برنامج الحوار الأنيق
تعدّه وتقدمه للقراء : الشاعرة والروائية التونسيّة عفاف السمعلي الأديب
الحلقة الثانية لسنة 2016
ضيف الحلقة : الشاعر الفلسطيني الكبير باسل البزراوي
*قبل أن نبدأ حوارنا مع ضيفنا الكريم الشاعر الفلسطيني الكبير باسل البزراوي لابدّ لنا أن من فسح المجال أمام قرائنا للتعرف عن كثب على سيرة حياة شاعرنا ونترك له أن يسطرها لنا لتكون تلك السيرة منطلقا مباركا لنا وللقارئ للولوج إلى عوالم شخصيّته التي أحبها جميع متابعيه وعشاق حرفه فأهلا ومرحبا به .
وُلِد الشاعر باسل محمد علي بزراوي في قرية “رابا” الواقعة على القمم الجبلية جنوب شرق محافظة جنين في فلسطين المحتلّة عام 1958م, لأسرة فلسطينية تعمل في الزراعة البدائيّة. تعلّم في مدرسة القرية حتى الصف الثالث الإعدادي” التاسع” ومن ثمّ أكمل دراسته في مدرسة قباطية الثانوية. التحق بالجامعة الأردنية عام 1976 ودرس اللغة العربيّة وآدابها لكنه لم يكمل دراسته فيها حيث اعتقلته قوّات الاحتلال الصهيوني عام 1979 بتهمة مقاومة الاحتلال, وبعد تحرّره من السجن لم يُسمح له بمغادرة الأرض المحتلّة لإكمال دراسته, لذا فقد التحق بجامعة بيرزيت وتخرّج فيها عام 1984. عمل الشاعر بعد تخرّجه في الجامعة دقّاقاً لحجارة البناء واستمرّ في عمله هذا عام 1994 حين تسّلمت السلطة الوطنية الفلسطينية وزارة التربية والتعليم فعمل معلّما للغة العربية في مدارس محافظة جنين وما زال على رأس عمله حتى الآن.
التحق الشاعر ببرنامج الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنيّة في نابلس, وحصل على ماجستير في اللغة العربية وآدابها عام 2007 , وبعدها عمل محاضراً غير متفرّغ في جامعة القدس المفتوحة لمدّة ثلاث سنوات.
مؤلفات الشاعر:
1- سميح القاسم: دراسة أدبية نقديّة في قصائده المحذوفة, رسالة ماجستير غير منشورة.
2- ملامح الغربة والحنين في الشعر الشعبي الفلسطيني, بحث في التراث الشعبي والأغنية الشعبية الفلسطينية , منشورات أوغاريت- رام الله عام 2001.
ونشر الشاعر دواوين شعريّة أيضاً, وهي:
1- أغنيات في الزمن المستعار عام 1986.
2- أقول لكم, عام 1992.
3- ترنيمات على أوتار الزمن منشورات المركز الفلسطيني للإعلام – جنين عام 2010.
4- قصائد , جمهورية مصر العربية عام 2011.
وقد اشترك الشاعر مع شعراء من جنين في مجموعتين شعريتين وهما:
1- نفحات من مرج ابن عامر.
2- أشرعة.
والشاعر عضو في اتحاد الكتاب الفلسطينيين منذ عام 1992.
**وبعد أن تعرفنا على على جوانب مهمة من سيرة الشاعر الضيف نبدأ على بركة الله تعالى بحوارنا الذي نأمل أن يكون أنيقا ونافعا. *فنسأل شاعرنا أولا عن مدى تأثير فلسطينيّته على تركيبة شخصيّته الأدبيّة وعلى ملامحها التي تشير الى الالتزام بالقضيّة وعن مدى تأثير انتمائه الفلسطيني على التزامه بعروبته وقضايا أمته وهذا ما تشهد عليه اغلب نصوصه الشعريّة ؟
لا شكّ إنّ فلسطينيّتي لها دور في تشكيل وعيي الوطني والاجتماعي والسياسي,كما أنّ لها أثرها الكبير في تشكيل تجربتي الشعورية التي ترجمتها لتجربتي الشعرية التي بين أيديكم , فقدعشتُ ظروفاً خاصّة كوني فلسطينيّاً- وضعتني في خط التماس مع العدوّ في المرحلة التي كنت أشقّ فيها طريقي مع الشعر, لقد اعتقلت عام 1979 وأنا في الحادية و العشرين من عمري وفي تلك السنة كنت في بداياتي الشعرية, فقد كتبت في السجن أكثر من ثلاثين قصيدة, وإذا كانت بدايتي مع الشعر خلف قضبان السجون وما نعانيه هناك من ظلم وقهر فكيف أحيد عن القضية الوطنية, وإذا كنت قد نشأتُ في ظل التعذيب في أقبية السجون فهل لي أن أنأى بنفسي عما يعانيه أبناء شعبي الفلسطيني وعما تعانيه جماهيرنا الفلسطينية ؟ لا يمكنني أن أتصوّر نفسي بعيداً عن القضية حتى أنني أحياناً أخجل أمام أي قصيدة لي خرجت عن هذا الإطار,,لقد كانت فلسطين وما زالت هي البوصلة التي توجّه مسيرتي ولا أستطيع الحياد عنها, مع أنني أجد المقدرة على الكتابة في موضوعات ومضامين أخرى.ففي غالبيّة شعري المنشور ألتزم بقضيتنا الفلسطينية ولا أبتعد عنها إلا حين أتناول بعض القضايا القومية العربية التي لا أجدها منفصلة عن القضية الفلسطينية .
