برنامج الحوار الأنيق
تعدّه وتقدمه الشاعرة والروائية التونسية
عفاف السمعلي
ضيف الحلقة
الشاعر العراقي الكبير الأستاذ خلف دلف الحديثي
الشاعر في سطور
1- ولد الشاعر في قضاء حديثة عام 1955 م أنهى مرحلة الدراسة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها .
2- خريج معهد إعداد المعلمين للعام الدراسي 1974- 1975 فرع التربية الرياضية .
3- دخل ميدانَ التعليم بتاريخ 26/4/1976 وما زال مستمرا فيه .
4- نشر أغلب شعره في مجلة الورود اللبنانية وجريدة العدل النجفية التي كانت تصدر آنذاك وقصيدة في جريدة
الثورة العراقية .
5- أكمل دراسة البكالوريوس في الكلية التربوية المفتوحة قسم التربية الإسلامية عام 2006/ 2007 .
6- كتب عنه الشاعر والأديب عبد المطلب حامد الراوي في كتاب شعراء معاصرون من الأنبار .
7- كتب عنه الشاعر الدكتور بهجت عبد الغفور في كتابه الموسوم ( حديثة النواعير ) .
8- كتب عنه كذلك المرحوم الشاعر عبد العزيز القديفي والصحفي عبد المهدي الفائق رحمهما الله وأسكنهما
فسيح جناته .
9- خلف دلف الحديثي حياته وشعره : رسالة ماجستير تقدم بها الطالب أياد عبد الكريم الجبوري إلى كلية
الآداب (قسم اللغة العربية وآدابها) في الجامعة الحرة بهولندا وحاز عليها درجة جيد جدا .
10- ومنذ الإحتلال الأمريكي وإلى الآن مازال مستمراً يكتب قصائده الثورية المنددة بالاحتلال وينشرها في
عدد من المنتديات الأدبية ، ومنشدا في المهرجانات الشعرية والأدبية التي تقام في مدينته وخارجها بكافة
محافظات القطر .
11- شارك في أغلب المهرجانات التي كانت تقيمها رابطة الشعراء الشباب في محافظات القطر كافة وحاز على
مراكز متقدمة فيها .
12- كتب عنه الكاتب والأديب طلال سالم الحديثي كتابا بعنوان (شلال الشعر) قراءة في شعر خلف دلف
الحديثي ..
13- إبداع شاعر ومطلع قصيد : دراسة للكاتبة والناقدة التونسية منجية بن صالح .
14- شارك في مهرجان المربد الشعري الثامن دورة مظفر النواب في 14/4/2011
15- يعد مجاميعه الشعرية الأخرى للطبع .
16- عضو الأمانة العامة لملتقى الإعلاميين والمثقفين العرب .
17- عضو أكاديمية المبدعين والمثقفين الدولية .
18- عضو الهيئة الإدارية للملتقى الريادي الثقافي للآداب والفنون في الرمادي .
19- عضو اللجنة التأسيسية لمنتدى الحديثة الثقافي .
20- مؤسس نادي حديثة الرياضي عام 1992.
21- عضو المفوضية العليا للسلام العالمي وحقوق الإنسان . 22- عضو منظمة حمورابي لحقوق الإنسان .
23- عضو إتحاد الأدباء والكتّاب العرب في دمشق .
24- عضو الإتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق .
25- نائب رئيس إتحاد الإدباء والكتّاب فرع الانبار .
26- رئيس رابطة الشعراء الشباب في محافظة الأنبار من عام 1992 ولغاية 1996.
27- شارك في مهرجان الجواهري الذي أقيم ببغداد بتاريخ 26/12/2013. 28- يقدم الشاعر محمد عبد
المجيد الصاوي رسالة ماجستير عن شعر الشاعر بعنوان ( الفكر والفن في شعر خلف الحديثي)
28- عضو البيت الثقافي العراقي التونسي.
29- عضو رابطة ادباء المرفأ الأخير.
بعيدا عن المباشرة والتقليديّة المعتادة بطرح الأسئلة على الضيف في مثل هذه اللقاءات نودّ أن نسافر وإياكم أعزائي القراء مع ضيفنا لهذه الحلقة إلى عوالم يصعب علينا وعليكم التعرف عليها من خلال ما نقرأ له من روائع شعريّة ملأت أرجاء عالم الأدب العربي في كافة بقاع الأرض
فنبدأ من حيث ما لم يبدأ الآخرون.
