عباس داخل حسن
في خبر مثير للقلق لبلدان “أوبك” وحكومات وشركات الاستثماربقطاع النفط والطاقة مفاده ان ثلاثة فتيات نيجريات تتراوح اعمارهن بين 14-15 سنة ابتكرن مولدا كهربائيا يعمل بالبول هذا الاختراع الثوري الصادم الذي تم تقديمه في أحد المعارض في نيجيريا يحتوي على خلايا تحليل كهربية تعمل على تحطيم اليوريا في البول الى هيدروجين و ماء و نيتروجين بحيث يذهب الهيدروجين عبر فلتر ماء ليتم ضخه عبر اسطوانه غار و من ثم يضخ الى اسطوانة مع مسحوق البوراكس حيث يتم استخلاص الماء من غاز الهيدروجين و بعدها يضخ غاز الهيدروجين المنقى الى المولد. ويكفي لتر واحد من البول لتشغيل المولد لمدة ست ساعات وبنجاح باهر .
واصبح بامكاننا مجرد دخول الحمام نستطيع توفير الطاقة ذاتيا لمنازلنا ونخلص من الفواتير التي تثقل كاهلنا . ونقلل اعتمادنا على مولدات الديزل “القذر” .
انا اشك بان يتم شراء هذا الابتكار وتصنيعه وتطويره ليصبح عمليا للاستخدام المنزلي لاسباب عديدة اهمها لان بول المواطن سيصبح سلعة استراتيجية هامة وهذا لايروق للحكومات البترولية . ومن اسباب محاربة اختراعات مماثلة هو خوف الوسطاء او من يتقاضون عمولات نتجة صفقات البترول وسيتاثر السماسرة وشركات النقل البحري العملاقة والتامين واصحاب السمو والفخامة والعوائل البترولية من مثل هكذا اختراع اوبديل للنفط في الوقت الحاضر وستنتهي مؤتمرات الاحتباس الحراري وتغيير المناخ . وتنتهي حروب الحقول المشتركة على الحدود والبلدان المتشاطئة المتنازعة على احتاطيات البترول .
على الامم المتحدة ان تحث الدول الصناعية الكبرى بدعم هذا الابتكار وتطويره باسرع وقت وستشهد البشرية انخفاض نسبة الفقر وتقل كوارث الجفاف والمجاعات في افريقيا واسيا وامريكا الجنوبية .
ليس المرة الاولى التي سعى المبتكرون لانتاج طاقة نظيفة من المخلفات البشرية والحيوانية والنباتية . للبرازيل تجربة رائدة بهذا المجال ، وهي اقل كلفة من كل انواع الطاقة “القذرة” والتي تنتج ملوثات اقل مايقال عنها مسرطنة ، واستغلال للشعوب والبترول على راسها ، سالت دونه دماء وانتهكت حرمات وحيكت مؤامرات وحروب واحتلالات .
كثيرة هي الاحلام المستحيلة التي راودت البشرية واصبحت اليوم امراعاديا كالطائرات والرحلات الفضائية والكومبيوتر وعمليات الاستنساخ وابتكارات طبية وعلمية كثيرة وهذا الابتكار سيصبح يوما ضمن هذه القائمة الطويلة من الابتكارات التي تحقق على ايدي هؤلاء الصبية النيجيريات .
واعتقد ان الخلاص او التقليل من الاعتماد على البترول معركة تستحق التضحية لنخلص من تبعات فساد الحكومات المنتجة والمستهلكة وتدميرها للبيئة والانسان على حد سواء . وهو الشر الكامن في هذه الثروة التي درت على فئة قليلة من البشر الخير والتطور وعلى اكثرية الحرمان والشر والبؤس . والعراق ونيجيريا والجزائر وليبا والقائمة تطول تعاني من فساد هذه الثروة التي حبا الله بها البشرية ، وحولها اصحاب الضمائر المتعفة والفاسدين الى نقمة بدل ان تكون نعمة ورفاهية . واصبحت احوالنا تتفاقم وتتدهور بكل المجالات ومن المستحيل وضع حد لحالة البؤس والفقر وخراب البنى التحتية باستئثار الحكومات لهذه الثروة الوطنية وهمها الوحيد ونهما هو استخراج النفط وبيعه من اجل حفنة منتفعين وسماسرة ومتامرين مع شركات النهب العالمي المتعددة الجنسيات والعابرة للقارات وترمي للشعوب الفتات .
والحياة علمتنا ان الاحلام والمعجزات تتحق على ايدي العلماء والمبدعين والمؤمينين بمحاربة الظلم والجشع . والله خلق من الموارد مايكفي للبشرية جمعاء .
نحن نعيش الامل دائما . ويحدوني امل ان ياتي اليوم القريب لمشاهدة “وزارة البول والطاقة” عوضا عن “وزارة النفط والطاقة” . ويسوق المواطنون وبهائهم البول للحكومات بيسر. وان وجد سماسرة او تقاضى الوسطاء عمولات فسيكون الضرر هامشي او قليل ويصبح لكل مواطن دخل اضافي دون منة اوصدقة من حكومة . وسيتقاضى اعلى دخل اضافي مرضى السكري المتفشي في بلداننا لغزارة انتاجهم . يسرني تحملكم