أما عن التزامي بالقضايا العربية وقضايا الأمّة فلا أجد أنّ هناك فرقاً بين الفلسطيني وغيره من أبناء الأمّة العربية في مسألة الالتزام بقضايا العروبة وقضايا الأمّة, وإذا كان هناك من فرقٍ بين شاعرٍ وآخر وبين شخصٍ وآخر ربما يعود إلى عوامل ذاتيّة محضة ,لذا نجد تلك الفروق بين من ينتمون إلى الجنسية أو البيئة ذاتها, فلا ترتبط المسألة بالجنسيّة وإنما ترتبط بالظروف الموضوعية والذاتية للأديب. وهذه الظروف التي يعيشها الأديب تنعكس على إنتاجه وتتبدّى جليّةً فيما يكتب, فهناك من يغرقون في ذاتيّتهم ولا يتطرقون إلى ما عدا ذواتهم إلا لماماً سواء أكانوا من الفلسطينيين أو غيرهم. ولكن ربما يختلف الفلسطيني عن غيره في طبيعة معاناته , فمعاناة الشاعر العربي هي معاناة اجتماعية اقتصاديّة في مجملها وناتجة عن الصراع بين الفئات الاجتماعية المختلفة أو ربما تكون نتاجاً لأسباب سياسيّة مختلفة , بينما يعاني الشاعر الفلسطيني – فضلاً عن ذلك- معاناة مركبّة, فقد تعرّض وطنه لأبشع أنواع الاحتلال الاستيطاني الكولنيالي, وتشرّد كما تشرّد شعبه وعانى الغربة بأنواعها وتعرّض للسجن والاعتقال والقمع على أيدي الغرباء , وهنا لا بدّ له من أن يجد نفسه في خندق المواجهة مع المحتل الأجنبي الذي يستهدف وجوده القومي .هذا الأمر يشكّل بحد ذاته سبباً وجيها للاندغام بالعروبة والانصهار بها في نضاله وصراعه مع العدو القومي الذي يسعى لمحو ملامح شخصيته الوطنية والقوميّة.
فبالنسبة لي وجدتُ نفسي غريباً حتى في وطني حين أحسستُ بوجود الغرباء المحتلين الذين يفرضون وجودهم بالقوة على الواقع . ففي خضم الصراع اليومي مع المحتل, الاحتلال هو العدو القومي , لا بدّ لنا من البحث عن جذورنا العربيّة والذود عنها , فهناك علاقة جدليّة بين قضيتنا الوطنية وبين القضايا العربية المختلفة, فكل إنجاز على الساحة العربية هو مسمار يُدقّ في نعش المحتلّ, وكل إخفاق ما هو إلا خسارة جديدة لنا على الصعيد الفلسطيني, نحن نؤمن أننا جزء من الأمة العربية, نحن جزء من حركة التحرر العربية رغم ما تمرّ بها من انتكاسات وتراجعات ورغم ما أصابها من الترهل والضمور. من هنا جاء اهتمامي الشديد بكل قضايانا العربية من المحيط إلى الخليج سواء أكان اهتماماً سلبيّا أم ايجابيا فقد كتبت القصائد الكثيرة للعروبة وعن العروبة وعن قضاياها , كما كتبت كثيرا من القصائد التي أعرّض فيها بأولئك الذين يقفون في مواجهة القضايا العربية من حكام وغيرهم.
***على صعيد التعليم لابدّ لنا أن نقف عند موضوع مهم لشاعرنا الضيف **فنسأل عمّا أضاف العمل بالتعليم لضيفنا الكريم من إضافات ايجابيّة كانت أم سلبيّة على شخص الشاعر والأديب فيه.. وهل كان تأثير المدرس على الشاعر أبلغ من تأثير الشاعر على المدرس في تلك الشخصيّة ؟
الشاعر يتأثر بكل شيء كل شيء ترى له صدىً من نوعٍ معيّن على صفحة الذات الداخليّة للشاعر عملُه , علاقاته, تفاعله مع الواقع, ملامح حياته العامّة والخاصّة, لذا لا أعتقد أنّ هناك جفوة بين المعلم والشاعر في داخلي وبخاصّة أنني أعلّم اللغة العربيّة والأدب العربيّ والشعر جزءٌ أصيلٌ منه.