*قلّما نجد المرأة تتربع عرش الشعر بقصائد ضيفنا الكريم على الرغم من معرفتنا جميعا بأن المرأة هي الملهمة الأولى للشاعر
فهل هو الإحجام أم هو استبدال المرأة بالوطن أو الاستدلال به عليها؟
*_ في بداية الحديث ومستهله أتقدم بجزيل شكري وامتناني إلى القائمين والمشرفين على برنامج ( الحوار الأنيق ) وفق الله الجميع وسدّد الخطى لما فيه الخير لخدمة الأمة وصلاحها .
أقول للمرأة صوتها بداخلي ورسمها الذي لا يمحى ولا تقتلعه كل المؤثرات فهو الذي لا يمكن أن انفك منه وعنه ، المرأة هي الصديقة والحبيبة والأم والأخت والزوجة والبنت وهي فاكهة الوجود لأجل الوجود. هي الوطن بكل ما يحوي من تناقضات ، كانت أولا وستبقى لأنها المحفز الذي لا ينتهي تأثيره فكلما تقادم تجدد ، فانا لم أحجم أو استبدل لقد كتبت الكثير ونشرت القليل تغلغلت بمساحات واسعة من أحاسيسها فنسجت ما لم تستطع البوح به هي فكان ( شلال العبير) و(لا تقفي عند حدود القلب ) و ( ذاكرة الليل ) و ( أنا وأنت ولا ) و( وسائد الانتظار ..تحت الطبع ) إضافة لكثير من القصائد التي تخللت الدواوين ( شظايا الصدى المتكسر) و ( خطوات في دروب الرحيل) وأسوق مثالا من ديوان ( ذاكرة الليل):
أنا امرأة
أنا زهرةٌ في مَواني العبيرِ = أنادي إلى ظلّ قلبي الكسيرِ
وظلّي الذي ظلُّه عقـَّني = وَباعَ شبابي بزيفِ القشورِ
أنا همسةٌ في شفاهِ الكمانِ = ولحْنٌ كسيرٌ بثغْر السُّرورِ
ويُغرقُ ليلي نداءُ السرابِ = ورجْعُ الرُّعاةِ بوادي النشورِ
أنا مَرْأةٌ تكتوي لهفةً = وشوْقاَ إلى دِفءِ صَدْرٍ كبيرِ
فيا أنتَ يا زقزقاتِ اللقاءِ = أنا بعْضُ فيئِكَ عندَ الغديرِ
تعالَ وَخُذني لجُرْفِ الظنونِ = فلسْتُ مَلاكاً شَهيَّ المُرورِ
أنا مثلُكم يا زمانَ الجُنوحِ = أحُسُّ وأنتمْ ذئابُ الفُجُورِ
لماذا ونفسي صراعُ الحياةِ =وبي لهفةٌ واحتراقُ المصيرِ
لماذا ،لماذا وصوْتي اخِتناقٌ = هنا غيَّبوهُ دُعاةُ السّفورِ
أنا مَرْأةٌ عانقتْ ضَعفَها = ودمعي يُعانِقُ قلبَ الغرِيرِ
فقِفْ لحظةً يا زمانَ اللقاءِ = وخذني إليكَ بحضْنِ السَّريرِ
***
أنا الأنثى الأحلى من ديوان (ذاكرة الليل )
أقمْ فرضَ حبّي بروحيَ عندي
وأطلقْ بصدري جنونَ التحدّي
وهدهِد على شرفةِ الأمنياتِ
شظايا عروقٍ برغبةِ جَدّ
ونادمْ همومي بحقلِ السنينِ
فكنْ لي نعيماً وكنْ بوحَ وجدي
أنا روحُ أنثى سقيتً الحياة
بنُعمى الغرام وأنهر شهدِ
وعندي أنا من رحيقِ السماءِ
بما قد يفوقُ روائحَ خلدي
أنا صوتُ كلّ الجواري الحسانِ
فغيريَ لا لا يليقُ لبُردي
***
فالأحرى هو كاس الوطن ففيه نجدها ونجدها فيه فكلاهما وطن ومن خلالها نراه أو العكس هو ..
