الإصلاح السياسي قادم لا محالة
– ماذا بعد العمل السياسي
– وماذا بعد الإصلاح السياسي
– كم حاولنا بأن نُصلح في المجال السياسي ، وكم حاولنا بأن نكون في صف الإصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين
– كم حاولنا وما زلنا نُحاول بأن نكون عونًا وسندًا للمواطن ، وأن نُقدم له كل ما بوسعنا لكي ننتصر على الفساد والفاسدين
– ألم يأن الآوان بإصلاح حقيقي في المجال السياسي
– ألم يأن الآوان بأن نقف صفًا واحدًا لمحاربة الفساد والفاسدين
قلتُ سابقًا عندما يسند العمل السياسي إلى غير أهله ويتحول العمل النيابي ذا الطابع التشريعي والسياسي أيضًا إلى بسطات لبيع أي شئ أو الإنتفاع من أي شئ ،،، عندها علينا أن نتبصر في ما فعلتهُ أيدينا عندما اتخذنا قرارنا في إعطاء فلان الصوت والذي يمثل إرادتهُ السياسية ، فنرى الآن بأن السياسة أصبحت من أهم أمورنا اليومية ، فيجب أن نتحدث عنها في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل دقيقة ولكن هنالك فرق كبير ما بين أن نتحدث بالعمل والإصلاح السياسي بشكل ديمقراطي وبشكل يليق بنا نحنُ كرجال سياسة ، وما بين أن نتفلسف على السياسة من دون علم ولا دليل ولا برهان.
يقول إيمانويل كانط “إنّي أسمعُ من كلِّ مكانٍ صوتاً يُنادي لا تُفكِّر ، رجلُ الدِّين يقولُ لا تُفكِّر بل آمِن ، ورجلُ الإقتصاد يقولُ لا تُفكِّر بل ادفعْ ، ورجلُ السياسة يقولُ لا تفكِّر بل نفِّذ ، ولكن فكِّر بنفسكَ ، قِفْ على قدميك ، إنّي لا أُعلِّمكَ فلسفةُ الفلاسفةِ ، لكنّي أُعلِّمكَ كيفَ تتفلسف.
يُشكل الإصلاح السياسي عائقًا على الإقتصاد الوطني فلم ولن يتحقق الإصلاح الإقتصادي إلا بوجود إصلاح حقيقي وصادق في المجال السياسي ، فالإصلاح الإقتصادي مهم جدًا لكسب ثقة الشعب ، فلم ولن تتحقق ثقة الشعب بالحكومة إلا إذا أثبتت الحكومة بأنها هي من تُريد أن تُحارب الفساد والفاسدين ، فإذا أردنا إلى إصلاح سياسي حقيقي فيجب علينا أن نعمل على تفعيل دور الأحزاب عن طريق تعديل قانون الإنتخاب والوصول إلى حكومات نيابية تُنتخب عن طريق الشعب ليستطيع الشعب محاسبة الحكومات واسقاطها في حال لم تحقق المطالب الشعبية والسماح للأحزاب بالوصول إلى المناصب لأن تفعيل دور الأحزاب يعمل على محاربة الفساد والعمل على إتباع نهج الشفافية والمسائلة والمحاسبة وأخذ الرأي الشعبي في الحسبان ، فإذا أردنا أن نعيش في مجتمع مليء بالعدل والعدالة ، مليء بالنزاهه والديمقراطية ، فيجب علينا أن نعلم جميعًا بأن هنالك عدة أشخاص بمواقع ومناصب سياسية مختلفة يعملون دائمًا على إظهار صورة مشرقة عن الحكومة وقرارات الحكومة ولكن ما يجري خلف الكواليس هو حقًا مُعاكس لهذه الصور التي نراها ، في السياسة هناك دائماً أقوال عظيمة رنانة تتحول لشعارات عظيمة رنانة ولكنها لا تتحول أبداً لأفعال ، فإذا أردنا تحقيق الإصلاح السياسي فيجب علينا اجتثاث الفساد ولن يتم اجتثاث الفساد إلا بعد أن يتم شطب جميع القوانيين التي تدعم الفساد وأهله.
ألم يأن الآوان لجماهير شعبنا أن لا تنسى يوم التصويت ماذا جرى خلال الأيام السابقة وماذا يفعل أغلب النواب ، متى سنصل إلى اللحظة التي نُحاكم فيها قراراتنا ونعترف بتكرار الأخطاء والتي ساهمت مساهمة مباشرة في حالة الضعف والفوضى والفساد التي تعيشها الإدارة الحكومية وعلى مختلف الصعد ، لماذا علينا أن نندم بعد أن يُباشر مجلس النواب أعماله لنشاهد بِأعيننا هذا الهزال والضعف في نوعية وثقافة من وقع عليهم اختيارنا لتبدأ بعدها رحلة المعاناة والإنتقاد والسب وكأنهم جاءوا من كوكب آخر ، لا بد من الإعتراف بأننا ساهمنا وبشكل مباشر في تردي الأوضاع التي وصلنا إليها وقد جاء الزمن الذي نتخذ فيه قراراتنا بوعي وبعيداً عن التعصب العشائري والمجاملات وفي أحيان أخرى تحت إغراء المال السياسي الملوث والذي سرقوا أضعافه من جيوبنا ليتركونا على أرصفة الوطن نُنادي بأسقاط من كنا السبب في وصولهم لهذا المكان بعد أن زادت جيوبهم انتفاخاً.
احذروا منهم فإنهم يوهمونكم بأنهم معكم وفي نفس خندقكم ويعملون من أجلكم ويكتبون عن معاناتكم وفقركم ومرضكم ويصدحون بأعلى الصوت من أجل كرامتكم ويصرخون ويبكون وتقترب الكاميرات تارة من دموعهم وتارة من تشنجات عروقهم ، وفي حقيقة الأمر هم يعملون لأنفسهم ووظيفتهم ومركزهم ولِما تم توجيههم إليه ، فلا تصدقوا كلامهم وخطاباتهم ولا تغرنكم دموعهم ولا تنتظروا منهم أي شيء ، هم لا يعملون لأجل آمالكم بل يخططون بالخفاء لزيادة ألامكم ، فمهما تبدلت الأوراق السياسية ومهما تلونت وجوه السياسة سنبقى جميعًا في خندق الوطن والملك.
فأفتقار الواقع للأسباب المنطقية للإصلاح يجعل من التفاؤل سبيلاً للهروب لصناعة واقعًا إفتراضيًا لا يجمعنا فيه سوى أملُ الإنتصار.
بقلم الكاتب والمحلل السياسي : فؤاد أحمد عايش