إنّ عملي كمعلّم له دور في الانفتاح على النصوص الأدبية المختلفة التي تتضمنها المناهج التي أدرّسها لتلاميذي وهذا له دور في إثراء اللغة والإبحار فيها كما أنه يعمل على صقل اللغة وتهذيبها وتشذيبها,كتبتُ ديوانين قبل أن أكون معلّماً والمشكلة أنني حاولت تشكيل المفردات فيهما وحين أحاول القراءة فيهما الآن أخجل من نفسي لأنني أجد المرفوع منصوباً حيناً والمجرور مرفوعاً مع أنني كنت حاصلاً على إجازة في اللغة العربية, وهذا الأمر لم يعد يتكرر في دواويني التي نشرتها بعد العمل معلّماً, طبعاً بفضل المعلّم.هناك قضية أخرى لا بدّ من الإشارة إليها وهي أنني كنت أستخدم ألفاظاً وتراكيب ربما تبدو غير مقبولة عند القرّاء لا من الناحية الدينية ولا الاجتماعية , وقد اختفت هذه الظاهرة فيما بعد ولم تعد موجودة.
المعلّم يقوم بعمل أشبه بالروتيني فالمنهاج هو ذاته, والأسلوب هو نفسه بينما الشاعر متطور متجدّد لذا فالشاعر عرضة للتأثر بالآخر.
****أما على الصعيد الأسريّ فمن الضروري أن نسلط الضوء على أمر نراه بغاية الأهمية ألا وهو الوريث الأدبي ***فهل تمكن شاعرنا الضيف ضمن نطاق اسرته خلق وريث أدبي له ولمسيرته الأدبيّة …فإن كان ذلك موجودا فليته قد سلط لنا الضوء على جوانب من شخصية هذا الوريث؟
قال لي والدي -رحمه الله- ذات يوم” إنّ الشعر لا يُطعمُ خبزاً وستعيش فقيراً” , ورغم ذلك تابعتُ مسيرتي مع الشعر وشققتُ طريقي معه غير آبهٍ بما يمكن أن يحمله إليَّ الشعرُ في المستقبل من مفاجآت, كنتُ وحيداً وما زلتُ وحيداً , كتبت قصائدي على الحجارة وكتبتهاعلى وُريقات وحملتها من مكان لآخر, حملت قصائدي أيها الإخوة في بطني حين خرجتُ من السجن عام 1980, ربّما تستغربون! نعم, ولكن حملتها في بطني على شكل كبسولات صغيرة لأنني خفتُ أن يصادرها الاحتلال وأنا خارج من المعتقل, كانت قصائدي ترافقني في الجامعة وفي العمل لكنّني لم أستطع أن أفرضها على أحد, لم أستطع أن أقنع بها أحداً, لذا لا تستغربوا إن قلتُ لكم أنها لا تجد صدى التأثير السحري في الأسرة إلى الحدّ الذي يغري بمحاولة التقليد أو السير في ذات الاتجاه, صحيح أنّ زوجتي “معلّمة اللغة العربيّة” تقرأ, وتشجّعني, وتقدّر ما أكتب لكنها في الأصل لا تحب الشعر , وهذا ما وجدته عند أبنائي فقد كان يجيبني بعضهم حين أطلب منه أن يدرس اللغة العربية في الجامعة , يقول هل تريدني أن أصير مثلك , أنت تقضي وقتك في الحصّة أعرب يا بنيّ, وقال الشاعر؟ نحن نكره الإعراب ولا نحب الشعر, وكنت آنذاك معلمهم في الثانوية,لذا رفضوا دراسة العربية إلا إحدى البنات فقد درستها عن رغبة ونجحت فيها نجاحاً باهراً وهي الآن في كليّة الدراسات العليا في مرحلة الماجستير, تحب الشعر وتروي بعض قصائدي ولكنها لا تكتبه. فكل منهم له اهتمامات مختلفة ولا تتلاءم مع الشعر , وربّما أنا المقصّر في هذه المسألة.
