سامي العامري
وسطَ أوراقِ غربتي وحِصاري
تركَ الوحيُ كالخطى بجواري
خطوةً، خطوتينِ لا بل ثـــــلاثاً
وفمي مُغْلِقٌ فمي بــــــــــ حذارِ
فتفقَّدتُ كل مـــــــــا حول قلبي
مــــــن جروحٍ وشهقةٍ ونضارِ
وحدَهُ الدمعُ عاد بعد ســــــنينٍ
راوياً لـــــــــــــيْ رحيلَه بقطارِ
لــــــــــيتَهُ لم يَعدْ ولم أُعْلِ حُبَّاً
مــــثلَ نقرِ النجومِ حَبَّ مَداري
جذبَتْهُ الليلةَ نحوي رفـــــوفٌ
مـــــــــــن غيومٍ عَلِقْنَ في آبارِ
فصحا العمرُ مــن مراثي حياةٍ
رتَّلتْني أنشـــــــــــــــودةً للعِثارِ
طُرُقٌ تســـــتفيقُ خلفَ الشبابيـك
صهيلاً يَشُـــــــــــقُّ ثوبَ النهارِ
فإذا عقليَ ارتضى لـــــــيْ دُواراً
مَشـــــــرقياً فأنت شرقُ دُواري
حيث مرْجٌ غطّى الفصولَ بذوراً
وســـــــــــتعلو كمَن حكى بجهارِ
وأنا دُرْتُ لا سَــــــــــمواتُ وَهمٍ
عن يميني ازدهتْ ولا عن يساري
قِطَطٌ قد تكوَّرت فـــــــــــي زوايا
وسيوفٌ تساقطت مـــــــــن جدارِ
فتروحنتُ مثلــــــــــــما فاهَ نحتٌ
قــــــــــــــائلاً للمُطِلِّ والمتواري
رُبَّ خيلٍ مـــــن الصخور وروحٍ
أبَواها مـــــــــــــن كومة الأحجارِ
يـــــا لروحي زُفَّتْ لروحك وَجْداً
كخزامى زُفَّتْ إلــــــــــــى جُلَّنارِ
جئتُ وحدي وجئتِ وحدي فـــآهٍ
يائسٌ ضمّ يائساً باحتكـــــــــــــارِ !
فاسبقيني لروضةٍ ليــــــس أشهى
مِــــــــــــــن مَداها تعلقاً بالشرار
واطلقيني على بلاديَ ســــــــهماً
خارقاً قلبها كرقصــــــــــــــة نارِ
فأنا أنت، والحريقُ كـــــــــــلانا
كـــــــــــيف هُمْ يُخمِدوننا بخِمارِ ؟
سأداوي ســــــــــنابلي من ضياءٍ
لم تَرُقْ ســـــــــــمعةٌ له ككناري
وكـــــــذا البحر لم يَرُقْ ليْ مُديراً
ســــــــــــاعةَ العَتم ظهرَهُ للمَحارِ
إنما راق ليْ المســــــــاءُ صعوداً
وهبوطاً ككوكبٍ فــــــي احتضارِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
برلين
مايس 2020
ـــــــــــ
من ديواني القادم ( أوقات من يواقيت )