*العمود عند ضيفنا سيد الحكاية .فهل كانت له محاولات في التفعيلة
أو قصيدة النثر أو السرديّات لم تنشر له سابقا..أو أنّه تحفّظ عليها
بسبب معرفة الجميع بالتزامه العمود؟
_ أرى العمود الأساس ..ومن يتقنه ويمسك بزمامه يتمكن فقد امسك بكل فنون الشعر لي محاولات عديدة في شعر التفعيلة وقصيدة النثر ولم انشره بديوان إلا أنني عمدت أخيرا علة جمعه بديوان ( وسائد الانتظار ) المعد للطبع لولا سوء الأوضاع وما آلى إليه البلد وهذا مثال :
وسائد الإنتظار
روحي بنفسجةٌ
تصطكّ فيها عروقُ الحنينِ
وفمي حكايات تآكلها صدأُ الصمتِ
وشراييني دفقُ جنونٍ ضاعَ بلهفتها الخوفْ
قلبي إعصارُ الشهوةِ يقذفني
في ساحلِ ديدانِ الوقتِ
يتمرّغُ رملُ القهرِ
أغزلُ ألوانَ الأحرفِ كي ترسمَ ميلادَ الطيفْ
وعيوني كعجوزٍ تترقّبُ دربَ الأمسِ
تفتّشُ عن ظلٍّ يدركُ معنى الألفةِ
بين القلبِ وبين العنفْ
وأنا نبضي أعلنَ أنّي
سوف أقيلُ الروحَ من قانونِ الرعبِ
وسلطانِ الزيْفْ
ويدي فيّ تفتّش عنّي
عن صدفاتٍ كانت في أوْجِ الجذوةِ
تمنحُ أحلى ساعاتِ الوصفِ
في الليل وفي غيرِ الليلِ وفي كلّ فصولِ العامِ
أعلنتُ توقيفَ الخدمةِ
وإحالةِ قلبي عن ساحاتِ الزحفِ
سأنامُ وأبقى في حقلِ الذكرى
أحصدُ بعضَ سنابلِ شوقي
وأتذكّرُ حالاتِ الرجفْ
وحنينُ قنابلِ صدري
يتلوّى
يتشهّى قتلَ الوقتِ وتضييعِ الجسدِ
في عتمةِ سردابِ القمعِ
ليتفجّر تاريخُ العشقِ
لنحصدَ سنبلَ وقتي ونزرعَ فتيلَ القصْفْ
ليقرِّرَ ميلادَ اللحظةِ
كي تصطكّ كواكبُ الشهوةِ
ويلتمعَ بي جسدي البضُّ
وأغصانُ اللهفةِ تتكسّرُ في كفّ الليلِ
تدحرجُني في زاويةِ الشهقةِ
وحصى الرغبةِ يضحكُ منّي
ولدى قاعِ الروحِ يصيحُ الصيفْ
يتفقّدُ بي كسلَ الأنفاسِ
بصرخةِ كفّي حين تلامسُ جمرَ الإحساسِ
وبردَ الأقفالِ
وإليكَ أنا خلّعتُ شبابيكَ الإهمالِ
وفتَّحتُ الأبوابَ بلى كلّ الأبوابِ
لتدخلَ من أسمالِ الزمنِ المبتورِ
وسائدُ ظلي
لتجدني محشوّا بي مطرُ النعاسِ
في قبوِ النارِ يعدُّ سنابلَ صدري
كي تنبتَ وردا في جمرِ عروقِكْ
قلبي يشتاقُ ولا يشتاقُ
سواك يفتّقني بحريقِكْ
***
19/8/2012
وهذا مثال آخر
أوراق الذكريات
إمرأةٌ
تجلس عند قارعة القهر
تتوسد حجر الدمع
وتتدثر بلحاف الصمت
وتخالجها سكرات الريح
وتغافلها كلمات البوح
حتى تسكن سطر الجرح
لتكون نشيدا بفم الوجع مرسوما فيه وجه الأرق
امرأة ترقد في غرفة توقيف الحب
تشعل ورق الذكريات
لتغفو
وتقتل جرح الفراغ
***
*الوطن هاجسكم قبل معاناتكم من التهجير تحت وطأة ظروف الحرب في العراق ومازال كذلك..
فهل تجدون فيما تكتبون حلا لمشكلة أم تخليدا لتاريخ حقبة من الزمن لابدّ أن يرثها الجيل القادم؟
*_ كتبت الكثير للوطن في فترة الغزو الأمريكي للعراق منذ الأشهر الأولى بعد أن وطأت أقدامهم ثرى العراق الطاهر ووقفت منددا نشرت الكثير وقرأت الكثير فكانت أول قصيدة ألقيت في احتفال جماهيري كبير ( صمود الرجال وليل المجزرة) المنشورة في ديوان ( جراح بلا ساحل ) الذي صدر بسوريا عام (2009) وعلى ما أظن كان الديوان الأول الذي صدر منددا بالاحتلال وأذنابه الذين جاءوا على ظهر الدبابة الأمريكية فكانت هذه قصيدة اللعنة عليّ من قبل الغزاة والتي مطلعها يقول :
شعبٌ يباد وأمة تتمزقُ = ودمٌ بأرجاء السما يتدفّقُ
والحاكمون أرائك وردية = خمرٌ وجنسٌ بالدماء معتقُ
مستوزرون ولا قرار لحكمهم = القول ما قال السفيرُ يطبقُ
لا أظن الشعر في وقت التكنلوجيا الحديثة والتطور الحثيث لمختلف مجالات وميادين الحياة انه سيحل مشكلة تفاقمت وحلت ويلاتها بالوطن من الطائفية والذبح على الهوية واغتصاب الحقوق وسرقة أموال الشعب ونهب الثروات بحيث نام العراق على الحديدة .