*****وليس لنا أن نمرّ مرور الكرام مع شاعرنا الضيف عن السياسة التي لا يمكن أن تكون بمنآى عن بناء الشخصيّة الأدبيّة لأيّ أديب عربي او عالمي لما للسياسة من تأثيرات بالغة على جميع جوانب الحياة .. ****فنسأل ضيفنا الكريم أن يحدثنا عن دور السياسة اجمالا وتأثيراتها على بنائه الأدبي من جانب والإنساني من جانب آخر. وأيّ تيار من التيّارات السيّاسيّة تمكن يأخذ الشاعر الضيف لمداره طيلة فترة حياته الى يومنا هذا ولماذا؟
السياسة هي كلّ حياتنا , السياسة لا تتخلّى عنّا ولا نتخلّى عنها في أي لحظة, رغم أنها توجع الرأس , منذ بداية شبابي تعرضتُ كما أسلفت للاعتقال بتهمة الانتماء لإحدى المنظمات الفلسطينيّة اليسارية, وهناك في المعتقل رغم القهر والظلم الواقع على المعتقلين الفلسطينيين إلا أنهم بإرادتهم الصلبة حوّلوا تلك المعتقلات إلى مدارس تخرّج منها كثير من قيادات الثورة الفلسطينية. ففي المعتقل تعلّمت ألفباء السياسة التي ما زالت تلازمني حتى هذه اللحظة وتركت بصماتها على حياتي الأدبية , وزاد اهتمامي بالسياسة والعمل بها في الجامعة , طبعاً لابدّ لي من الإشارة إلى أننا في الأرض المحتلّة لم نكن نتجرأ على البوح بحرف واحد حول الأوضاع السياسية في الشارع لأن العدو يتّبع سياسة تكميم الأفواه واعتقال النشطاء السياسيين, ولكن تجربة الاعتقال كان لها دور كبير في تصليب الإنسان وتقوية عزيمته وشحذ إرادته فلم يعد للخوف مكان في قلبه. فحين التحقت بالجامعة وجدت بيئةً في جامعة بيرزيت مماثلة لبيئة السجن, كانت الحركة الطلابية قد جعلت من بيرزيت شعلة نضالية كفاحية في وجه المحتل الغاصب , وكنا نعتزّ أيّما اعتزاز بإنجازات الحركة الطلابية التي تهدف بناء الشخصية الوطنية القادرة على مواجهة المحتل والعمل ضد المحتل, واقول بملء فمي أنّ جيلنا ما زال متمسّكاً بالمبادئ والقيم التي اكتسبناها في تلك المرحلة, كنّا في الجامعة نعلن مواقفنا السياسية بصراحة ونعمل على أساسها, فكأنّ بيئة الجامعة منفصلة عن الواقع, وربما يعود ذلك لكثرة الطلاب الذين لهم تجارب في المعتقلات الصهيونية,,وما أن اندلعت الانتفاضة المباركة عام 1987 حتى أخذت الفصائل الفلسطينية تعمل بشكل علني, وأخذ التمرّد الفلسطيني يتزايد , وكل هذه الظروف انعكست على الأدب والأدباء ومواقفهم وإنتاجهم.
وبالنسبة لي كان الوطن والقضية الوطنية أكبر من السياسة, فلم ألتزم سياسة معيّنة ولم أدع السياسة تتحكّم بإنتاجي الأدبي فأنا أجد نفسي منطلقاً من عقال السياسة لأن وطني وقضيّتي الوطنيّة أكبر من السياسة.رأيت بعض الشعراء الفلسطينيين اليساريين يركزون على الجوانب الحياتيّة الاجتماعية ويكتبون الشعر الحرّ “الحديث” من منطلق الالتزام بالواقعيّة الاشتراكية , ولم ألتزم بهم ولا بأساليبهم لأننا ما زلنا نعيش مرحلة تحرر وطني , فنحن نعاني من الاضطهاد القومي وليس الطبقي وإن وجد, لذا علينا أن نتخذَ الوطن بوصلة لنا, من هنا كتبت للوطن ونأيت عن كل ما يمكن أن يؤدي بي للانحراف عن وجهتي الوطنية, ومن هنا لجأت للشعر العمودي الذي يجسّد عروبة الشعر في دورانه في فلك التقاليد الفنية للقصيدة العربية.
******الكثير من متابعيك يعتبرونك من شعراء المقاومة الفلسطينيّة لما تتصف به اشعارك من صفات المقاومة والرفض للاحتلال البغيض .. *****فما هو قولكم بما يراه الآخرون فيكم ؟ وهل هناك ضوابط معيّنة غير ما ذكر لإطلاق صفة شاعر المقاومة على الشعراء الفلسطينيين الذين ينظمون قصائدهم رفضا ونضالا ضدّ المحتل ؟
مصطلح أدب المقاومة على الصعيد الفلسطيني ظهر في ستينيّات القرن الماضي على لسان الأديب الشهيد غسان كنفاني حيث أطلقه حينها على شعراء الداخل الفلسطيني في كتابه “أدب المقاومة” وتحديدا عام 1968, وأراهم يستحقون هذه التسمية بجدارة, نحن كتبنا وجئنا في مرحلة متأخرة وللحقيقة لم نجد من يهتم بنا لا من النقاد ولا من غيرهم. نحن انطلقنا في أشعارنا من منطلق رفض الاحتلال ومقاومته ورفض سياساته القمعية والتعسفية ضد شعبنا العظيم. ورغم ذلك لا أستطيع أن أصنّف شعري في هذه المسألة, لا أستطيع أن أصف شعري بالشعر المقاوم ولذا سأترك ذلك للنقاد ولمؤرخي الأدب العربي في فلسطين وللتاريخ. أما من يعتبرونني من شعراء المقاومة فهذا يسعدني ويشرّفني أن أكون من بين شعراء المقاومة لأن هذا الأمر هو ما يجب علينا أن نكون عليه في ظل ما نعانيه وتعانيه جماهير شعبنا الفلسطيني.
