الفكر المنطقي في بناء صرح المعرفة
صادق غانم الاسدي
لاتتكامل النظرة العلمية لكل شيء في هذا الكون مهما كانت اشكاله واهدافه والخوض في تجاربها بدون الاستدال لمعرفة المنطق والثقافة والمعرفة , وللمنطق هنالك زوايا معرفية وفلسفية وبحث ودراسات معمقة تنتج عنها تطوير المنطق باسلوب يحاكي كل مرحلة , وزاوية الهدف والذي يجهد الانسان الباحث في خوض غمارها مستدلا على طبيعة نتائجها المعرفية , فمثلا المجتمع الاغريقي في عهد سقراط , وما نشأ من افكار تعتمد على الجدول الفارغ لاثبات الاراء السياسية المتطرفة ووقع هذا المجتمع تحت تأثير قيم وافكار بين منطق سقراط ثم افلاطون وبعد ذلك أرسطو, وبما ان المنطق هو ظاهرة اجتماعية تماما لايدعنا الوقت والزمان ان نبحث عن نسبة الصحة فيها معتمدين على المقايس العقلية الثابته , نلاحظ ان هنالك في التاريخ الاغريقي السياسي والاجتماعي ظهرت فوضا ليس لها صلة ولاتساير مع منطق العقل والفكر وبعيدة عن بناء صرح الدولة دون التفكر والبحث لهذا ظهرت افكار تخالف افكار التطور وربما هي مجموعة من الانحرافات ابتكرها جماعات كانت تنتمي الى المدارس الفلسلفية بعيدة تماما عن المنطق , وكانت جماعة السوفسطائيية من أبرز هذه المجموعات ,واسم السوفسطاء يعني العالم , وكانت هذه المجموعة تدعي نفسها بالحكيم ادعاءا للثقافة وكانت تتخذ اسلوب الجدل الفارغ في سبيل دعم نظريتها وافكارها ,ولم تعترف بالمقايس العقلية وكانت تشكك في كل شيء ونتج عن ذلك فوضا في الحقل السياسي وارتباك في الحقل الثقافي ,اضافة الى السوفسطائين كانوا اشبه بحالنا اليوم ببعض الحركات التي ظهرت والناس منشغلين في احتواء الحضارة والولوج في احضانها في تغير والتلاعب في الالفاظ ولايختلف الامر ان هذه الحركات قد تصدى لها وحاورهم سقراط للوقوف على مايطلبونه بعدم التلاعب بالالفاظ , وللفكر المنطقي اسلوب وطريقة تختلتف عن بقية الافكار المنطقية التي ظهرت عند الاغريق , باسلوبها وطريقة تعاملها في بناء صرح الثقافة والتي هي مجموعة من الاراء والمعتقدات والافكار يتحلى بها الفرد او المجموعة بالتعاملات اليومية , وللتفكير المنطقي اسلوب واضح في الخوض وتشخيص الخلل , وهو ايضا لايخلو من مهارة مهمة للغاية يجب أن يمتلكها كل إنسان وأن يطورها، كما أنه مهم جدًا لأنه يطور التفكير والاستدلال والرياضيات وحل المشكلات والعديد من المهارات , والتفكير المنطقي نستطيع ان نطوره اسوة كبقية الامور في التحسن والارتقاء كبقية اي مهارة ,وذلك من خلال التدريبات والأنشطة المناسبة ,والعالم الغربي سبقنا بهذا التطور من خلال تمارين الرياضيات في اعطاء مسائل معقدة ونظريات خاصة في حلها والحصول على نتائج تلك المسائل لتكيف واقع تطورهم والنهوض بمستوى تفكيري عالي وتشغيل العقل كاداة مهمة في محور العملية , ويساعد التفكير المنطقي على اتخاذ اهم القرارات للمؤسسات والافراد على حد سواء ويساهم في دعم الافكار الابداعية والوصول الى الاهداف المنشودة , وللتفكير المنطقي اهمية كبيرة وضروري لصحة أي بيئة في مكان العمل وغيره والتفكير المنطقي كلما كان افضل ستكون عملية اتخاذ القرار بأقل الاخطاء وتجاوز الصعاب والحصول على نتائج طيبة , كما أنه ايضا يزيد قدرتك على ان تكون مبدعا لانك تميل الى اجراء اكبر عدد ممكن من الاتصلات المنطقية وهذا لم يوقعك بحرج او شك , والتفكير المنطقي يجعلك تقضي وقت الأستراحة بارتياح عميق وإن كنت مضغوط بالعمل لانك منظم. ومنطقيا كل هذه التحسينات والتطورات وبناء مجتمع وثقافة معرفية وعلاقات اجتماعية مبينه على تبادل المعلومات والاراء في سبيل بناء صرح ثقافي علمي متماسك يخضع الى عامل اساسي وهو تنظيم العمل الادراي والعقلي في نهاية المطاف .