لذا كان لزاما تخليد هذه الحقبة المريرة من الزمن في تاريخ العراق الأسود لتبقى درسا لمن سيأتي بعدنا ممن سيقرأ ويعرف ما جرى خلال الحقبة السوداء هذه فترثها الأجيال وتتعاطاها درسا لها ..
* يتهمك الكثيرون بالإطالة عند نظم القصيد …هناك من يعزي الأمر إلى حاجة الفكرة إلى إلى تلك الإطالة ويعدّه نوعا من القصور في إمكانية الاقتضاب واختزال الفكرة .
*وهناك من يعد الإطالة عندكم نوع من أنواع استعراض الحرفنة الكبيرة من اللغة والعروض والتمكن في نظم القصيد العمودي؟
فما رأيك بالرأيين ومن هو الأقرب للحقيقة؟
*_ نعم أنا من الشعراء الذين يطيلون ويسهبون في القصيدة حتى أن هناك من زملائي الشعراء من أطلق لقب (القصيدة الدلفية) ذاك زميلي الشاعر (ناجي إبراهيم) واعتز بهذا اللقب واحترمه لمكانة صاحبه عندي ، أنا لا اكتب القصيدة بل هي من تكتبني . ومتى ما انتهت انتهي وليس هذا عيبا ولا قصورا .. ولدي الكثير من المقطوعات التي احتفظ بها لدي ولا انشرها . وليس معنى هذا أني افتقر للايجاز . ولا اعد الإطالة استعراضا للحرفنة والموهبة وإنما عندما تكتمل الفكرة لدي حسب موضوعها تنتهي القصيدة .
سأعترف للمرة الأولى ولو أن بعض الأصدقاء يعرفون هذا إني لا اعرف من البحور الشعرية إلا أسماءها فقط ولا اعرف فن التقطيع الشعري أبدا . أي إني اكتب الشعر على السليقة والأذن الموسيقية وهذه موهبة من الله تعالى ..
*كيف لك أن تصف لنا الجانب الإنساني عند خلف دلف الحديثي ؟
من حيث العلاقة بالوطن ومن حيث علاقة الإنسان بالإنسان في ظل ما يحدث من اضطرابات اجتماعية وسياسية وعرقية في عالمنا؟
*_ الوطن علاقتي به منذ أن انطلقت مني الصرخة الأولى فأعلنت وجودي على ثراه .
أنا لست متعصبا لفئة ولا مذهب ولست متحزبا لأحد هاجسي الإنساني يغلب على كل أنواع التطرف البغيض الذي ما جنينا من جرائه إلا الشقاق والفرقة لذلك توثق إيماني بقوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم ….. وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) فخالق الإنسان مجد بحسن خلقه فكيف بي لا أديم روح الإنسانية مع أخي الإنسان ابن بلدي الذي تعايشنا معا وأكلنا ونمنا معا أيام حرب الثمانينات حتى جاء من أوقد الفرقة وأشعل فتيل الطائفية فعلي أن أكون إنسانا قبل أن أكون شاعرا وأوطد إنسانيتي بشاعريتي مع الجميع دون الالتفات إلى العنصرية ..
*هل يؤمن ضيفنا بالحداثة؟ وهل العمود الملتزم به في وقت الحداثة نوع من أنواع التطرف عند شاعرنا ؟
أم انه تعبير عن الوفاء للموروث ؟ أم انه حالة أخرى في خلد شاعرنا؟
*_ نعم أنا من المؤمنين بالحداثة واقرأ ما يقع بيدي من الكتب الحداثية والشعر الحداثي وعلاقاتي ممتدة على ساحة الوطن العربي مع الكثير من شعراء الحداثة وأتذوقه .. وليس معنى التزامي بالعمود في وقت انتشرت روح الشعر الحديث والقصيدة النثرية هو نوع من أنواع التطرف أجد في كتابة العمود متعة ولذة روحية وموسيقى تشبع الروح طربا . ثم إن العمود هو الأساس الحقيقي للشعر فمن تكمن منه لا يصعب عليه شعر التفعيلة أو شعر الحداثة .. فهو الوفاء للموروث واجده اقرب إلى الروح البشرية في دغدغة المشاعر من خلال موسيقاه ورنات القوافي ..
