التذكرة هي توكيد لما تكرر ذكره ومعالجته مرارا لأهميته واستعادة لمركز الاهتمام وضرورته بالمستوى الفني الموسيقي وبالمستوى الثقافي الوطني وهنا أخص بالذكر: الفرقة السيمفونية العراقية تلك التي كافح أعضاؤها طويلا ضد مختلف ما اعترضهم من ظروف قاسية وصلت حد تهديد حيواتهم لمجرد تمسكهم بمنجزهم الإبداعي موسيقا تعني السلم الأهلي فضاء وجماليات غنية بتمدن الذائقة وبحاضرة جذورها ممتدة في عمق التاريخ!
فرقة الأوركسترا السيمفونية الوطنية في العراق كانت (بدأت) في أربعينيات القرن العشرين ولم يتم الإعلان عن تأسيسها رسمياً إلا عام 1959 وهي (من) أقدم الفرق السمفونية في العالم العربي، تعرضت للإهمال طويلاً! مثلما أيضاً وبظروف لاحقة تعرضت (مكتبتها الموسيقية ومخازن آلاتها) لجرائم السطو والنهب سنة 2003.
ولكن الأنكى والأخطر أنَّ أعضاء الفرقة أنفسهم، تعرضوا للابتزاز والتهديد بكل أشكاله؛ وبين الخطف والتصفية الجسدية والاغتيال، اضطر عشرات منهم للهرب خارج البلاد!!
لكن الفرقة واصلت تحديات الظرف العراقي المضطرب واستمر عملها حيث رأسها ردحاً من الزمن المايسترو محمد أمين عزت. وأنجزت بعض برامجها وسط غابة المصاعب والأوصاب مع بعض جهود تحاولها وزارة الثقافة العراقية؛ لكن بجميع الأحوال ستبقى الأمور مرتبكة في ظل إهمال طاقات الوطن الموسيقية الموزعة بين المهاجِر وبظل عدم توافر الدعم الذي يرتقي لمستوى الأهمية التي تمثلها وطنيا إنسانيا وانتفاء الاستراتيجية الأنجع بالخصوص.
فهل سنجد التفاتة جدية مسؤولة كبرى بموازنات الثقافة الموسيقية ودائرتها وهل سنأتي بالمتخصصين من حملة الشهادات سواء (الأكاديمية أم الإبداعية) بجانب الخبرات الإبداعية من ثروة الفرقة، الصامدة، على الرغم من ظروف تحيط بها بقسوة!!؟
ولنتساءل بالمناسبة: ما آخر برامج الفرقة؛ المحلية منها والإقليمية والعالمية وهل تجد هذي الفرقة، فضاء يحمي اشتغالاتها ويدعمها بالمستوى الذي يليق بتاريخها!؟
أكتفي بهذا التساؤل وأتوجه بـ تحايا للمبدعات والمبدعين فيها ولكل من دافع عن الفرقة وأصر على متابعة الطريق؛ طريق دحر التخلف ومختلقيه والمزايدين من أصحاب العقول الظلامية المريضة.. تحية لمنجز الفرقة وسط طبول المتاعب والأوصاب، تتغلب بهارمونية جمالياتها على أصوات الشر ومنطق التجهيل..
تحية لقامات شامخة تسير بالفرقة بعزائم استثنائية
وقلائد التكريم والشهادة لأعضاء الفرقة وقياداتها الإبداعية باسم الشعب، المتمسك باستعادة تمدنه ومجد منجزاته فنيا جماليا إبداعيا