أسماء محمد مصطفى
يقف العالم ، الآن ، على قدم واحدة أمام ظهور فيروس كورونا المستجد (فيروس ذات الرئة الصينية) ، ترافق ذلك مخاوف من احتمالات إصابته ملايين البشر وانتشاره من الصين الى بقية دول العالم ، لاسيما مع وقوع إصابات قليلة متفرقة في كلّ من الولايات المتحدة الأميركية وكندا واستراليا وفرنسا وألمانيا واليابان وماليزيا وتايوان وتايلند وكوريا الجنوبية وفيتنام وسنغافورة وكمبوديا ، فضلاً عن طرح تساؤلات عما إذا كان الفيروس قد ظهر الآن لأسباب سياسية او اقتصادية او كنوع من أنواع الحروب البايولوجية او نتيجة خطأ مختبري ، ولكن أياً كان السبب ، فإنّ الصين أعلنت عن توصلها الى علاج لمرض كورونا ، اختبر بنجاح على سبعة مصابين فقط حتى الآن ، مع استمرار ارتفاع الإصابات ، كما أعلنت احدى الشركات الأميركية عن تطوير لقاح ضد الفيروس كانت قد بدأت العمل عليه منذ أسبوعين ، ولكن العملية قد تستغرق نحو سنة لإتمام التطوير وإعداد اللقاح للتسويق ، في الوقت الذي دعا طبيب عربي منظمة الصحة العالمية الى البحث عن العلاج في زهرة اللوتس ، مشيرا الى وجود فيروس كورونا في الجِمال والخفافيش ، ولكن بيان منظمة الصحة العالمية أوضح أنّ مصدر الفيروس غير معروف حتى الآن مشيراً الى أنه مستودع حيواني على الأرجح .
وتوخيا للفائدة والسلامة ، نقدم معلومات عن كورونا ومايدور حوله ويتعلق به من أسباب ظهوره وطرائق الوقاية منه والتعامل معه ، في شكل نقاط :
ـ ظهر فيروس كورونا التاجي للمرة الاولى وبشكله الاول سنة 1937 في الطيور ، وكانت الأعراض تنفسية ومن ثم انتقل الى الثدييات ، وفي سنة 1960 ظهر بين البشر متسبباً بنزلات البرد العادية ، وتحول الى مرض السارس (الالتهاب الرئوي الحاد) في سنتي 2002 و2003 متسبباً بموت مئات الأشخاص حول العالم ، ومن ثم ظهر في سنتي 2012 و2013 باسم ميرس او كورونا الشرق الأوسط الذي انتقل فيروسه من الإبل العربية الى مئات الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسببه .
ـ تداولت وسائل الإعلام أنّ الفيروس انتقل الى الإنسان من الأفاعي التي تتناول الخفافيش ، وكلاهما متوفران في سوق شعبية غير مرخصة لبيع الحيوانات البحرية في ووهان الصينية ، ولكن صحيفة بريطانية نشرت في سنة 2017 تحذيراً مفاده أنَ خبراءً للسلامة الإحيائية وعلماء من الولايات المتحدة الأميركية ، أعربوا عن مخاوفهم ، من أن قيام المختبر الوطني للسلامة البيولوجية في مدينة ووهان الصينية بإجراء اختبارات تبحث عن أسباب فيروسات السارس والكورونا والايبولا ، لغرض محاولة صنع مضاد حيوي لها ، قد يؤدي الى هروب فيروس يشبه كورونا من المختبر، أو أن يتحور في الحيوانات التي أجريت عليها الاختبارات ويصبح قادراً على إصابة البشر ، بمعنى ظهور فيروس جديد أخطر من السلالة نفسها في أثناء القيام بالاختبارات العلمية ، وهذا ماحدث فعلاً إذ انتقل الفيروس من المختبر الى سوق المأكولات البحرية والتي تبعد عنه بمسافة 20 او 30 كيلومترا ، ليعيش في أجساد الحيوانات حتى بات قادرا على إصابة البشر. وبينما يمكن لبعض الثدييات البحرية حمل فيروسات كورونا ، مثل حيتان البيلوغا ، يوجد في هذه السوق حيوانات برية أخرى كالدجاج والوطاويط والأرانب والأفاعي ، والتي يُرجح أن تكون مصدر نقل الفيروس إلى البشر.
