” الزمان الراح “
يجسد هذا العنوان اختزالًا دلاليًا بالغ التوتر والتكثيف لخلاصه وفحوى القصيدة والهاجس الذي تحوم حوله …
انه يجعل الموصوف مرتبطًا بالموضوع كله من خلال الإحالة الضميرية ” هي “
من امحلت ياصاح ” والروابط الزمانية والتركيبية من معجمه الخاص به …
ليكشف لنا الستار المسدل على الذات لنراها ونعرفها بوضوح … فهي الأرض ” تنطق بما يدور على بسيطتها وهو الرائي الذي تعانده وتقسو عليه وهو الذي لاذ بها كتائه قد ” طاح ” ووقع في البلاد العطشى حيث يتصحر الوقت والزمن … ويتمدد التيه و تكبر الوحشة … ففي زمن ” المحل
تصمت حتى الرياح وتتوقف الحركة …
الريح هي الكلام وهي الغضب وهي ” الانا ” التي تمشي ويتبعها الكلام …
لقد جاء التشخيص في القصيدة كتعويض عن الشعور القاسي بالزمن يقوم بالغاء التناقض بين الحي والجامد والمتحرك والساكن وبهذا كان هذا الشعور دافعًا لخلق صور قاسية وموثرة ؛
” الزمان الراح ” انه فعل “راح ” اي رحل … والرحيل لحظة زمنيه مفارقة وقاسية يمارس بها الزمن سلطته وسطوته المدمرة ،
لقد جاءت القصيدة كمزيج فلسفي فكري متدفق بالعاطفة الحية عن ضيق وتردي وخواء الحال وتصاريف وطوائح وتقلبات العصر والزمان آلتي تضيق وتخنق الاحلام
بالنهوض بعد الجدب والعقم والانقطاع …