*بعد فقدان الأدب العربي بشكل عام والساحة العراقية الأدبية بشكل خاص لشاعرها الأول المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد هل من مرشح بعده لهذه المنزلة مع معرفتنا جميعا بأن الساحة الأدبية العراقية من السوح الولاّدة لكبار الأدباء؟
*_ الساحة العراقية ولادة ومنجبة للشعراء والان هناك الكثير من الزملاء الشعراء الكبار ولا ابخس حق احد ولكن سؤال يتبادر للذهن .. هل جاء قمة للشعر بعد الشاعر الكبير الجواهري .. وربما هذا نفسه لن يتكرر عبد الرزاق عبد الواحد ثانية .. ولكن كي لا يأخذنا اليأس والإحباط أقول الساحة العراقية ربما تخبئ الكثير وفيها الكثير وعسى من يبزغ فجره يعد شاعر القرنين ولا أرشح أحدا بعده ليكون القمة وهذا ليس من حقي ..
*نراك صديقا للجميع رغم الاختلاف بالرأي أحيانا مع البعضعلى العكس من عدد من الآخرين ..فما هو مبدأكم في إقامة علاقاتكم وما هو سرّ احتفاظكم بمحبة الجميع مع ما ذكرنا من وجود اختلافات بالرأي أو بوجهات النظر حتى في أمور جوهرية في بعض ألأحيان؟
*_ أسلفت في حديثي لدي مبدأ أساسي إني انظر للإنسان بقيمته الانسانية مهما اختلف شكله ولونه ومن أي امة كان أو طائفة ثم إني الأثير الجدل السياسي ولا الطائفي وابتعد عنه كثيرا كي لا تشق العصا وأساس الاختلاف في كل المجتمعات البشرية هو الاختلاف الفكري والمذهبي ابتعد كثيرا عن هذه الترهات كي لا تثار على أثرها المشاكل وتحدث الفرقة أحاول استيعاب الجميع بعقلانية الإنسان وروح الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو للتسامح والمحبة كما في كافة الأديان السماوية .. ثم هناك مبدأ حبّ لأخيك ما تحب لنفسك وهذه والله أجسدها بحق ليس ادعاءا ومبدأ المساعدة لدي مفتوح بابه وما أظن إني بخلت باستشارة أبدا .
***كلمة أخيرة لضيفنا الكريم نودّ أن نسمعها منه لأول مرّة هنا
لم يصرح بها سابقا ولم يعبر عنها شعرا.كلمة لمن يريد أن يقولها فلم تسنح له فرصة القول إلا هنا .
*_ أقول لكل إخوتي في أرجاء الوطن العربي أنا عربي مسلم وإيماني كبير بقوميتي العربية ودمي العربي إياكم والشتات والفرقة فان الشر فينا فعلينا الحذر منه وعلينا محاربته ونبذه ، وأقول لأهلي في العراق الجريح من شماله إلى جنوبه الله الله بالعراق الله الله ببعضنا الله الله بأنفسنا فإننا مهما اختلفت مذاهبنا وطوائفنا ومعتقداتنا فإننا أبناء بلد واحد وان لا ندع للسياسيين وجيران السوء مجالا لزرع الفتنة والبغضاء فإنهم والله يتعكزون على عصا الطائفية فتوحدوا يا أهلنا كي ننبذ الحثالات وهذه القمامات إلى خارج الحدود ..
*_ أود التنويه إني صدرت لي (15) خمسة عشر مجموعة شعرية ، وتحت الطبع ( ديوان وسائد الانتظار ) وأعكف علي تهيئة ديوان الآخر ( ضجيج الغربة ) للطبع .. والى إن تضع الأمور أوزارها إن شاء الله ومن الله التوفيق . وبارك الله بالجميع وحفظكم لحماية لحفظ اللغة العربية ..ودمتم …
*****
شكرنا وتقديرنا الجزيلين لضيفنا الكريم
الشاعر العراقي الكبيرالأستاذ خلف دلف الحديثي
مع تمنياتنا له بالتوفيق والتميّز الدائم
نلتقيكم أعزاءنا القراء في لقاء آخر مع علم من أعلام أدبنا العربي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت معكم من تونس
الشاعرة والروائية التونسية
عفاف السمعلي
.