*******هل للمرأة دور في شعر ضيفنا الكريم …ونقصد هنا المرأة التي تمثل الحبية الملهمة ..فلقد غلب طابع الوطن السياسة على نصوصكم فإن كان للحبيبة الملهمة دور في عدد منها فقد غيّبه ما ذكر ؟ ليتكم قد اسعفتمونا ببعض ما كتبتم عنها هنا لو توفر.
نعم, الطابع الغالب على نصوصي الشعرية هو الطابع السياسي والوطني , ولكن هذا لا يعني أنّه لا يوجد هناك نصوص أخرى تتعلق بالمرأة, المرأة حاضرة في كل زمان ومكان ولذا لا تخلو أشعاري من قصائد غزليّة ولكنها قليلة. كتبت متغزّلا وكتبت للمرأة المناضلة وكتبت للمرأة الأم,,كتبت قصيدة دفاعاً عن المرأة بعنوان ” من هن”,.
مَنْ هنّ؟ هنّ الشذا والعِطرُ والأدبُ
وهنّ أمّك أو أمّي فلا عجَبُ
وهنّ أرقى الورى روحاً ومنزلةً
عند الكبارِ, وهنّ القطرُ واللهبُ
فكم سَهِرنَ وأيّامُ النوى عبرتْ
ونحنُ نلهو وما لفّ الرؤى النصَبُ
وكم تجافى لهنّ الدهرُ وامتطرتْ
سودُ المآقي دموعاً لُجُّها لَجِبُ
هنّ القواريرُ طهرُ الروحِ عابقة
شذا الغرام الذي رقّت له الحِقَبُ
فارفقْ بهنّ ستشتار الهوى عسلاً
ما رفّت العينُ أو ماست بها الهدُبُ
نثرْن طيبَ الهوى في خمرةٍ ثمِلتْ
بها الحياةُ ولَذّ الشرْبُ والعبَبُ
نهلنَ من زهرةِ القندولِ رقّتَها
فكُنّ نخلاً وفي أعبابِهِ الرطبُ
وكنّ صُبحاً أضاء الأفقَ وانتشرتْ
طيوبُهنّ فلجّ الشعرُ والخطبُ
ما الشعرُ فيهنّ إلا الحسنُ مُجتلباً
منهنّ, والحبُّ بالتحنانِ مجتلَبُ
والشعرُ فيهنّ يحلو حين تبرقُهُ
عيونُهنّ التي تزهو بها النقُبُ
ما أجملَ الشعرَ في عيني فاتنةٍ
بدَتْ “حديثَةُ” فيها أو بدتْ “حلَبُ”
لا الشمسُ تسطعُ ما افترّتْ مباسِمُها
عن العوارضِ بيضاً حين ترتضِبُ
هنّ الملائكُ أضفى اللهُ حكمتهُ
على وجوهٍ الغواني زانَها الأرَبُ
فهنّ أمضى من الأسيافِ تصقُلُها
أيدي هذيلَ إذا ” ما غاصت الركَبُ”
فلا تلومَنّ من صدّتْ ومنْ هجرَتْ
قلباً, وصانتْ حقوقاً ليس تُسْتَلَبُ
فحقُّها الذودُ عن كِبرٍ بهِ فخرَتْ
مدى الزمانِ فكانتْ دونَها السحُبُ
لا يصلُحُ الناسُ دون الغيدِ حالمةً
فالجسمُ يذوي إذا ما يتلفُ العصبُ
فكمْ حَلِمْنا بليلِ السهْدِ واختمرتْ
فينا الخيالاتُ حيرى هدّها التعَبُ
وسامَرَتنا طيوفٌ إذْ يجنُّ بنا
ليلٌ, ونخلو بها والقلبُ يرتعبُ
نهوى الظلامَ ليأتي الطيفُ في دَعَةٍ
يُدغدِغُ الروحَ إنْ أغرى بها الصبَبُ
يا بنتَ حوّاءَ كوني كالفضاءِ وما
تستسلِمينَ لشعرٍ بعضُهُ الكذِبُ
فأنتِ نبعُ الهوى القدْسِيّ مربُعُهُ
حلٌّ عليكِ, حرامٌ لي كما رَجَبُ
وكتبت قصيدة غزليّة تحمل العنوان ذاته ” قصيدة غزلية”.
