لم اجد الا في الالمانية عبارة تشير الى الحنين الى البعيد جنبا الى جنب الى الحنين الى القريب. و لكن ماذا يعني عندما تعتقد انت لا تنتمي للاسرة و الوطن او انت لست الا لقيطا من المزبلة و تبدأ و انت لا تزال طفلا تبحث عن اصلك و فصلك؟ و عندما نادتك سيدة غريبة باسمك انتابك الشعور بان والدتك الحقيقة تناديك الان.
و عنما تكبر تكتشف ليس هناك احد في انتظارك و انت لست الا رقما يمكن استبداله بسهولة و تتذكر كيف قال لك الاستاذ بعطف و لكن بدون سابقة: ارحل من هنا انت لا تعود لهذا المكان و عندما ابتعدت فعلا اصبحت معزولا مجهولا دون رابطة العائلة و القرابة كما اردت دائما – هل تحقق حلمك؟ بعكس الاخرين لا تشعر باشتياق و حنين للعودة و الوطن و الاسرة بل بحنين الى البعيد الى المجهول – التخلص من كل روابط الوطن و الاسرة و القرابة و الدين و اللغة و الثقافة – و العبور نهائيا الى الشاطئ الاخر.
احيانا رغم انك تعرف ثمن الابتعاد غال جدا تقول لاء انت محظوظ لانك انت تختلف – لقد ولى زمن العائلة و الاقرباء و الاصدقاء و الوطن و الوطنية ثم تحس بانك بالفعل ترتقي لتعود متواضعا الى الابد.