عباس داخل حسن
في أيام الانتخابات البرلمانية للدورة الحالية حدثني صديق عن مرشح انتخابي أصبح كامل العضوية والاهلية البرلمانية بعد ان جمع ثلاثة الاف صوت من ابناء عشيرته والمنطقة التي يأم جامعها في جنوب العراق الفدرالي . وبتعويض من الله وحزبه وبعد قرعة المنافسه تم ترشيحه للبرلمان وصعد على سلالم المجد البرلماني شانه شان حبايب الكوتة البرلمانية .
وبعد شهر من أدائه اليمن الدستورية سقطت المنطقة والجيران في شبكة التفتيش والتضييق على اهل المنطقة من حمايته (عشيرته) التي رابطت ليل نهار في بيته الذي يزوره أحيانا و تم نصب مولدة كهربائية (خرساء صماء) تكفي لتزويدة المنطقة باكملها بالكهرباء ، تعمل ليل نهار للخدم والحاشية من حديثي النعمة في مقر اقامته الاصلي والذي اصبح بديلا بعد ان انتقل للبرلمان في بغداد الجد والهزل . ولايستطيع احد ان يسال هذا البرلماني في غضون شهر عن موكبه الرئاسي من مشي على الاقدام او سيارة اجرة من نوع (فولكا) باحسن الاحوال لاحد مريديه الى رتل من سيارات الدفع الرباعي . من اين كل هذا بين ليلة وضحاها ؟ .
وطيلة سنتين من عمر البرلمان لم اشاهد هذا السيناتورالعراقي في مقابلة متلفزة او غيرها من وسائل الاعلام لنتعرف رايه بمايدور من مصائب ومحن على الشعب العراقي وتسونامي الخلافات السياسية وسحب الثقة الغير موجودة اصلا بين فرقاء العملية (التقاسمية) . ولينورنا من افكاره وأرائه بمايدور في البرلمان من تخبط وفشل ولم نشاهده خلال مداخلات البرلمان ومناقشات سن التشريعات والقوانين او الاستجوابات على قلتها لان البلد ماشي عال العال والحكومة بدات البناء والاعمار بتقنيات النونو وبدات تصدر ديمقراطية وكهرباء فائضة عن الحاجة لدول الجوار وتساعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حل المشاكل العالقة بينها وبين كوريا الشمالية وايران والحد من الرؤس النووية الاسرائيلية
وسالت صديقنا عن جاره الشيخ السيناتور .
ما الخطب مع صاحبنا السيناتور لم ينبس ببنت شفة وكانه خارج الزمان والمكان .
فقال انه مشغول في دراسة الفقه ووقته لايسمح له بذلك حسب ماينقل عنه .
وظاهرة التحاق البرلمانيين بالدراسة الجامعية او الدراسات العليا بعد فوزهم بمقعد برلماني اصبحت معروفة واستغلال المنصب والحصول على شهادات بمختلف الاختصاصات وكيف يوفق هؤلاء البرلمانيون بين الدراسة والمهام البرلمانية في هذا الظرف العصيب من تاريخ العراق وان كان حقهم مكفول بالدراسة والتحصيل العلمي لكن ليس باستغلال الوظيفة من اجل الحصول على شهادات والغش بالامتحانات كما حصل مع نائبين في اخر فضيحة من فضائح البرلمان العراقي . هذا ما كشف عنه وماخفي كان اعظم من تسيب وعدم حضور واستغلال المنصب والمخصصات والعلاج خارج القطرعلى نفقة الدولة وغيرها لايعد ولايحصى من امتيازات دون وجه حق ولا قانونية نهبوا كل ماهو متاح لهم دون وازع ضمير او مخافة من الله اومحاسبة من قضاء .
ان هذا الشيخ البرلماني يمثل عينة وشريحة من البرلمان . كان جل اهتمامهم هو تثقيف العوام في مسائل الحيظ والجنابة وهل استخدام الفياغرا حلال أم حرام الى اخر المسائل المستحدثة في جواز مشاهدة المسلسلات التركية ووجوب محاربة الايمو .
يبدو ان السيناتور عمل بنصحية ذهبية واتخذ السكوت طريقا آمنا بعيدا عن تصريحات الببغاوات من زملائه . فاذا كان الكلام من فضة فلسكوت من ذهب . صمت شيخنا السيناتور وترك الفئة الاخرى تغرق بالثرثرة الفارغة الصدئة والصراخ والامر سيان بالنسبة لنا لان اقوالهم تنافي افعالهم وكلام الليل على الفضائيات يمحوه النهار . لانجد بين كلام المتكلمين سوى الذم والتناقض وصراخ فارغ . وفي سكوت الساكتين الا حيرة في الراي وشبهة في الموقف من كل مايدور من احداث ربما تجر البلد الى قاع سحيق كيف سنخرج منه . الله وحده العالم
هذه حال برلماننا وهذه خيارات شعب اختار بارادته او ببطانية او شريحة هاتف نقال فئة عشرة دولارات او بسبب البداوة ونصرت العشيرة والقبيلة والطائفة اما من هم في اوربا فدفع لهم نقدا 300 يورو للعائلة لاداء واجبهم الوطني والشرعي في انتخاب هذه الكتلة اوتلك وفتح مزاد علني واستقطاب غير مسبوق بتقديم الرشى والتسهيلات وشراء الاصوات في وضح النهار وعلى مسمع ومرأى الجميع . والكل يتذكر ذلك وكل انتخابات وهم بالف خير متمنين زيادة المبلغ في العرس الانتخابي القادم كما وصفه احد المتملقين والذي يقدم نفسه ناشط سياسي على فضائية ماسخة تاسست من منح بريمر ومتهنت الدعارة من الباطن فيما بعد .
على الناخبين الذين تحدوا الارهاب والصعاب وذهبوا الى الانتخاب وترشيح هذه العينات مطالبة البرلمان اولا قبل الحكومة بان يوفوا بجزء بسيط جدا من وعودهم الوردية ومسائلتهم عن هذا الثراء الفاحش الذي يتمتعون به . وهذا الكلام المفيد لان من اولويات البرلمان هي التشريعات والرقابة ثم الرقابة ثم الرقابة وليس التخبط في مهازل الحكومة وترهاتها وناطيقيها وتصريحاتهم الرنانة الطنانة وكانهم يعيشون في جزر الهونولولو وليس في العراق . واذا عجز البرلمان عن ايجاد الحل وجب حل نفسه واجراء انتخابات مبكرة ولا اعتقد ستكون الخسائر افدح مما هو عليه ونخلص من هذه الدوامة و نيران التراشقات والمهاترات التي أخذت الشعب حطبا لها . يبدو هذا الكلام ضربا من الخيال لان البرلمان خط احمر لاصحاب المعالي الجدد وهم لايفرطون بنعمتهم وليسوا جاحدين . ولله في حكومتنا وبرلماننا وديمقراطيتنا شؤون .
دار الدستور