كتبت من الهوى آيات عشقي
إلى السمراء ما عشقت كتابي
أحبّ الدلَّ في عينيك يصبي
وفي خمر الجواب على الجواب
أحبّ الشالَ حتى الشالَ يروي
حنيني والجوى حلوَ الشرابِ
أحبُّ عباءةَ السمراءِ حُبّي
لسمرائي ويُغريني التصابي
تصابت لي العباءةُ حين رفّت
رفيفَ الفجرِ في اليوم الضبابي
أحبُّ مِنَ البناتِ ” ندى” لأني
عشقتُ الشَّعرَ ورديَّ الذؤابِ
فلي حبٌّ بها قد ضاعَ عمري
إذا ما ضاع حبي كالسرابِ
جلستُ فأجلسَتْ ظبياً أمامي
كمريمَ زيّنتْ آيَ الكتابِ
لها وجهٌ كأنَّ البدرَ منهُ
أطلَّ على الحبيبِ مِنَ النقابِ
فلسطينيةُ العينينِ تبدو
بدلِّ عيونها نارُ العذاب
فلسطينيتي السمراء أوهت
فؤاداً في ربوعِ الجيدِ صابي
ألا تدرينَ حينَ مَسَسْتِ قلبي
فقدتُ ببنتِ “أحلامي” صوابي
تهيمُ على دياركِ بعضُ روحي
وجسمي يضمحلُّ بأرضِ رابي
إذا أحببتُ أحببتُ السواقي
على الشفتينِ حاليةَ الرِّضابِ
وأحببتُ العيونَ وقد تراءى
سوادُ الليلِ من تحتِ الهدابِ
وأحببتُ الذوائبَ مائساتٍ
على صدري بحلمي واغترابي
أسائلُ نفسيَ الولهى إذا ما
تَذكّرُ من جمالكِ ما غرا بي
فلا واللهِ ما ذكرتْ بسرٍّ
ولا عَلنٍ مفاتنكِ الخوابي
وما ولجَ الخيالُ ِلما تخفّى
عن العينينِ عاجيَّ القبابِ
ولستُ مُحلّلاً ما صان ربّي
مِن الحُرماتِ في طهرِ العِرابِ
أقدس من مغاني الصدر ورداً
سقاهُ الغيثَ مُنهلّ السحابِ
أرى فيه الأزاهر فاتناتٍ
يشفُّ أريجَها عطرُ النقابِ
أقدِّسُ ما استكنَّ من المغاني
توشّيها القداسةُ في الثيابِ
وإن شجَت المفاتنُ شوق قلبي
أهدهدُهُ بناركِ وارتعابي
فإني قد عشقتُ “ندى” وفيها
أقيمُ على جراحاتي الرّغاب
عشقتُ سمارَها وأودُّ أني
عميٌّ عن هوى السّمرِ الكِعابِ
أودُّ بأنني قد كنتُ صخراً
بلا قلبٍ يذوبُ مع الغيابِ
سأحفرُ وجهَكِ العربيَّ فجراً
بأوردتي وشرياني المُصابِ
سأحفر روحَك السمراء وشماً
بقلبي في أمانيَّ الغضاب
********احتلال بغداد ولا نقول سقوطها كان ومازال غصة عربيّة بحلقوم كلّ عربيّ شريف . وخاصة أدباء هذه الأمة من أشرافها ونبلائها ..ماذا يمثل ذلك اليوم وهذا الحدث لضيفنا الكريم كإنسان عربي عروبي وكشاعر قضيّة ومبدأ ؟
احتلال بغداد لم يكن حدثاً بسيطاً, إنّه سقوط للكرامة العربيّة التي مثّلتها بغداد ومثّلها العراق بنظامه وجيشه وشعبه, العراق دولة عربية ذات سيادة , دولة كانت تمثل قوّة عربية ضاربة وتمثل عمقاً استراتيجيّا لثورتنا الفلسطينية , كان احتلال بغداد امتهانا لكرامتنا العربية وتحطيما لإرادتنا القومية , تعرّض العراق للغزو الأمريكي ومعه كل أذناب أمريكا عرباً وغربيين, لماذا؟ هل بسبب ما يمتلكه العراق من أسلحة دمار شامل كما تدّعي أمريكا وحلفاؤها؟ طبعا لا. كنّا نعي وندرك أن ما يتعرّض له العراق كان بسبب مواقفه الوطنية والقومية المعادية للقوى الامبريالية والكيان الصهيوني والقوى الرجعية العربية التي تحرس مصالح الغرب في المنطقة العربية, احتلال بغداد هو حلقة من حلقات مشروع كبير يستهدف الوطن العربي للسيطرة على مقدّراته والهيمنة عليه ,من هنا نبع موقفي مما تعرّضت له بغداد, فكتبت لبغداد الحبيبة:
يا عينُ بكّي على بغدادَ وانتحبي
فقد شجاني الجوى في صدرها التّرِبِ
أبكيكِ بغدادُ أبكي من جراح غدٍ
تلوح في الليل من صفوانَ للنّقب
أبكيك بغدادُ أبكي الصبح من ألمٍ
فذي ابتسامة ثغر الصبح لم تَؤُبِ
أبكي الرّياح فما في الريح من خبرٍ
يهذي إليّ بما في القلب من سغب
أظل في الأفق آمالٌ تعلّلنا