وثمة من يرى في الموضوع مؤامرة أميركية تتمثل بتسريب الفيروس عبر الأدوية الى الصين ، لغرض المساومة بمصل العلاج ، ولكن هذا الإتهام يبقى ضمن حدود التكهنات الى أن يثبت بالأدلة .
ـ يظهر الفيروس بشكله الاول ضمن عائلة الفيروسات في أعراض الزكام العادي ، ولكن حصول تغيير جيني أدى الى تقويته ومهاجمته الجهاز التنفسي بما فيه الرئة .
ـ تتغير الفيروسات ، لأنها ليست خلايا ، وإنما تحتوي حمضا نوويا وهذا أما DNA او RNA ، والفيروسات حمضها RNA وهي لاتمتلك خاصية تصحيح الأخطاء عند حدوث خطأ في تسلسل القواعد النيتروجينية عند التكاثر، وهذا يعني أنّ دخول الفيروس على الحمض النووي للمضيف يؤدي الى حدوث تغيير فيه .
ـ يندر أن تنتقل الفيروسات الخطرة من بعض الحيوانات إلى البشر. ، إذ يوجد في أغلب الحالات حاجز بين الفصائل المختلفة لا تتمكن الفيروسات من اجتيازه . لكن في بعض الحالات ، مثلما يحدث حين يكون الإنسان يعاني ضعفاً في المناعة أو إن حصل ما يسمح للفيروس بالدخول ، قد تحصل حالات إصابة.
ـ يصيب الفيروس الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة من المصابين بالأمراض المزمنة ، ويمكن تقوية المناعة بالامتناع عن العادات الضارة كتناول السكريات والسهر مثلاً .
ـ يمكن للفيروس إصابة الأشخاص ذوي المناعة الجيدة ، ولكن من غير ظهور الأعراض بشكلها الخطير .
ـ تبلغ مدة حضانة المرض من غير ظهور أعراضه المؤكدة بين يوم واحد و14 يوماً. ويظهر المرض ، أولاً ، بارتفاع درجة حرارة الإنسان ، ومن ثم بعد يومين يظهر الاحتقان او السعال او القيء او الإسهال او آلام الحلق ، وبعد خمسة او سبعة أيام يحدث الضيق في التنفس .
ـ ينتقل الفيروس بالرذاذ الناجم عن العطاس وملامسة المصاب وأدواته ، وكأيّ فيروس فإنه يعيش في السجاد ، وعليه إذا أصيب شخص بالمرض يُنصَح برفع السجاد.
ـ يُنصح باستخدام المطهرات في غسل اليدين او تنظيف البيوت عموماً ، وفي حال الإصابة بالمرض ينصح بارتداء الكمامة ، والامتناع عن لمس الفم والعين والأنف ، وملازمة المنزل ، وتناول السوائل الدافئة ، وتجنب لمس الآخرين وتقبيلهم ، وغسل اليدين المتكرر بالمطهرات ، واستخدام المناديل الورقية ، وتجنب الأماكن المكتظة اوالتعامل مع حيوانات المزارع والحيوانات البرية بلا حماية .
ـ أوضحت منظمة الصحة العالمية في بيان لها أنّ من المتوقع استمرار تصدير حالات الإصابة بالفيروس إلى بلدان أخرى . وبناءً على ذلك ، ينبغي للبلدان كافة أن تكون على أهبة الاستعداد لاحتوائها ، عن طريق الترصّد النشط ، والكشف المبكر، والعزل وإدارة الحالات ، وتتبع المخالطين ، ومنع استمرار انتشار العدوى ، وتبادل بيانات كاملة مع المنظمة ، كما دعت في البيان نفسه المجتمع الدولي الى مواصلة التحلي بروح التضامن والتعاون في التعامل مع المشكلة .
المصادر التي اعتمدنا عليها في كتابة هذا الموضوع او البحث المبسط :
(1) منظمة الصحة العالمية
(2) الدكتور كيفن الحافظ استشاري طب العائلة / عبر قناة العربية
(3) الدكتور كمال عكاش طبيب الامراض المعدية / عبر قناة العربية
(4) الدكتور مازن السقا محاضر جامعي في كلية الصيدلة ، جامعة الأزهر ـ فلسطين .
(5) الأستاذ أندرو إيستون ، كلية علوم الحياة التابعة الى جامعة ووريك .
(6) التلفزيون العربي
(7)BBC عربي
(8) شفق نيوز
(9) موقع اكسبرس
(10) قناة دال
(11) موقع بلدنا اليوم