الخميني أول داعشي.. وبتر الأطراف ممارسة داعشية تُطبق في إيران
علي أحمد الساعدي
من جديد تظهر أدلة واضحة تؤكد أن تنظيم داعش بعقليته الإجرامية المتعطشة للدم والتي تتفنن في ابتكار وسائل بشعة ومقززة في القتل والتعذيب تأباها الفطرة الإنسانية السليمة انما هو نسخة عن النظام الحاكم في إيران منذ عهد المقبور الخميني ولغاية اليوم .
ففي مدينة مشهد الإيرانية ، أصدرت محكمة الملالي حكماً ببتر اليد والقدم بحق سجينين في سجن مشهد المركزي ، في ممارسة لاتقل وحشية وبشاعة عما تقترفه التنظيمات الإرهابية المتطرفة كداعش وغيرها ، والفارق الوحيد ان نظام الملالي سبق داعش في هذه الممارسات اللاإنسانية بخمس وثلاثين عاماً .
فمنذ ان سرق الملالي الثورة الإيرانية بعد وصول المقبور الخميني الى طهران حاملاً للشعب الإيراني عهوداً من القتل والإجرام والرجعية والتخلف ، تحولت إيران في ليلة وضحاها من دولة مدنية إلى إمارة قمعية تتخذ من الدين غطاءً لجرائمها بحق النخب الثورية التي أسقطت نظام الشاه .
الخميني عُرف في التاريخ بصفته جزاراً لايقل وحشية عن هولاكو وتيمورلنك وهتلر وستالين ، نصب المشانق على أعمدة الكهرباء ، ملأ الشوارع بجثث معارضيه ، زج بالمثقفين والأكاديميين والفنانين في السجون ، وفي إحدى نزواته الشاذة قرر تقليل عدد السجناء من خلال إعدام عشرات الآلاف منهم في ليلة واحدة معظمهم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق الثورية ، تاركاً في كل دار نائحة تنوح وصائحة تصيح ، ومن هنا قد لانبالغ فيما لو قلنا ان الخميني (لعنه الله وجعل جهنم مثواه) كان هو الداعشي الأول بامتياز ، بل ان الدواعش تلاميذ للخميني شاءوا أم أبوا ، وأفعالهم وممارساتهم تشهد على ذلك .
واليوم ، لايخجل حكام الملالي وتلاميذ الجزار الخميني من إصدار أحكام ببتر اليد والساق بحق سجناء فقراء لايجدون ما يسدون به رمق أطفالهم الجياع ، وسنشاهد قريباً أفلام فيديو على موقع يوتيوب تُظهر تنفيذ هذه الاحكام الوحشية على غرار الإصدارات الداعشية ، ولن نتفاجأ لو طالعنا إصداراً بعنوان (فحيح الأفاعي) لجرائم الملالي على غرار الإصدار الداعشي (صليل الصوارم) !
إن الصمت الدولي المخزي تجاه جرائم ملالي إيران لم يعد مستغرباً ، فأمريكا بصفتها القائد الأوحد للعالم تستمتع بسماع صرخات الشعب الإيراني المذبوح من الوريد الى الوريد ، بل تتلذذ أيضاً بمشاهد الخراب والدمار الذي تسبب به الأخطبوط الإيراني في دول الجوار كالعراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها ، لاغرابة في ذلك كله إذا علمنا أن نظام الملالي سيبقى حتى نهاية الزمان الشرطي الحامي للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ، أو كلب الحراسة الأمريكي إذا صح التعبير !
أما الأمم المتحدة التي يفترض أن تكون رقيباً على حقوق البشر في العالم ، فلن نتجرأ على أن نحلم مجرد حلم بأنها قد تصدر توجيهاً لمجلس الأمن الدولي بمعاقبة نظام الملالي بتهمة انتهاك حقوق الإنسان الى درجة بتر الأطراف ، لن نحلم بأنها ستتخذ موقفاً حازماً تجاه العصابة الحاكمة في إيران أكثر من الإعراب عن قلق أمينها العام الذي يشعر بالقلق تجاه ما يحصل في سوريا ويشعر بالقلق تجاه ما يحصل في العراق ويشعر بالقلق تجاه ما يحصل في اليمن ويشعر بالقلق تجاه ما يحصل في لبنان ، ولأننا نخشى عليه أن يصاب بسكتة دماغية من شدة القلق الذي يشعر به ، نقول له : شكراً .. لسنا بحاجة إلى قلقك !
كم عانى الشعب الإيراني المسكين ، وكم عانت شعوب المنطقة من بطش نظام الملالي الذي صنعته الصهيونية العالمية ، وكم سنعاني في ظل هذا الصمت الدولي ، وكم سنصرخ وما من مجيب .