بئر الشيخ
للشاعر المولدافي : أندريه لوبان
ترجمة : حامد خضير الشمري
يتذكر كبار السن كم كان فقيراً
وقد قضى نصف حياته متنقلاً بين التلال والوديان
حتى عاد إلى موطنه
لأن الشيخوخة داهمته فحفر ذلك البئر
بوسعي أن أتصور ذلك الزمن الغابر
لقد عمل في المنحدر حيث الماء أندر من الذهب
وهو يحفر الأرض وقد تصلبت يداه
وكان هرِماً محدودب الظهر
وانكب يزيل طبقات التربة الحجرية واحدة بعد الأخرى
وأشرقت الشمس مراراً وغربت
ولم يكن يترك معوله
حتى يبتل بماء النبع الصافي
قوية كانت دعامة البئر التي بناها في شيخوخته
ولم يعرف أحد ماذا فعل فيما بعد
ربما كان بوسع الشيوخ ( الموتى الآن ) أن يبوحوا بذلك
ويبقى البئر لكن الشيخ ( باخوم ) قد رحل منذ أمد بعيد
يختفي الناس والأعوام في الماضي
وقد تغير الكثير حول القرية التي سماها باخوم الوطن
لكن القوم اليوم يشربون الماء البارد
عند عودتهم من الحقول ويشكرون الشيخ
وتمتلئ الطرق العامة بمكائن لم يسمع بها أحد من قبل
والتي لم يحلم الشيخ بأمثالها في عصره
وغالباً ما تقف عند حافة البئر
وهي تطفئ لهب صدورها التي أحرقها العمل
ولا تحصى أعداد المارة
والمشاة والمسافرين الذين اكتسبوا
قوة جديدة من البئر التي بناها ذلك الشيخ
فلم يكن عمله عبثاً بالتأكيد
ولا أحد منهم يعرفه من كان
إنهم يتكلمون عن بئر باخوم وثمرة عمله
كما يتكلمون عن التلال التي تمور بالشعير
أو رذاذ الصيف الدافئ الذي يغذي القمح .