لم اجد اي مبرر للاحتفال اليوم , فنحن نقف والحزن قد خيم على أجواء المناسبة
طوال 18 سنة لم يتحرك المشرعون نحو تحسين أوضاع النساء في العراق من خلال
إقرار قوانين تحميهم من العنف والقتل والاغتصاب . فنجد اخبار قتل النساء تتصدر
العناوين ولا نرى بالمقابل اي تحرك قضائي نحو معاقبة الجناة أو اي تحرك قضائي نحو مرتكبي تلك الجرائم وكأن أرواح النساء ليست ذات قيمة تذكر . فنجد ان القوانين لا تحمي النساء بأي شكل . لا بل هنالك حزمة من القوانين المخجلة التي تسمح بقتل وتعنيف النساء . وتتهاون مع الجناة فتخالف بذلك الدستور العراقي لسنة 2005 المادة 14 منه والتي تنص على
العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي .فأين تلك المساواة والنساء فقط من تحاسب وتقتل . أين تلك المساواة والقانون يتعامل مع المرأة كأنها ناقصة فيجب ان يكون لها دوما ولي من أحد ذكور العائلة حتى وان كان طفل لمجرد انه
ذكر يجعل له حق الولاية والقوامة على المرأة حتى وان بلغت السبعين من العمر .
فكيف احتفل اليوم ومرارة مشاهد قتل النساء تسيطر على خيالي وصور الوجوه الحزينة تخيم على المشهد . كيف استطيع تبادل التهاني وانا متأكدة انه في هذه اللحظة بالذات ملايين نساء بلدي تذبح الف مره تحت موافقة القانون والمجتمع . الم ينتهي زمن الجواري ؟ الم تنتهي العبودية ؟
كيف استطيع ان اعيش سعادة هذا اليوم وأنا اقرأ آلاف من الرسائل التي تصل الي الان
انقذيني , ساعديني , سوف اقتل , انا خائفة , لااريد الاستمرار بهذه الحياة .
هذه العبارات التي ابدأ بها يومي وانهي بها يومي وانا اقف حائرة كيف اساعدكن
والقانون يقف ضدكن ؟. كيف اساعدكن وخطاب الكراهية فوق المنابر يحرض على قتلكن ؟ .
كيف اساعدكن وانا مكبلة بهذه الأعراف الاجتماعية ؟. كيف اساعدكن والمحاكم اغلقت ابوابها في وجهي وسد المشرعون اذانهم عن ندائي ؟ لم يعد امامي سوى طريق واحد سوف نسير به جنبا الى جنب
ادعوكم يانساء العراق الى ثورة نسوية حقيقية ثورة للمطالبة بالمساواة والعدالة الاجتماعية.
ثورة ضد ظلم القوانين والتشريعات البالية .
وسوف لن نسمح بأسكات اصواتنا اكثر ولن نسمح بتكميم افواهنا . ثورة لتغيير واقع المرأة العراقية وليسجل التاريخ ان هذا اليوم هو اول يوم في مسيرة التحرر من العبودية