والرِّجسُ يجثم في الصحراء و الكُثب
أبكيك بغدادُ أبكي العُرْبَ قاطبة
أبكي العواصم في تاريخها الجَدِب
أبكي الطوائف والأزلام من وجعٍ
أبكي الزّعاماتِ في الأوكار و الرُّتب
هاموا بليل الأمِركانيّ وانطلقوا
في موكب الخزي نهّاباً وذا شغب
جسّوا وجاسوا خلال الدارواتخذوا
خازوق عار من الفولاذ لا الخشب
واستضحكوا الكل حتى قاء بعضُهم
ودنّس الارض فيما قاء من خطب
ما كنت أعلم أن يأتي الغزاةُ بمن
يقود شعبا عريق الاصل والحسب
شعب العراق تقدم فالذرى فزِعت
فلا الزبيديُّ يحميها ولا الجلبي
فمن يخون دماء العُرْبِ قد برئت
منه الشعوب طَوال الدهر والحقب
ولن يكون رئيس القوم راوية
يجتر ما قاءه الاوغاد في ريب
ولا يكون حراميّا ومجتلبا
مع الصواريخ والأرتال والرُّعب
فمن أراد العلا يمشي له بطلا
ولا يزيّن وجه القوم بالقصب
ومن يلاق ِالرياح الهوج عاصفة
أحقُّ ممّن يُغّذ الخطو بالهرب
إني أشُكُّ ببعض القوم إذ ولجوا
باب العروبة من مصراعها الخَرِب
يا سادة الليل لو تبكون أنفسكم
أحقّ من أن تبيتوا الليل في لَعِب
لو تحفرون قبورا تأنسون بها
أحياء َكانت لكم سترا من العتب
والله إن قبوراً تختفون بها
خيرٌ من الجلد نَكّاءٍ من الجرب
فلو تموتون يا سادات أوقظكم
على صراخ قصيد لاهث لجب
إذ رب بيت على أجداثكم ذهبت
ذكراه في الناس مثل النار في الحطب
أما تذودون عن أرواحكم كذبا
قداّم شعري وما في الشعر من كذب
يا صاغرين أمام الشعر لا تقفوا
فلن تنالوا سوى التوبيخ من أدبي
فاستحكموا بل ولوذوا في وجاركم
إنّ الوِجار لكم خير من القبب
فتسترون به سوءاتكم وبه
نحمي الشعوب من الزهري والكلب
واستبدلوا الجلد يوميّا ليحملكم
شوق حميم لأمريكا مع السحب
يغيّر الله أحوال الورى أبَداً
فيما تغير أمريكا دم العرب
فلا تعدوا ، ولا تغزوا ،هنوا وإذا
نادى المنادي فصونوا النحر بالُّنقب
ناموا فبالنوم أحلا م تراودكم
بلا جنين بلا بغداد او حلب
عذتم ببوش وما عذتم بربكم
يا للمهانة يا للخزي والثلب
هل آية الله في الفتوى ستقعدنا
عن الجهاد وهل في الدين من عيب
حاشا الشريعة والقرآن ما رسموا
من قلب دبابة غربية النسب
أتدّعون على الإسلام مابرئت
منه الأحاديثُ والقرآنُ في الكتب
وتشربون الدم العربي في نَهَم
وتطفئون الصبايا الغيد من صبب
وتسكرون مع الأعداء في وله
تبّت يداكم وتَبّوا يا بني لهب
وتفترون على الأحرار من عفنٍ
تقيئه النفس في زهو وفي طرب
مَنْ مدّ أنفا لأمريكا ستجدعه
فيتفل الناس فوق الأنف والشّنَب
فانظر عباءاتهم في الأفق لامعة
وقد بدا تحتها شيءٌ من الذنب
إنّي رأ يت عباءاتٍ مجو قلةً
مع العلوج بلون النفط والذهب
والله إنّا نعيش الآن مهزلة
كبرى وليس لنا منها سوى النّصب
فسل تجيبك بالتغريب عاصمةٌ
يغوص في الوحل ساقاها إلى الرُّكب
واسأل تجيبك ساساتٌ وأغربة
اذهب وقاتل فقد شبنا من التعب
يا قابعين على أبراجكم وطئت
أعناقكم قدمي في الوجه والعقب
أتقبعون بوكر الغرب في مرح
وتتركون بلاد العرب في النوب
وتقتلون العراقيين من هَوَسٍ
وتمرغون صروح المجد بالتُّرَب
تتاجرون بأعراض لكم سلفت
وتعرضون الصبايا البيض للطلب
فيا عروبة قُدّي الثوب مجهشة
وابك السلاطين من باغٍ ومغتصب
باعوا فلسطين با لدولار واشتعلوا
غيظا علينا وذلا في حمى الجنب
ولاذ بالصمت كلٌّ وانتشى ثملا
في خدر أنثاه أعلاج بلا نسب
