتُ
بكتابة نشيدٍ ..
أدوِّن فيه بعضَ أحاديثِ الأشجارِ
التي تدورُ بينها كلَّ ليلةٍ
عن النهرِ
وما أدراكَ ما النهرُ ..
أحاديثُ متواترةْ
من شجرةٍ إلى شجرةْ
أسمعُها مرتجفًا،
محاولًا أن أجهشً بالشعرِ أمامَهُنَّ .
النهرُ تقوّسًَ ظهرُه ومازالَ يعدو ،
همستْ شجرةُ الصفصافِ
في أُذنِ شجرةِ الطرفاء،
حتى التفَّ الساقُ بالساقْ ..
لقد هَرِمَ
هاهي التجاعيدُ تنمو
تحت عينيه ،
ماعاد يقدرُ على حملِ قشةٍ ..
كي يتعلّقَ بها الغرقى
قالت شجرةُ (الكينا)
وطقطقت بجذورِها
فاستيقظ من نومه
زوجٌ من ” الفاخت ” .
بالكادِ أن يفقدَ الذاكرةَ
حيثُ لا يذكرُ أسماءَ عشاقِه
ولا ملامحَ وجوهِ النسوةِ
اللَّاتي طوَّفَنَ الشموعَ على وجهِهِ
صرخت أكبرُ النخلاتِ سِنًّا
وهزت جذعَها حتى تساقط الرُّطبُ
بدويٍّ عالٍ
فوقَ عشبِ الحقلِ اليابسْ.
لايشبهُ أيَّ نهرْ ..
كلُّ أنهارِ العالمِ الكبرى
تتشبَّهُ بِهْ
وتحلمُ بمصافحةِ يدِه أوْ تقبيلِها
حَكَتْ شجيرةُ تينٍ لأختِها
لحظةَ كانتْ بِوُرَيْقةٍ كبيرةٍ
تسترُ عورةَ ساقيةٍ
هتكَ الجفافُ سترَهَا .
يمشِي النهرُ ..
ونمشي على جانبيْهِ
نحرُسُ ظلَّه الأبديَّ ؛
لهذا فلاشأنَ لهذا النهرِ بما يحدثُ
لبحارِ العالمِ حينَ يحدُثُ المدُّ
مُلقيًا على الشواطىءِ رسائلَ النجاةِ
للمهاجرين سرًّا ..
لاعلاقةَ له بناقلاتِ التوابلِ ..
ولا بأسماءِ موانِىء النِّفطْ ..
حدَّثَت شجرةُ المُشمُشِ
شجرةَ الرُّمَّان
وألقَتَا بثمرتين لفلاحةٍ عابرهْ .
الماءُ مائِي..
ومائي لكمْ ، وأنتمُ لِي ..
قرأَ الشاعرُ آيةَ النهرِ
وكتبَ آخرَ الليلِ
حديثَ الأشجارْ .
•• •• ••
~ رياض ناصر نوري~
سورية – ١ آب ٢٠٢٢م