الى أن أذهب اليكِ
ـ أسماء محمد مصطفى
(الى روح ابنتي الباسلة ، المُلهمة ، الفنانة سماء الأمير في عالمها الأجمل من عالمنا)
تعالي اليّ خصلة شمس من وراء غيمات الشوق .. فقد تساقط من رأسي عشبٌ كثير .. ولم يعد في حقل العقل سوى فزاعة تحمي سنابل الذكريات من مناقير النسيان .
ثمة صندوق ذكرى زرعته قربها.. فتحته للمدى الماطر ، كي تتصاعد صورك منه شموساً .. فإن صادفك حصان قوس قزح ، امتطيه وتعالي ، حيث ستكون الفراشات في استقبالك ، فأنا هنا أقيم حفل ولادتك السماوية وسط أناشيد الحقول وأصوات المزامير وأنوار الشموع ودخان البخور ..
تعالي ، اضيفي مزيدا من اللمعان لكريستال الشمعدان ، ولوني فصوص المبخرة ، وانثري حلوى اللقاء على صينية الوداع .
انثري على وجه الفزاعة ماء وردك .. تستنشق عبيرَه روحي وسط صمت الحقل ، كي تثقل السنابل برزق وفير ..
في هذا الحقل ، ينمو ، بحضورك ، كل شيء تحبين .. أشجارٌ أغصانها شعر طويل منسدل ، وأثمار حين تهبط على الأرض ناضجة تخرج منها أجمل الفساتين ، وشتلات من طلاء الأظافر ونمنمات البنات .. بتلات من قلائد وأساور وخواتم وأقراط ، لا أسقيها ماءً ، بل عطرك الذي تركته في خزانة الحياة .. هنا ، مثلما نزرع صناديق الذكريات ، تنبت أقلام التلوين بين غرسات الكراسات و(الباليتات) ، وتتدلى من أشجار الخيال عناقيد (الأكريليك) بكل الألوان ، حين تحضرين .
هنا يمكنك أن تراقصي فرشاة القلب فوق (كانفاس) الحب ، كما تشاء أناملك العازفة على (باليت) الألوان .. يمكنك أيضا أن ترسمي حنيني لوحة في وقت الحصاد ..
تعالي ، اعبري جغرافيات الأكوان .. وافتحي نافذة لامرئية بين أثيري المألوف وأثيرك المذهل ، انفذي عبر جدارية سلام في معرض كونك ، حيث جمهورك من ملائكة وقديسين وشهداء وسنابل ملأى ببذار الحياة .. فمعركتك مع المرض انتهت بانتصارك ، وأصبحت الأوجاع عندك نسياً منسيا ، فيالها من معركة غير مسبوقة ، لم يمت فيها أبرياء .. لذا ، فإنّ هذا الحفل احتفاء بانتصار الروح على وجع الجسد ، فتعالي بأجنحة العافية .. يمكنك إحضار أصدقائك العصافير ، مهما كان عددهم ، لدينا هذه السنة قمحٌ من روحك ، كثير .
تعالي .. تلألئي قمراً في ليل اللافراق بعد انتهاء مراسم الحفل السماوي والمعرض الكوني .. ونامي في حضن حبي .. امكثي في حلمي ، ثمة وردة بها حاجة الى شمسك عند الصباح .. لاتغادري وسادة قلبي .. ففيها من ريش الملائكة الكثير ، يتناثر فرحاً في حقل رأسي الذي يزهر ، حين تأتين .