*********العرب المحبون للعراق متهمون بأنّهم لا يحبون العراق من اجل العراق…فهناك الكثير ممن يتهمهم بأنّهم يحبون العراق لحبهم للرئيس صدام حسين الذي كان يدعمهم بالأموال وبالمواقف . ومالا أن انتهى عهده حتى انقلبوا على العراق وصاروا ل ايذكرون منه الا مايذكرونه عن الرئيس صدام حسين. ما رأيكم بهذا الاتهام ؟
لا أستطيع أن أنطق باسم الآخرين من العرب ولا أستطيع الإجابة عنهم, ولكن بالنسبة لي كان العراق يمثل عمقا استراتيجيا لثورتنا الفلسطينية وداعما حقيقيا لنضالنا المشروع ضد الاحتلال, وكان العراق بنظامه الوطني حلقة من حلقات جبهة الرفض العربية للمشاريع الصهيونية والأمريكية في المنطقة العربية, وبناء على ذلك تشكّل موقفي من العراق. وقد تجذّر ذلك الموقف وتصلّب بُعيد عام 1991 حينما تعرض العراق للعدوان الامبريالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية, صحيح أنّ الموقف ارتبط إلى حدّ بعيد بالقائد العربي صدام حسين ومواقفه من القضية الفلسطينية ودعمه لها, فقد كان عربيّاً حقيقياً لا يذعن لأمريكا ويعلن بأعلى صوته عن عدائه لأمريكا التي هي رأس الحربة في عدائها للشعوب , وأنا في الحقيقة أحدّد موقفي دائما على أساس العلاقة بقضيتنا والموقف منها,وعلى أساس رفض الهيمنة الأمريكية ” البعبع” الذي يرهب الأنظمة العربية,هكذا وجدنا القائد العربي صدام حسين يرفض الذل والخنوع , فلماذا لا نتأثر بموقفه وخاصة حين ترجم هذا الموقف أفعالا عندما قصف الكيان الصهيوني.
أما من حيث الدعم المالي فلم أحلم ذات يوم بأن أبيع أشعاري لأحد مهما كان, لا أمتدح القادة والزعماء ولا أتزلّف لهم,غلطتُ ذات مرّة حين همّت أمريكا باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير, وكتبت قصيدة مدافعاً عنه وأحسّ الآن بأنني أخطأت لأن مواقفه تغيّرت بشكل كبير,, المهم أنّ علاقتي بالعراق وحبي له لا ولم يرتبط بالدعم المالي لأنني وقفت مع العراق وكتبت للعراق في مرحلة كان فيها العراق يعاني من المقاطعة , كما إنني كتبت للعراق ولبغداد وللقائد العربي صدام حسين بعد احتلال بغداد ,كتبت للعراق بعد أن دخل الغزو الأمريكي أحياء بغداد,, فلم يرتبط موقفي لا بالمال ولا بغيره وإنما كان تعبيراً عن مبدأ,وما زلت حتى اللحظة أؤمن بما كتبته آنذاك, أتذكر كتبت قصائد للعراق بعد 1991ونشرت إحداها في ديوان أقول لكم.
**********كلمة أحببت يوما أن تقولها لأحد ما ولم تسعفك الظروف ..أو لم يتح لك أن تقولها سابقا هل لك أن تقولها هنا …لمن تريد أن تقول مالم تقله سابقا … وماذا تريد أن تقول؟
أتمنى أن يتغير حال العرب عما هو عليه الآن, لأن حالنا لا يسرّ صديقاً بل يسرّ أعداء العرب الذي يتقهقهون سرّا وعلانية على ما آل إيه حالنا, والمشكلة أننا صنعنا الواقع بأيدينا وبدمنا ووبجهودنا لأننا لم نستطع أن نحدّد ماهيّة الأخطار التي تحدق بنا, ولم نستطع التمييز بين أعدائنا المتربصين بنا وبين أصدقائنا,الحال العربي المعاصر انعكس على الثقافة بشكل عام والشعر بشكل خاص,حيث تعرّض شعرنا العربي لهجوم شرس على أيدي أبناء جلدتنا الذين حاربوا القصيدة القديمة وأخذا يشرّعون ما نقلوه عن الغرب, أتمنى أن نحافظ على تراثنا فمن لا ماضي له لا حاضر ولا مسقبل له.
ختاما ..شكرنا وتقديرنا لضيفنا الشاعر الفلسطيني الكبير باسل البزراوي
على أمل أن نلتقي به في حوارات أخرى
وللقراء منّي تحيّة حب وتقدير
إلى اللقاء مع علم آخر من أعلام أدبنا العربي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عفاف السمعلي الأديب
برنامج الحوار الأنيق
11-1-2016