التقليد لواحد والولاء للجميع
صالح الطائي
نداء إلى العراقيين جميعا
إلى العراقيين جميعا..
أخي العراقي بكل مكان من أرض الوطن..
أخي الحبيب مهما كانت توجهاتك.. عقيدتك .. مذهبك .. دينك .. قوميتك .. لونك ..
نواياك..
أخي العراقي مهما كانت أحلامك وأطماعك وتصوراتك ورؤاك..
قال الإمام علي (عليه السلام): “الناس صنفان إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق” فمن لم يكن من أتباع ما تعتقد به، أو من قوميتك وجنسك ولونك، فهو ليس غريبا عليك؛ لأنه إنسان مثلك، لا حق لك أعلى من حقه، ولا حق له أعلى من حقك، وهذا هو المعيار الحقيقي للإنسانية، أما المعيار الحقيقي للدين فهو التقوى.
وتبعا لهذا الفهم السامي يتوجب عليك أن تحترم الآخر؛ الذي تربطك به هوية الانتماء إلى الجنس البشري، قبل هوية الانتماء الضيق؛ فكلاكما بشر. والآخر حتى لو كان مخالفا لك في العقيدة، فهو مثلك يملك نفس حيز الحرية الذي تملكه أنت.
وإذا كنت ترى أن من حقك أن تؤمن بعقيدة، بمذهب، بحزب، بقومية، بمنطقة، بمدينة، بمحافظة، بجنس، بلون، بمرجعية، فهذا من حقك، بل هو أهم جزء من منظومة حقوق المواطن على الإنسان على الناس والحكومة والوطن، ولا سلطة لأحد أن يمنعك من ذلك أو يسلب هذا الحق منك لأي سبب كان، فأنت حر في الاختيار، ووحدك تتحمل مسؤولية وتبعات ما اخترت.
لكن عليك أن تثبت عراقيتك وإنسانيتك أولا، لأن اختيارك يبقى شرعيا ومقبولا ما دام يتخذ العراق ضابطا للإيقاع، والإنسانية معادلا معياريا، وهذا يتحقق عن طريق قناعة واحدة هي أسمى ما يمكن أن تُبنى بموجبه الروابط بين مكونات المجتمع الواحد، وهي القاعدة الإنسانوية التي تقول: “التقليد لواحد والولاء للجميع” أي ضمان أحقية التبعية القانونية والعرفية لما تختار، ولكن مع وجوب أن يكون ولاؤك للإنسانية بشكل عام وللوطن والشعب بشكل أخص، قبل الورء الضيق.
إن هذا الالتزام المنصف والعادل، يفرض عليك شرطين مهمين:
يلزمك الأول: أن تحترم جميع خيارات الآخرين؛ التي لا تخالف نواميس المجتمع، ولا تخرج عن الذوق العام، ولا تصادر حقك أو حق غيرك.
ويلزمك الثاني: أن لا تأتي بقول أو فعل يستفز الآخرين أو يثيرهم، أو ينتقص منهم ومن معتقدهم.
أما إذا فضلت اختيارك على مصلحة العراق ومصلحة المجموع، ومصلحة الخيارات الأخرى، وعملت على مصادرة حقهم لتنصر حقك، فاختيارك باطل ولا نؤمن بشرعيته، وعليك أن تراجع نفسك، لأن عملك مخالف لشروط الأنسنة؛ في وقت بات فيه الإنسان أغلى رأس مال.!!